نظام
الأسد أفسد وفسد
بقلم : مروان
حمود
صعوبات كثيرة
وأزمات متعددة ومتنوعة تثقل
كاهل سورية
وتحول دون حدوث أي إنفراج
يكون أرضية حقيقية لبناء
التنمية الشاملة وبدء مرحلة
جديدة تقوم على أسس الوحدة
الوطنية ودولة المؤسسات .
الصعوبات لابد من
تخطيها والأزمات تتطلب حلولا
ناجعة وبرامج عقلانية متكاملة
تنقذ البلاد وتجنبها وخائم
عواقبها . فتفاقم الخلل والضعف
والعجز الذي تعاني منه مؤسسات
الدولة وكافة أجهزتها
والإرتباك والتخبط الذي تبديه
القيادة السياسية العليا في
معالجة الصعوبات وكيفية
التعامل مع المستجدات
والمتغيرات الإقليمية
والعالمية ، يقود بسورية إلى
عزلة أشد ومشاكل أصبحت تهدد
إستقلالها وقد تهدد أيضا وحدة
أراضيها .
الصعوبات والأزمات
المزمنة التي تكبل سورية
وبجزئها الأكبر هي نتاج محلي ،
إنها إنتاج محلي صنعته القيادات
السياسية خلال العقود القليلة
الماضية. إذ عندما يقوم فريق ما
بتصميم وصناعة نظام ما أو جهاز
ما ، ويكون المنتوج عاجزا
وقاصرا عن تلبية حاجة إيجابية
ما ، أو عطاء مفيد ما ، فالمنطق
يحتم مراجعة كافة الخطوات بقصد
معرفة العيوب والنواقص وإدراك
مواقع الخلل وكل ماحال ويحول
دون إنتاجية المصنوع . وبديهيا
أن تبذل محاولات لتغيير قطعة ما
بهدف إزالة كل ما يعرقل أو
يمنع هذا النظام عن تأدية وظيفة
أو مهمة محددة أريدت منه .
سورية كدولة
ومؤسسات تعمل وفقا لنظام "
ثورة آذار" ونسخته المحسنة
" الحركة التصحيحية" ومنذ
خمسة أعوام وفقا للنسخة
" الأكثر تطورا " حيث
مايسمى " العهد الجديد " أو
الحرس الجديد" بقيادة "
مدنية" . سورية ووفقا للنظام
المذكور وتحسيناته لاتزال ،
وعلى كافة الأصعدة والمستويات ،
تراوح في المكان ، ولانحد إحراز
إي تقدم يذكر
اللهم بضعة عمليات تجميلية
هنا وهناك فسورية
لاتزال تعاني من عشرات بل ومئآت
الأزمات والصعوبات
وغالبها أصبح خطير جدا
فكل شئ هو أزمة بحد ذاته ،
التعليم الصحة
الخدمات
المواصلات مرورا
بالبطالة 22% والفقر 14%
وصولا إلى أداء وفاعلية
المؤسسات الرئيسية والسلطات
الأساسية ، فالسلطة التشريعية
عا طلة معطلة
عن أي تشريع ، والسلطة
التنفيذية لاحول لها ولاقوة ،
والسلطة القضائية لاسلطة لها
ولاسلطان إذ تنوب عنها في معظم
الأحيان أجهزة الأمن في نشر
العدل والمساواة ، وأما الإعلام
فهو من الدرجة الرابعة ....
فالحديث عن الأزمات ، وكما تقول
العامية حدث ولاحرج
.
نظام آذار وبكل
ماطرأ عليه من تحسينات
العهد الجديد
بقي عاجزا عن تقديم الحلول
وهو عاجز عن تقديم برنامج حقيقي
متكامل يسهم ولو بقسط يسير في
معالجة الصعوبات والأزمات التي
تواجه سورية . إنني أجده عاجز عن
تقديم أي مشروع حضاري أو تنموي
متكامل ، وعاجز عن تذليل أية
صعوبات أو تجاوز أية أزمات . ف
" العهد الجديد " وبمضيه في
إعتماد قوانين
الطوارئ والأحكام العرفية
رغم زوال أسبابها ودوافعها
( فحرب التحرير ألغيت بموجب
قبول السلام الإسرائيلي بدون
شروط ، والحفاظ على أمن وسلامة
لبنان أصبح عبئا على لبنان
واللبنانيين ) ، وبإستمراره
ممارسة البطش والعنف كوسيلة في
محاسبة أصحاب الرأي الآخر
والرؤية المختلفة ، وعدم إبدائه
أي إستعداد للإنفتاح على
المجتمع السوري وقواه الوطنية (
رغم يد المصالحة الممدودة من
قبل قوى المعارضة ، ورغم نداءات
عقد مؤتمر وطني شامل ، إدراكا
لخطورة المرحلة وجدية التحديات
ولتجنيب سورية مخاطرها ) ، وبعدم
إدراكه أن الجماهير السورية
أدركت مواقع الخلل والعجز في
نظامه ، وأنها توحي بأنها لم تعد
تجد نفعا من إدخال تحسينات ، بل
هي تجد أن النظام بأكمله قد
إهترأ وأصبح
عاجزا عن تلبية أي من حاجاتها
ولكونه لايرى أن الجماهير تعمل
من أجل الخروج من هذا النفق
المظلم ، ولعدم وعيه
أن الجماهير أصبحت أوعى من
أن تخدع بالشعارات والوعود مرة
أخرى ، وهو أيضا " العهد
الجديد " لايدرك أن الجماهير
أصبحت ترفض علنا أن تعيش وتحيا
وفقا لنظام لاتشارك هي في
صناعته .
نظام " العهد
الجديد" لايدرك أي من تلك
المؤشرات ، إنه
أصبح هو الصعوبة وهو
الأزمة، هو النظام نفسه
وبممارساته تلك وأساليبه في
المراوغة والتضليل
أصبح العقبة
التي لابد
من إزالتها
.
التحرك الصامت
للجماهير يشير بأنها عزمت أمرها
لطرق أبواب حريتها ، وأنها هذه
المرة لن تتوقف دون تحقيق
أهدافها ، أما النظام
فعجزه وعقمه
يقوده إلى إرتكاب مزيد من
الأخطاء ، وعدم رؤية وإدراك حجم
المتغيرات ومدى
إنعكاسها على الواقع السوري ،
إذ وفقا لنظامه الأصل "
ثورة آذار
" فسورية معزولة عن المحيط
الخارجي وممنوعة عن التفاعل مع
مستجداته .
السوريون
يدركون الآن أن
تغيير الكثير
من الأجهزة
والإستغناء عن
الكثير
من الأنظمة
يصبح في مرحلة ما حين تستفحل
أمراضها أقل كلفة من إصلاحها .
ولسان حالهم يقول
لقد أعذر من أنذر ، أما
عاميتهم فتقول :
كل من زنبو على جنبو
*كاتب سياسي
سوري
m.zana@chello.at
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|