ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 08/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رد إلى الزميل

المواطن سـرجون شـار

وصلتني رسالة بواسطة موقع الشرق العربي هذه الأسئلة من الزميل المواطن سرجون شار ، وبعد التوكل على الله عز وجل أرد على أسئلته.

الزميل الأستاذ سـرجون المحترم

تحية عربية سورية وبعد

قرأت رسالتك ، وأول ما أرجوه منك قراءة موضوعاتي التي نشرتها في موقع الشرق العربي وفي أدباء الشام وفي أخبار الشرق وفي مرآة سوريا وفي سوريا الحرة وغيرها ، أرجو أن تقرأها جميعاً لأن أجوبة ما تسأل عنه موجودة في هذه الموضوعات .

وأشكرك وأشكر كل من يسأل ، فهذا دليل على أنه يريد أن يعرف الحقيقة ، ونحن معشر المدرسين نحب الطالب السؤول ، لأن السؤال نصف العلم .

زميلي المحترم

الإخوان المسلمون أصدروا بياناً استنكروا فيه مذبحة مدرسة المدفعية ، وقد سموها مذبحة ، والبيان موجود في مجلة المجتمع شعبان 1399 هـ ، ومنفذو المذبحة تركوا بياناتهم في موقع المذبحة اعترفوا أنهم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمون ، وغيروا اسمهم بعد سنة واحدة أي عام (1980) إلى ( الطليعة المقاتلة ) فقط وشطبوا من اسمهم مصطلح الإخوان المسلمين ، واتهموا الإخوان بالجبن والانهزام وكفروا بعض قادتهم ( انظر ماكتبه عمر عبد الحكيم في مؤلفه الحركة الجهادية المباركة )

وهكذا يازميلي :

اغتيال الدكتور محمد الفاضل والدكتور محمود شحادة والشيخ يوسف صارم وأمثالهم آلم الإخوان المسلمين ، ولم يكن للإخوان أي يـد في هذه الاغتيالات ، بل قامت بها الطليعة المقاتلة ، التي أسسها مروان حديد بعد انفصاله عن الإخوان المسلمين ، وأرجو قراءة موضوع (السلطة تهدم مسجد السلطان ) لترى كيف أجبرت السلطة مروان يرحمه الله على هذا العمل الذي فعله .

وأكبر شاهد لنا الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد [ والحق ماشهدت بـه الأعداء ] ، وأرجو أن تقرأ ماكتبه الباحث الهولندي نيقولاس فان دام في رسالته للدكتوراة ( الصراع على السلطة في سوريا) :

شــهادة حافظ الأســد للإخوان المسلمين

يقول فان دام في ص 142 ط 2 نقلاً عن إذاعة دمشق في (23 /3/1980 ) :

قال الرئيس حافظ الأسد :

( أريد أن أوضح أمراً يتعلق بحزب الإخوان المسلمين في سوريا ، الإخوان المسلمون في سوريا ليسوا جميعاً مع القتلة ، بل كثير منهم ، القسم الأكبر منهم ضد القتلـة ويـدين القتل ، وهذا القسم يرى أنه يجب أن يعمل من أجل الدين ورفع شأن الدين لا من أجل أي هدف آخر . هؤلاء أيها الشباب لا خلاف لنا معهم إطلاقاً ، بل نحن نشجعهم ، نحن نشجع كل امرئ يعمل من أجل الدين ومن أجل تعزيز القيم الدينية ولهؤلاء الحق بل وعليهم واجب أن يقترحوا علينا وأن يطالبونا بكل ما من شأنه خدمة الدين ورفع شأن الدين ونحن لن نقصر بل لن نسمح لأحد أن يسبقنا في هذا المجال ) .  

 

هذه المشكلة يصعب فهمها إلا من تابع القضية وبحث عن الحقيقة ، كيف انفصل مروان حديد عن الإخوان لأنهم لم يوافقوه على الجهاد بالسلاح ، وكيف قامت الطليعة المقاتلة ، ثم عاقبت السلطة الشعب السوري كله وليس الإخوان فقط بسبب ماقامت به الطليعة المقاتلة .

دخل جنود الوحدات الخاصة في حلب على بيت مواطن مسيحي ، وجدوا الأب والأم وثلاث فتيات بالغات ، فبدأوا باغتصاب الفتيات ، وجن جنون الوالدين ، وحاولوا الدفاع عن عرضهما ولو بأسنانهما ، فقتلوهما بالرصاص ، وأكمل الأنذال الهمج جريمتهم الوحشية ، ولما وصل الرائد إلى المكان وسأل الملازم قائد المجموعة ماذا جرى  قال الملازم وجدنا وكراً لعصابة الإخوان المسلمين وقضينا عليهم .  نظر الرائد في الصالون فرأى صورة السيدة مريم العذراء ، فتنفس عميقاً ثم قال : نعم وكر للإخوان المسلمين ، ومضى ، وأغلقت القضية .

أما قولك من أين كان يتزود الاخوان بالمال والأسلحة ؟

فالجواب واضح وأكيد وهو أن الإخوان المسلمين يمولون أنفسهم ، وخلال محنة الثمانينات كان كل أخ يتبرع بعشرة في المائة من دخله على الأقل للجماعة . والحصول على السلاح في الشرق الأوسط سهل جداً عندما يتوفر المال ، وخاصة أن رفعت الأسد ومصطفى طلاس وأمثالهم من كبار قادة شركات تهريب السلاح .

وشهادة  لله ثم للتاريخ لم يتخل صدام عن الإخوان السوريين في العراق ـ على حـد علمي  ـ ومازال الإخوان السوريون في العراق ، بعضهم في سجون العراقيين ، وبعض في سجون الأمريكيين ، ومازالت الجماعة تتكفل بمصروفاتهم الباهظة ، وقد حاول الشيخ حارث الضاري جزاه الله خيرا التوسط لهم عند بشار الأسد وعددهم قرابة ألفين أو ثلاثة ( نساء ورجال ، كبار وصغار ) فوافق الأمن السوري على ( ستة ) منهم فقط ثم رفع العدد إلى ( ثلاثين ) .

وللعلم فقد احتضن حافظ الأسد الإخوان المسلمين العراقيين ، ورد على صدام بالمثل ، فكل منهما حالف أعداء خصمه .

 

أما قولك إننا نحقد على الطائفة العلوية فهذا غير صحيح أبداً ، وسامحك الله وأصلحك وكأنك لاتتابع الجزيرة والمستقلة وتصريحات الأخ البيانوني والأخ زهير سالم ، ولم تقرأ المشروع السياسي الذي نشره الإخوان في صيف (2004) ولم تقرأ موضوعاتي وهذا نص من موضوع نشرته بعنوان  رسالة من مواطن سوري إلى الأستاذ غسان مفلح  :

ولكنني أتمنى أن تعيش سوريا بلداً ديموقراطياً مدنياً ، يعيش فيه المسلم السني والعلوي والدرزي والإسماعيليي والمسيحي مواطنين متساوين في حقوق المواطنة وواجباتها ، وقد درست نصف المرحلة الابتدائية في قرية غير سنية ، ولم أجد أي اضطهاد أو تمييز طائفي ضدي ، كما درست في دار المعلمين ، وحوالي نصف طلابها من العلويين ، وما أذكر حادثة طائفية واحدة وقعت خلال المدة كلها ، وأظن أن سوريا كانت تعيش في حالة قريـبة من هذه الحالـة خلال الخمسينات وبداية الاستقلال . لم تكن سوريا تعرف الطائفية ، كان السنيون يزورون جيرانهم العلويين ، وتقدم لهم الذبائح ويحتفل بهم ،  وممايؤسف لـه أن الواقع الطائفي والممارسـات الطائفية ( وليس الطرح ) ، بل الواقع  لم يعرفها شعبنا ، ولم ترسـخ إلا خلال عقود حكم البعث .

هـذا هو ديـني :

لماذا أريد أن يعيش المسـلم السـني والعلـوي والدرزي والإسماعيلي والمسيحي بسلام ، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات !!؟ هل تعرف لماذا !!؟ لأنني فهمت الإسلام هكذا ، وهذه القيمة الأخلاقية أخذتها من الإسـلام ، عندما وجد عمر رضي الله عنه يهودياً يتسول في شوارع المدينة ، تصور ( يهودي ) وليس مسيحياً أو مسلماً علوياً أو .... وإنما وجد يهودياً ، فحمل عمر ( أمير المؤمنين ) الكيس على ظهره نيابة عن ( المواطن ) اليهودي ، وأخذه إلى بيت المال فقال لصاحبه : انظر هذا وأمثاله فعين لهم نصيباً في بيت المال ، والله ما أنصفناه أكلنا شبابه وتخلينا عنه في شيبته .

لاتقول هذا عمر ، ومن مثل عمر !! سأقول لك : هذا هو الإسلام ، وكل من يفهم الإسلام سوف يفعل كما فعل عمر .

( لا إكراه في الدين ) آية محكمة وواضحة وصريحة ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ، هذه قواعد بدهية في الإسلام ، عرفها كل من فهم الإسلام ، فنحن لانكره العلوي أو الدرزي لأنه علوي أو درزي ، وإنما نكره أفعال بعض العلويين [ جنود سرايا الدفاع والوحدات الخاصة ] الذين قتلوا عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء في حماة وحلب وإدلب وجسر الشغور وغيرها . ونكره رفعت الأسد وأمثاله ليس لأنهم علويون بل لأنهم نهبوا ثروات سوريا وحولوها إلى أرصدتهم في أوربا وأمريكا .

وهذا نقل آخـر من موضوعاتي المنشورة في المواقع بعنوان وقفـة مع الطائفة العلوية :

التاريخ الوطني للعلوييـن

الباحث في التاريخ يجـد صفحات مشرقة للعلويين ، كما يجـد صفحات مظلمة ، مثل غيرهم من البشر ، لهم وعليهم ، ومن المسلمات في العلوم الإنسانية أن التعميم فيها خاطئ ، فمن الجهل أن تقول كل الناس أتقياء ، ومن الجهل أيضاً أن تقول كل الناس أشرار ، وفي كل طائفة تجـد الأخيار كما تجد الأشرار . وسوف أذكر الآن الصفحات المشرقة ، عند العلويين ، وأهمها ثـورة الشيخ صالح العلي ، ومنها كفاح صلاح جديد ضد طغيان حافظ الأسد ، ومنها كفاح نزار نيوف وصلاح نيوف وأمثالهم اليوم ضد ديكتاتورية الأسـد ، ومنها وقوف الأستاذ سليمان الأحمد مع التحالف الوطني للشعب السوري الذي شكل في بداية الثمانينات في العراق ، وكان الإخوان المسلمون أكبر فصيل في ذلك التحالف . ومنها نضال الدكتور عارف دليله حالياً ضد الطغيان  . والحالات الوطنية عند العلويين كثيرة يصعب حصرها ، وقد قاوم بعض العلويين حافظ الأسد فنكل بهم ، كما نكل بغيرهم من المواطنين  ، إلا أن أشهر مواقفهم التاريخية ثورة الشيخ صالح العلي :

ثورة الشيخ صالح العلي (1338 ـ 1340 هـ )

ولد عام (1885م ) في قرية المريقب ، التابعة لطرطوس ، كان والده زعيماً وعالماً ، وخلف والده في الزعامة ، ولما أعلن الشريف حسين ثورته على الأتراك (1916) استجاب صالح العلي ، فحاول الأتراك اقتحام بيته ، لكنهم فشلوا واستعصى وحمل السلاح وأعلن الثورة واتخذ قرية الشيخ بـدر مقراً لـه . ثم مـده مصطفى كمال ( أتاتورك ) بالسلاح والمؤونة ؛ كي يشغل الفرنسيين عن مهاجمة الأناضول .

وبعد نزول القوات الفرنسية على الشواطئ السورية ، عقد صالح العلي مؤتمراً ضم عدداً من شيوخ الجبل وقرروا عدم الاستسلام للفرنسيين ، وبايعوا صالح العلي قائداً لهم . ولما علم الفرنسيون وجهوا حملة من القدموس في كانون الثاني (1919) لكنه هزمها وغنم أسلحتها .

واستمرت المعارك ( الشيخ بدر في شباط 1919 ، بابنـا في نيسان 1919 ، سلمى في مايس 1919، ترتاح في مايـس 1919، وادي ورور في حزيـران 1919 التي قتل فيها (800 ) من الفرنسيين ، وأخيراً معركة قلعة المريقب تموز 1919 )   . وقد قُررت رواية ( الراية السادسة ) على طلاب المرحلة الثانوية ، عندما كنت طالباً ، وتدور أحداثها حول ثورة الشيخ صالح العلي .

ثم عقد صلحاً مع الفرنسيين شريطة جلاء القوات الفرنسية عن الساحل السوري ، وإلحاقه بالدولة السورية . لكن فرنسا نكثت بهذا الصلح .

تعاون صالح العلي مع إبراهيم هنانو ، فوسع حملاته حتى شملت القرداحة ، واستمرت إمدادات الملك فيصل له ثلاث أعوام ونصف فحقق انتصارات كبيرة .

ثم جهز الفرنسيون ثلاث حملات كبيرة أخمدت ثورة الشيخ صالح العلي ؛ بعد أن نفذت الذخائر عنده والمؤونة كذلك ، واحتلت قاعدتها (الشيخ بـدر ) في ( 7 /7 /1921 ) . واختفى صالح العلي عاماً كاملاً بعد أن حكم عليه الفرنسيون بالإعدام ، ثم عفوا عنه فظهر مستسلماً وقال للقائد الفرنسي : والله لو بقي معي عشرة رجال مجهزون بالعتاد والسلاح ماتركت القتال .. ثم عرض عليه الفرنسيون المشاركة في الحكم فرفض ، كما عرضوا عليه راتباً كبيراً فرفض أيضاً .

وكانت حياة الشيخ صالح العلي نموذجاً صالحاً للأخلاق والفضيلة ، كان كريم السجايا ، ونبيل المزايا اعتزل شؤون الحياة العامة إلا الانتفاضة الوطنية (1936) ، ثم ظل قابعاً في عزلته حتى شهد عهد الاستقلال .

توفي الشيخ صالح العلي في (13 /4/1950) بعد أن قضى بضعة اشهر في المستشفيات ، وقد اشرف على علاجه الطبيب اللماني (كارل كورت ) الأخصائي بأمراض القلب بتكليف من رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي   ودفن في الشيخ بـدر وسط قبة كبيرة إلى جانب مسجد كان قد بنـاه في حياتـه . ، وبعد وفاته ترك أربع زوجات ، وثلاث بنات ،ووقف أملاكه ( ثلاثين ألف دونم ) لأعمال الخير والبر .

ماسبق نقلته من مركز الشرق العربي ، الذي نقل عن :

1 ـ عبداللطيف يونس (ثورة الشيخ صالح العلي ) سلسلة رواد التحرير العربي .

2 ـ موسوعة الأعلام ، للزركلي ، ط5 ، ج 3 . ص 193 .

3 ـ صالح زهر الدين ، (موسوعة رجالات من بلاد العرب ) المركز العربي للأبحاث .

 

وأزيد شـهادة سمعتها من الشيخ محمد المجذوب يرحمه الله ، حيث التقيته في المدينة المنورة وجلست معه جلسات كثيرة سمعت منه : أن الشيخ صالح العلي توفي على ذراعـه ( ذراع المجذوب ) ، وللعلم فإن محمد المجذوب من قادة الإخوان المسلمين في اللاذقية خلال عقد الخمسينات ، وقد أثنى أمامي الشيخ المجذوب على الشيخ صالح العلي .

 

وخلاصة مانقول : الإخوان المسلمون ليسوا ضد العلويين ، ولايكرهون علويا لأنه علوي أبدا وهذا بنص القرآن [ لا إكراه في الدين ] ، ولكننا نكره عساكر سرايا الدفاع والوحدات الخاصة ومعظمهم من العلويين الإرهابيون الذين قتلوا عشرات الألوف من الأبرياء  العزل من الشعب السوري قتلوهم في حماة وجسر الشغور وادلب وحلب وغيرها .

لانكره رفعت الأسد لأنه علوي ( عارف دليلة ) الذي ندافع عنه ( علوي ) ايضا ، و(نزار نيوف ) الذي ندافع عنه ويدافع عنا علوي أيضا ، ولكننا نكره رفعت الاسد الذي نهب ثروة سوريا كلها ثروات أهل السنة والعلويين والمسيحيين وغيرهم وحولها إلى حساباته في أوربا وأميركا ، وسيأتي اليوم الذي تصادرها أمريكا وتحرمه منها ، بعد أن حرم الشعب السوري منها . كذلك نكرهه لأنه كان القائد الميداني في مذبحة حماة الكبرى (1982)  ، وغيرها .

وجوابا على سؤالك العاشر : لايجوز قتل النفس البريئة في الدين الإسلامي ، ويحق للقاضي المسلم المعين من قبل ولي الأمر المسلم ( الحاكم المسلم ) أن يقضي بقتل فلان من الناس ، بعد توفر الأدلة القاطعة على أنه مجرم يستحق القتل ،  وينفذ ولي الأمر المسلم هذا الحكم الصادر عن القاضي .

وغير ذلك من قتل مؤمناً  متعمداً بدون سبب فكأنما قتل الناس جميعاً ، فما بالك بمن قتل عشرات الألوف من الشيوخ والنساء والأطفال ، براجمات الصواريخ التي اشتراها الشعب من قوته وقوت أطفاله لتحرير الجولان يرحمه الله .

أما جواب السؤال (11) فهو أن زمرة النظام الحاكم حالياً ليست محصورة في الطائفة العلوية ، بل هي عصابة ( مافيا ) من جميع طوائف سوريا ، إلا أن الطائفة العلوية تمسك الجيش بيدها ، والجيش هو الحاكم الفعلي في سوريا ، وتستطيع لو أرادت تغيير هذا النظام بين عشية وضحاها ،  ومن ثم الدعوة إلى انتخابات حـرة ونزيهة تشارك فيها جميع القوى الوطنية بلا استثناء ، تؤدي هذه الانتخابات الحـرة إلى حكومة ائتلافية وطنية يسهم فيها جميع السوريون ، لو فعلت الطائفة العلوية ـ وهو الوحيدة القادرة على فعله لأن الجيش بيدها ـ ستسجل موقفاً تاريخياً وطنياً لاينساه التاريخ ، والعلويون وحدهم الآن قادرون على إصلاح سوريا وإنقاذها من الطوفان الذي اجتاح العراق ، ويلوح بالخطر على سوريا. 

وأما جوابي على سؤالك (14) الذي تدعي فيه أن بريطانيا وأمريكا تخلت عن الإخوان المسلمين ، ويفهم منه أن الإخوان عملاء لبريطانيا وأمريكا ؛ فهذا يدل على جهل بالواقع ، ويدل على أنك تردد اسطوانات قيلت قبل نصف قرن وتأكد الفلاح والعامل والشاب الصغير من كذبها ، وأنها مفتريات اخترعها البعثيون وغيرهم على الإخوان المسلمين ، ألا ترى وألا تسمع أن النظام السوري رفع إلى المخابرات الأمريكية أسماء الألوف من المواطنين السوريين المنفيين يقول لهم أن هؤلاء من الإرهابيين ، ولولا أنك مسيحي لكان اسمك مع تلك القوائم .

هل قرأت تصريح اسحق رابين الذين نشرته الشرق الأوسط يدعو فيه الحكام العرب إلى التعاون مع إسرائيل لمواجهة الأصولية وهي العدو المشترك لهم جميعاً في منطقة الشرق الأوسط ، وألم تلاحظ أن كل القوى السياسية التي استلمت الحكم في الشرق الأوسط هم عملاء لأمريكا بالذات ، وأن أمريكا تبدل عملاءها كما تبدل ( كوندا ليزا رايس ) جزمتها . لقد كان صدام عميلاً لها في حربه مع إيران ثم هاهي فعلت فيه ماترى ، وقبله كان الشاه عميلاً لها ثم بدلته ، ويبدو اليوم أن ( رايس ) تريد أن تقلع جزمتها السورية ، وقد صرح الساسة الأمريكان أن الذي يخيفهم من الإطاحة بالنظام السوري هو انقضاض الإسلاميين على السلطة ، وقد أعلنوا صراحة أنهم لايقبلون وقوع سوريا تحت قبضة الإسلاميين ... فأين تعيش ياسرجون !!!؟؟ أرجو أن تكون واقعياً موضوعياً ... تتحرر من الأكاذيب القديمة والجديدة .

وأرجو أن تقرأ هذا المقطع من إحدى مقالاتي المنشورة في المواقع :

إنهم يعترفون بعمالتهم مع (c.i.a.) علناً

مهداة إلى المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي .

تناقلت وكالات الأنبـاء ومواقع الانترنت نبأ نقل عن مسؤول سوري أن سوريا أوقفت تنسيقها الاستخباراتي والعسكري مع وكالة المخابرات الأمريكية (. c.i.a) .

1 - ذكرني هذا النبأ بأن المخابرات السورية زودت المخابرات الأميركية (. c.i.a) بعشرات الملفات للمواطنين السوريين الذين فـروا من جحيم الموت والتعذيب في سوريا ، والذين يطلق عليهم اليوم مصطلح المنفيين الطوعيين ، هؤلاء المساكين الذين فروا بدمائهم وأعراضهم من الجحيم السوري ، قدمت المخابرات السـورية أسـماءهم للمخابرات الأمـريكية  (. c.i.a ) على أنهم ( إرهابيون ) ، يتعاونون مع القاعدة ، وقد كشفت هذه ال ( c.i.a.) سخافة هذا الإدعـاء  .

2 ـ وذكرني أيضاً بهتاف ظل النظام السوري يجبر أجيالنا الصاعدة على ترديده مدة عقد من الزمن وخلاصته : [ الموت للصهيونية والامبريالية وعميلتهم عصابة الإخوان المسلمين ] . وبعد عقد من الزمن فقط تقدم المخابرات السورية عشرات الآلاف من الملفات ، لهولاء الذين تتهمهم أنهم عملاء للامبريالية والصهيونية ،  تقدمها للمخابرات الأمـريكية نفسها ،وتتهمهم هذه المـرة أنهم من تنظيم ( القاعدة ) . ولاندري التهمة التي ستوجه لهم بعد ذلك .

3- وذكرني بحوار مع الأستاذ فريد الغادري ، الذي يعلن صراحة أنه على تفاهم مع الخارجية الأمريكية ، ولما عاب عليه أحد أزلام النظام السوري ذلك ، رد فريد الغادري وقال : نحن نعلن أننا على صلة بالخارجية الأمريكية . ولكن البعثيين على صلة بال (.  c.i.a) ، وبالتالي نحن نتعامل سياسياً مع الخارجية الأمريكية ، أما النظام السوري فإنهم ( جواسيس ) يعملون لصالح (. c.i.a) على حد قول الأستاذ فريد الغادري . وقد أكد النظام السوري ذلك بهذا التصريح .

وأذكر بأن التوصية الأولى للمؤتمر العاشر كانت : [ متابعة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية ]، والأيام القادمة سوف تكشف لكل مغشوش أن النظام السوري مستعد ليقتل كل العرب ليرضي أمريكا ومن ثم تحفظ له كرسي الحكم ... 

هذه أجـوبة على عجالة ، ومتواضعة فرضتها حالتي الصحية الآن ، أرجو أن تدوم بيننا المراسلة ، وتقبل مني عاطر التحية والسلام .

الدكتور خالد الأحمد

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ