ريتشارد
بيرل :
الْزَمْ
غَرْزَك .. ولا تتدخّل بشؤوننا
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
صهاينة
البيت الأبيض الأميركي أو
المقرّبون منه.. يظنون أنهم
يمتلكون الدنيا وما فيها وبمن
فيها، وهم من البشر الذين نزع
الله عز وجل من نفوسهم الحياء
وكرامة النفس، وزرع عوضاً عنهما
الوقاحة والحقد والاستكبار
الفارغ، فضلاً عن الغباء وعوامل
الفشل على كل صعيد.. ولا اعتراض
على مشيئة الله سبحانه وتعالى
في كل ذلك، فلله في خَلْقِهِ
شؤون !..
الصهيوني
الوقح (ريتشارد بيرل)، المستشار
السابق في وزارة الدفاع
الأميركية، وأحد دهاقنة
العدوان على المسلمين، وواحد من
طلائع المنظّرين لممارسة
الاعتداء السافر بحق العالَم
الإسلامي، ولاحتلال ما يمكن
احتلاله من أوطان المسلمين،
ولنهب البلاد وتشريد العباد، مع
حماية المسخ الصهيوني في
منطقتنا.. بيرل هذا.. المهزوم في
أفغانستان، والغارق في كل عوامل
الهزيمة والسقوط والخزي في
العراق.. يرغب أن يجرّب حظه في
سورية.. وأن يذكّرنا بصوته
النشاز من جديد، بعد أن أخرسته
المقاومة العراقية البطلة،
وأخفت ظهورَه على الشاشات..
المقاومةُ الأفغانيةُ الصامدة
!..
يقول
الصهيوني بيرل : (إذا أراد الشعب
السوري أن يحصل على دعمٍ ممن
يشاركونه الرأي في أهمية إنهاء
الديكتاتورية في بلادهم، فإنّ
على قواهم الحية أن تكون لديها
أجندة ديمقراطية، وليس الأجندة
التي يسعى لتحقيقها الإخوان
المسلمون).. ويضيف قائلاً : (إذا
كان الإسلاميون يريدون خطف
سورية من ديكتاتورية علمانية
إلى ديكتاتورية دينية، فإنهم
بكل تأكيدٍ لن يحصلوا على أي
دعمٍ مني، كما سيحجم آخرون عن
تأييدهم)!.. (جريدة الشرق الأوسط-الثلاثاء
12/7/2005م).
لا
نعلم أنّ أحداً من الإسلاميين
السوريين المعارضين للنظام.. قد
طلب من هذا البيرل أو يرغب
بالطلب منه، مدّ يد المساعدة
لإنهاء الدكتاتورية في سورية..
فالذي نعرفه جيداً، أن هذه
الدكتاتورية وهذا النظام
السوريّ القمعيّ الاستبداديّ..
هما بعض منتجات أميركة في
بلادنا، كما اعترفت بذلك مؤخراً
بكل وضوحٍ وزيرة الخارجية
الأميركية (كوندوليزا رايس)..
كما لا نعلم لماذا يحشر هذا
البيرل أنفه في بلادنا وشؤوننا،
ويحاول هذا المهزوم على كل
صعيد، أن يجعل من نفسه رقماً
مُهماً بكل هذه العنجهية
الفارغة.. ولا نعلم إن كان يعلم
هذا الصهيوني العدوّ لكل معاني
تحرّر الشعوب المضطهَدَة.. أنّ
الإسلاميين السوريين لا
يَستقوُون على بلدهم بالأقوياء
الأجانب من ذوي التأثير السياسي
والعسكري.. فكيف يَستقوُون
بالجبناء المهزومين الفاشلين
في كل شيء : تنظيراً وتخطيطاً
وتنفيذاً ؟!..
الإسلاميون
السوريون يا بيرل، يعرفون
تماماً السبيل إلى هزيمة
الدكتاتورية التي صنعتموها لنا
منذ أربعين عاماً.. ويعرفون أنّ
المدد لا يكون إلا من عند الله
عز وجل، ومن سواعد أبناء الشعب
السوري الحيّ وعقولهم
وإمكاناتهم غير المحدودة.. وهم
على ثقةٍ أنّ سورية التي تمتد
جذورها الحضارية المشرقة في
أعماق التاريخ، ستعرف كيف تضع
حداً لحالة الظلم التي
رسّختموها على أيدي النظام
القمعي، الذي تسلّط (بفضل دعمكم)
على رقابنا عشرات السنين، وما
يزال !..
إنّ
افتراضاتك يا ريتشارد بقدوم
الدكتاتورية الدينية، لا تختلف
عن عبقريتك الفذّة، بافتراض
امتلاك العراق البطل لأسلحة
الدمار الشامل، التي ثبت زيفها
وتهافتها وبطلانها.. وهي لا تدل
إلا على خلفيةٍ نفسيةٍ حاقدةٍ
مريضةٍ مسبقة الصنع على الدين
الإسلامي، صُنِّعَت في دهاليز
شارون ونتنياهو وبيريز
وأشباههم من أشباه الرجال
الصهاينة!.. وكلامك المعسول عن
الديمقراطية، سمعنا ما يطابقه
تماماً قبل غزوكم العدوانيّ
الآثم للعراق الأشمّ، الذي
يذيقكم الآن أبناؤه الغيارى
الويلَ والإذلال.. وها هي ذي
ديمقراطيتك نشهدها يومياً،
قتلاً ودماراً وخراباً وسَحقاً
وسلباً ونهباً واغتصاباً،
وأنهاراً من دماء الأبرياء،
ودكتاتوريةً في أبشع صورها، وقد
شاهدنا بعضها في سجون (أبو غريب)
وغوانتانامو وقاعدة باغرام
الأفغانية!..
الإسلاميون
السوريون يا ريتشارد، لديهم
أجندتهم الوطنية النابعة من
حضارتهم وقِيَمِهم السامية
التي تفتقرون لمثلها، ولديهم
مشروعهم السياسي الحضاري الذي
يمكنكم الاستفادة منه لطرد هذا
القلق والتخبّط والضياع الذي
يحيط بكم من كل جانب، بسبب الخلل
العميق في مناهجكم الوضعية
الظالمة، التي تريدون تعميمها
على خَلْقِ الله، وعلى منطقتنا
بشكلٍ خاص.. فليس لديك ما يبيّض
وجوهكم، أو يُسِرّ قلوب الناس..
فكل ما عندكم شاهده الناس
جميعاً على الهواء مباشرةً، في
العراق وأفغانستان وغوانتانامو..
فلا تبِعْنَا حضارةً وحريةً
وديمقراطية، فليس لديك ما
يُقنع، وليس في بضاعتكَ ما يصلح
لنا أو لغيرنا من البشر، ولن
تستطيع إقناع الناس بغير ما
كشفوه عن حقيقتكم وحقيقتك
شخصياً يا عبقريّ زمانه المهزوم..
وذلك خلال حربَي العراق
وأفغانستان الدائرتين حتى
الآن، اللتين تذوقون فيهما
حصائدَ عدوانيتكم وممارسة
نهجكم الشرّير!..
ريتشارد
بيرل :
بإمكانك
أن تنهل من حضارتنا، وقِيَمنا،
ومشروعاتنا الحضارية.. لإعادة
بناء بلدك أخلاقياً وحضارياً،
فبإمكان حضارتكم الضحلة حديثة
السنّ، أن تستفيد من حضارتنا
المتجذّرة منذ آلاف السنين.. ولا
مانع لدينا من تلقينك ألف باء
التحضّر والكرامة والحرية
وحقوق الإنسان، التي
انتهكتموها بأبشع سلوكٍ يمكن أن
يسير عليه أي مخلوقٍ من أمثالك
على هيئة البشر، فدع عنك همّنا،
وكُفّ عن إلقاء مواعظك الرديئة،
لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فماذا
لو ابتلعتَ لسانك، وانشغلتَ
بكيفية إخراج بلدك من المستنقع
العراقي الذي سُقتَه إليه، ومن
الأوحال الأفغانية التي أغرقتَ
أميركة فيها!..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|