ليذهب
الاحتلال إلى الجحيم
وتنتصر
إرادة الشعب الفلسطيني العظيم
بقلم
/ سري القدوة*
إن الاحتلال
الإسرائيلي لقطاع غزة وممارسته
أبشع صور الإرهاب المنظم بحق
شعبنا على مدار ما يقارب أربعين
عاما يعد أشرس أنواع الاحتلال
الذي شهده العالم سواء من نوعية
الممارسات والقمع أو طريقة
الاحتلال وممارسة الظلم
والعذاب والقتل بدم بارد
للإنسان الفلسطيني أو ممارسة
أبشع أنواع الظلم بحق أبناء
الشعب الفلسطيني .
لقد خلف
الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة
هذه البقعة الجغرافية الأكثر
تعداد سكان والأقل مساحة على
مستوى العالم اكبر جرائم
الاحتلال على مدار التاريخ
والقتل والتعذيب وهدم المنازل
والتشريد ولقد أعطى الشعب
الفلسطيني أروع صور الصمود
والمقاومة والتصدي للاحتلال ..
معتبرا أن المعركة التي يخوضها
هي معركة وجود أو لا وجود مقدما
الشهداء تلو الشهداء ومدافعا عن
حقوقه في العيش بحرية أسوة
بشعوب الأرض .. معتبرا الاحتلال
عدوه الرئيسي ومطالبا جميع
أحرار العالم والمنظمات
الدولية مساندة الشعب
الفلسطيني في حربه ضد الاحتلال
الإسرائيلي ..
ولقد تجاهلت
إسرائيل ومازالت كل القرارات
الدولية التي صدرت عن هيئة
الأمم المتحدة والمنظمات
الدولية ولم تعترف إسرائيل
مطلقا بوجود الشعب العربي
الفلسطيني أو بكونها دولة محتلة
للأراضي الفلسطينية رسميا منذ
عام 1967 .
إن حكومة شارون
والتي تعلن عن خطوات رسمية
لتنفيذ الانسحاب من قطاع غزة
المحتل واعتبار أن هذا الانسحاب
خطوات من طرف واحد في ظل هذه
التداعيات للموقف ومستجدات
الأمور الطارئة على وضع قطاع
غزة .. إن هذا الاحتلال هو احتلال
دموي وقاتل وليذهب إلى الجحيم
وهذا الانسحاب الإسرائيلي هو
نتاج طبيعي للنضال الوطني
الفلسطيني وصمود هذا الشعب
العظيم على مدار أكثر من ستين
عاما والذي واجه كل أشكال القمع
والغطرسة والهيمنة الاحتلالية
.. ليذهب الاحتلال إلى
الجحيم ولتنتصر إرادة الشعب
الفلسطيني العظيم الذي قدم آلاف
الشهداء دفاعا عن كرامته وحريته
ومن اجل العيش بحرية وكرامة
ومساواة ..
إن الاحتلال
الإسرائيلي يتحمل المسؤولية
الكبرى عن جرائمه التي ارتكبها
بحق أبناء الشعب الفلسطيني
ويتحمل المسؤولية اتجاه
احتلاله للأراضي الفلسطينية
وان انسحابه من قطاع غزة يعد
خطوة على طريق دحر الاحتلال من
كل المدن والقرى والمخيمات
الفلسطينية وهذا الانتصار الذي
تحققه اليوم جماهير الشعب
الفلسطيني العظيم لهو انتصار
على طريق تحرير كل المدن
الفلسطينية وخطوة أولى لإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة
والقدس عاصمتها ..
فالمجد لشهداء
شعبنا الذين استشهدوا لإنارة
الطريق للأجيال .. المجد
للشعب الفلسطيني العظيم الذي
يصنع بإرادته الفولاذية الصلبة
أروع ملاحم البطولة والشرف
والفداء .. المجد لهذا الشعب
البطل الذي يواصل معركة الكفاح
والتحرير والحرية وحامي الدولة
الفلسطينية المستقلة .
الحرية للأسرى
الأبطال الذين يقدسون حياتهم
وحريتهم من اجل حرية الوطن ..
لتتحد الأيدي الفلسطينية
وتتماسك كل القوى من اجل حشد
الجهود لدعم شعبنا في معركة
تقرير المصير ..
معركة انتصار
الإرادة الفلسطينية والتحرير ..
لنقف وقفة رجل واحد في خندق
حماية الوطن والدفاع عن إنجازات
ثورتنا ولنكرس له الوحدة
والوفاء للشهداء .. لنشارك جميعا
في بناء دولتنا وحمايتها على
طريق الوحدة والحرية والبطولة
لنصرة شعبنا العظيم في معركة
البناء وإعادة إعمار الوطن في
ظل حياة كريمة يعيشها شعبنا
بعيدا عن الاحتلال ومن اجل بناء
الدولة الفلسطينية ..
إن هذه المرحلة
من حياة شعبنا الفلسطيني تتطلب
توفير الدعم المادي الكافي من
كل الدول العربية لحماية هذا
الشعب وان نعني الدول العربية
عن بالتزاماتها وواجباتها حيث
يتطلب حشد الجهود والطاقات
والإمكانيات لمساندة الشعب
الفلسطيني في معركة تقرير مصيره
ومعركة إقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة من اجل
مساندته وتوفير حياة كريمة
له ودعم نضاله وتعزيز صموده ..
إننا اليوم نقف
على أعتاب مرحلة جديدة فانسحاب
الاحتلال من قطاع غزة لا يعني
انتهاء الاحتلال فالشعب
الفلسطيني انتقل من مرحلة
النضال الأصغر إلى مرحلة النضال
الأكبر وهذا يتطلب تحشيد الجهود
لدعم صموده ومتطلبات الواقع
الفلسطيني تفرض على شعبنا بناء
دولته وتوفير الأمن وسيادة
القانون وتعزيز الجهود الوطنية
كأساس لمواجهة الاحتلال
والتصدي لأكبر المشاريع
الاستيطانية التي تقيمها الآن
سلطات الاحتلال في القدس
العربية وباقي المدن
الفلسطينية ..
إن الاحتلال وهو
ينسحب من قطاع غزة المحتل يكرس
في الوقت نفسه سلسلة من
المستوطنات حول القدس وسيقوم
بهدم عشرات المنازل في أبو ديس
والعيزرية لتهويد المدينة
المقدسة وتشريد سكانها وإجبار
أهلها على ترك منازلهم استكمالا
للمخطط الإسرائيلي القاضي بضم
القدس واعتبارها عاصمة دولة
إسرائيل ..
إن هذا المخطط
الإسرائيلي لن يمر ولا يمكن أن
تكون لاءات شارون الثلاثة لا
مفاوضات حول القدس ولا عودة
للاجئين ولا تراجع بشأن
مستوطنات الضفة هي نهاية
المعركة فالآن المعركة قد بدأت
بالفعل وعلى شعبنا والقيادة
الفلسطينية التمسك بحقوقنا
والثوابت النضالية لوحدة
المصير الفلسطيني وعلى قاعدة
العمل الوطني المشترك حيث أننا
جميعا شركاء في معركة تقرير
المصير .. كما أننا شركاء في
معركة بناء الدولة الفلسطينية
المستقلة ..
إن انسحاب
الاحتلال الإسرائيلي من قطاع
غزة هو انتصار لإرادة الشعب
الفلسطيني وكفاحه التاريخي في
معركة الحرية والبقاء وتقرير
المصير وهذا الانتصار لا يمكن
له أن يكتمل وأي بقعة من بقاع
الوطن ترزح تحت نير الاحتلال ..
فانتصار غزة هو
مقدمة لسلسلة الانتصارات
التاريخية التي يحققها شعبنا
العظيم في ظل مراحل التحرير ..
إن وحدة شعبنا
في هذه المرحلة هو صمام أمان
لبناء دولتنا وتكريس الجهد
الفلسطيني لحماية إنجازات
ثورتنا والانتفاضة الفلسطينية
المباركة انتفاضة الحرية
والاستقلال والعزة والكرامة
والشرف والفداء ..
*المحرر المسؤول
رئيس تحرير جريدة الصباح –
فلسطين
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|