ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

رسائل المراقب العام – الرسالة الثالثة والعشرون

بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك 1426

من المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية إلى إخوته وأخواته أبناء الجماعة وأنصارها وأصدقائها، وإلى أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ، داخلَ الوطنِ الحبيب وخارجَه..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكلّ عامٍ وأنتم بخير.. وأحمد الله إليكم، وأصلّي وأسلّم على حبيبنا وقُدوتنا سيّدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه، ومن سار على دربهم واهتدى بهَدْيهم إلى يوم الدين.. وأسأل  الله عز وجل أن يثبّتَ قلوبَنا على الحق، ويسدّدَ خطانا على طريقِ الخير، ويزيدَنا حباً فيه واعتصاماً بحبله، وأن يعينَنا على حمل الأمانة التي شرّفنا بحملها، ويرزقَنا الإخلاصَ في القولِ والعمل، إنه سميعٌ مجيب..

أما بعدُ أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. فإنه يُطلّ علينا بعد أيامٍ قليلة، (شهرُ رمضانَ الذي أُنزِلَ فيه القرآنُ هدىً للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان)، (وهو شهرٌ أولُه رحمة، وأوسطُه مغفرة، وآخرُه عتقٌ من النار..) شهرُ الجود والبذل، شهرُ العمل والتضحية والصبر، شهرٌ ترتاضُ فيه الأجسادُ والنفوسُ والأرواح.. وتتعمّق فيه صلةُ العبد بمولاه، فيزداد حباً به وقرباً منه، فإنّ (مَنْ صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدّمَ من ذنبه.)، و(مَنْ قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه.).

وبهذه المناسبة الحبيبة إلى قلوبنا جميعاً، أتوجّه بالتهنئة والتبريك، باسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إلى أمتنا العربية والإسلامية، وإلى أهلنا أبناء سوريةَ الحبيبة، بكافّة انتماءاتهم واتجاهاتهم، في جميع المدن والقرى والسهول والجبال والوديان.. سائلاً المولى عز وجل، أن يُهِلّ علينا هلالَ رمضانَ باليُمْنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلام، وأن يجعلَه شهرَ يُمْنٍ وبركةٍ وفرَج، وأن يوفقَنا لصيامِه حقّ الصيام، وقيامِه حقّ القيام، وأن يتقبّلَ منا صالحَ الأعمال، ويتجاوزَ عن الضعفِ والتقصيرِ والزَلاّت، وأن يلهمَنا التعرّضَ فيه للنفَحات، وأن يُعيدَه على أمتنا بالخيرِ والعزةِ والمجد، وعلى شعبنا الأبيّ في سوريةَ الحبيبة، وقد عَرَفَ طريقَه، وحرّرَ إرادتَه، وتخلّصَ من قيوده، واستعادَ حريتَه وكرامتَه..

أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. إنّ رمضانَ من شعائر الله، فلنعظّمْهُ امتثالاً لأمر الله (ذلك ومن يعظّمْ شعائرَ الله فإنها من تقوى القلوب) فلنحفظْ لرمضانَ هيبتَه وسلطانَه ومكانتَه، في قلوبنا وفي بيوتنا وفي مجالسنا وفي مجتمعاتنا..

ومن معاني تعظيم شعائر الله في هذا الشهر العظيم: التوبةُ النصوحُ بالإقلاع عن الذنوب، والندم على ما فات، والعزم على أن لا عَوْدَ إلى معصية الله ورسوله. (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، (ومن لم يتبْ فأولئك هم الظالمون)، (ورُبّ صائمٍ ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش..)، (ومن لم يدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه.).

ومن معاني تعظيم شعائر الله في شهر القرآن، الإقبالُ على كتاب الله، تلاوة وحفظاً، وتدبّراً ومدارسة. اقرؤوه وأقرئوه أبناءَكم وبناتِكم، احفظوه وحفّظوه، فهو كتابُ ربكم، من يقبل على تلاوته (فإن له بكلّ حرفٍ حسنة. لا أقولُ ألفْ لامْ ميمْ حرف، ولكنْ لألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف..)، و(يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارقَ..). وحين تشتبهُ السّبُلُ وتختلطُ الأهواء، يبقى القرآنُ هو العاصمَ والحصنَ والملاذ، فحصّنوا أجيالَ الأمة بالقرآن في شهر القرآن.

ومن معاني تعظيم شعائر الله في شهر الصيام، الإقبالُ على الآخرة، والالتفاتُ عن الدنيا، والاهتمامُ بأمر المسلمين، والتجاوزُ عن مآرب النفس وحاجاتها، فحاجاتُ النفس لا تنقضي، وهمومُ العيش لا تنقطع، وحقّ الله علينا دائماً كبير، وهو في شهر الصوم أكبر..

ومن معاني تعظيم شعائر الله في شهر رمضان؛ صحّةُ العزيمة وعلوّ الهمة، فلم يكن رمضانُ قطّ للتراخي والتهاون والكسل، بل كان دائماً شهرَ الجهادِ والصبر والمثابرةِ والجدّ والعمل، والمحرومُ من حُرِمَ خيَر رمضان، (وإنّ الشقيّ من حُرِمَ فيه رحمةَ الله عز وجل).

ومن معاني تعظيم شعائر الله في شهر التكافل؛ الإحساسُ بجوع الجائع وحاجة المحتاج وبؤس البائس.. فلتكن للأغنياء من أبناء شعبنا طرائقُهم اللائقةُ في إشاعة البّر والتعاون، وقضاء حوائج الأرامل والأيتام والمعوزين.. فرمضانُ شهرُ البرّ والصدقات والزكَوات.. وإنّ التعاونَ الاجتماعيّ في تنظيم أمر التكافل، هو السبيلُ الأمثلُ لإبراز عظمة تشريعات الإسلام. فليكنْ لأولي الأحلام والنهى في كلّ مدينةٍ وبلدةٍ وقرية، طريقتُهم اللائقةُ في التأسيس لمجتمع (الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسد بالحمّى والسهر).

ومن معاني تعظيم شعائر الله في شهر الصدق؛ الإقبالُ على الله، والكينونةُ مع الصادقين (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). فاعرفوا أهل الصدق والزموهم، وحاذروا أهلَ الزيغ واجتنبوهم.

ومن معاني تعظيم القرآن في شهر رمضان؛ الاهتمامُ بأمر المسلمين، فمنْ لم يهتمّ بأمر المسلمين فليسَ منهم، فاجعلوا لإخوانكم المسلمين نصيباً من اهتمامكم، وحظاً من دعائكم. وتذكروا أنّ (للصائم عندَ فطره لدعوةً ما تردّ)، وأنّ (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء فيه..)، وتذكّروا ما يحاكُ لدينكم ولأمتكم ولشعبكم ولوطنكم، مع تطاول المتطاولين وتقاعس المتقاعسين. وردّدوا دائماً عندَ فطركم وفي سجودكم وفي جوف الليل: اللهم اعقِدْ لهذه الأمة أمرَ رُشْد، يُعَزّ فيه أهلُ طاعتك، ويُذَلّ فيه أهلُ معصيتك، ويؤمَرُ فيه بالمعروف ويُنهَى فيه عن المنكر. اللهم ولّ أمورَنا خيارَنا ولا تولّها شِرارَنا، وارفع مقتك وغضبك عنا..

أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. حتى يكونَ رمضانُ في حياتنا محطّةً للارتقاء، وفرصةً للتجديد، ومُنطلَقاً للتغيير.. لا بدّ أن نستقبلَه ونتعاملَ معه، كما أمرَنا ربنا عزّ وجل، وكما أراد لنا قائدُنا وقدوتُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فنصومَه ونقومَه إيماناً واحتساباً، مؤدّين حقّ الله فيه، مدركين حقيقةَ الصوم المطلوب والقيام المندوب.. غيرَ ناسين حقوقَ عباد الله، من التحابب والتآلف والتسامح والتعاطف والتراحم .. ليكونَ مجتمعُنا هو المجتمعَ الإنسانيّ الأمثل، نقاءً وصفاءً وتقوى.. وتعاوناً وتكافلاً ورحمة.. فنَحيَى حياةً طيبةً في الدنيا، ونسعدَ سعادةً أبديةً في الآخرة.. و(إنّ الله لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم..).

أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. لا تخفى عليكم أهميةُ المرحلة التي يمرّ بها وطنُنا وأمتنا، في ضوء المتغيّراتِ والمستجدّات، وما ترتّبه على كلّ واحدٍ منا من واجباتٍ والتزامات، في مختلف جوانب العمل وساحاته، ليأخذَ كلّ واحدٍ منا دورَه، ويتحمّلّ مسئوليتَه، ويُعطيَ العملَ الوطنيّ العام ما يستحقّ من أولويةٍ واهتمام، وأن نتعاونَ على البرّ والتقوى، فيكمّلَ بعضُنا بعضاً، ويشدّ بعضُنا أزرَ بعض، لنكون حقاً كالجسد الواحد، والبنيان المرصوص، فالمسئوليةُ كبيرة، والأمانةُ ثقيلة، وفي مقابل ذلك جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرض، ومغفرةٌ من الله ورضوان.. ونحن في شهرٍ تُضاعَفُ فيه الأعمالُ والحسنات..

أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. يقبلُ علينا شهرُ رمضان المبارك، وبلدُنا الحبيبُ تحيطُ به الأزماتُ والمخاطر، وشعبنا المصابرُ لا يزالُ يرزحُ تحت نير القمع والتسلّط والاستبداد، فلنذكرْ في هذا الشهر الكريم معاناةَ المقهورين من إخوتنا وأهلنا وأبناء شعبنا، في أعماقِ السجون والزنازين وخارجَها، داخلَ الوطن الحبيب وخارجَه، مدركين أنّ العملَ لنصرتهم وإنقاذهم واسترداد حقوقهم، واجبٌ شرعيّ ووطنيّ وإنسانيّ، يحتاجُ إلى استنهاض الهمم، واستنفار الطاقات، وتنسيق الجهود، ورصّ الصفوف، فهذه قضيةُ كلّ المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم، ولا يجوز أن نبقى متفرّجين أو غير مبالين، بل لا بدّ من تحمّل المسئولية، ونبذ الخوف والتردّد، والتعاون في مختلف الميادين والمجالات والساحات، لدرء الأخطار، وإنقاذ الوطن من براثن الاستبداد، معتصمين بحبل الله جميعاً، متمسّكين بوحدتنا الوطنية، فقد أزفت ساعة الخلاص بإذن الله.

أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة.. ها هو شهرُ رمضان، يُطلّ علينا ببركاته ونفحاته، فلنُرِ اللهَ من أنفسنا خيراً، ولنفتحْ قلوبَنا لكتاب الله، نستلهمُ هَدْيَه ونتدبّرُ معانيَه، ولننفتحْ على إخوتنا المواطنين جميعاً، نتواصى بالحقّ ونتواصى بالصبر، نتعاونُ على الخير والبرّ والتقوى، نجمعُ كلمتَنا، ونوحّدُ صفوفَنا، رافعين أكفّ الضراعة إلى الله عزّ وجل، أن يمدّنا بقوةٍ من عنده، لنقومَ بواجباتنا تجاه شعبنا وأمتنا.. وكل عامٍٍ وأنتم بخير.

وإلى لقاءٍ آخر في رسالةٍ قادمة، أستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لندن في 27 من شعبان 1426 الموافق للأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2005

أخوكم: أبو أنس/علي صدر الدين البيانوني

 

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ