رسالة
إلى السيد .. بل الأخ / زهير سالم
المحترم
تحية
طيبة ..
بمناسبة شهر رمضان المبارك
يطيب لي أن أتقدم لكم بأجمل
التهاني سائلا الله أن يتقبل
صيامكم ودعاؤكم لما فيه خير
للبشرية جمعاء. وأقول لكل
المسلمين في العالم (رمضان كريم)
......
لمن دواعي سروري أن أتقدم لكم
بالشكر على الروح الديمقراطية
التي عبرتم عنها في احترامكم
لقواعد العمل الصحفي وحرية
الرأي وتقبل الرأي الأخر ونشر
الكلمة الحرة
. وهذا ما يدفع إلى الأمل بان
توجه حزب الإخوان المسلمين بات
يمارس الديمقراطية
ويتجه نحو الأفضل يوما بعد
يوم ... في نفس الوقت أشكركم على
نشر أسئلتي واستفساراتي ...
واحيي هذه الشجاعة والمروءة
والتفاني في العمل الصحفي الذي
يهذب النفس ويصقلها ويمنعها من
الخروج عن قواعد الأدب والأخلاق
والاحترام المتبادل .....
افخر بأنني انتمي إلى سورية ...
وأنني احد أبناء هذا الشعب
العريق المتحضر أصل الحضارة
والتاريخ ... هذا الشعب الذكي
المبدع الكريم والشهم
والأخلاقي وصاحب
أول أبجدية في التاريخ ....
وهو صاحب أقدم مقولة (الإرادة
هي مرآة الحرية) ... وقد لاحظت أن
الإخوان المسلمين لديهم من
المفكرين والأدباء والكتاب
والأطباء والمهندسين والمدرسين
وأصحاب المهن المحترمة
الكثير من الشخصيات ... ولي
بعض من أصدقائي من حزبكم
.... لم الحظ فيهم يوما من
الأيام مظاهر العنف أو الحقد أو
الكراهية .. بل بادلوني
بالاحترام والتقدير .. وكان
الحوار لغة نتفاهم فيما بيننا
دون تجريح أو تهديد أو طائفية أو
خروج عن المبادئ الأخلاقية
والاجتماعية والإنسانية ....
وبالرغم من اختلافنا في وجهات
نظر كثيرة لكن شعورنا كان دائما
أننا أبناء وطن واحد ونحن
سوريون بالدرجة الأولى ... أما
المعتقد فيخص كل إنسان على حدة .
ومع كل ذلك طرحت أسئلتي
واستفساراتي لأتعرف عن كثب ومن
المصدر عن آراء وطروحات
الإخوان المسلمين والتي
أعارض الكثير منها ... دون الخوض
حاليا في التفاصيل ... لكن أود أن
أقول لكم لست
من أنصار الإخوان وان كنت احترم
الكثير مما اعرفهم أو سمعت عنهم
ينتمون إلى هذا الحزب ليس
لانتمائهم بل لثقافتهم وفهمهم
وإدراكهم للواقع الذي نعيش فيه
، لكنني واضح وصريح ... ارفض
الأحزاب التي تقام على أساس
ديني .. حتى ولو كانت مسيحية ..
وهذه وجهة نظري ....
أما فيما يتعلق بالبعث فإنني
اعتبره قد شاخ وبات يضم تحت
جناحيه المكسورين بطانة نخرها
الفساد حتى العظم ... ولا بد من
صحوة اجتماعية أولا ومن ثم
سياسية للعمل
على إنقاذ الجيل الشاب من
موروثات فساد
البعث وتعنت الإخوان في السابق
وأقول هذا لان البعث اخطأ
والإخوان اخطئوا ، أما البعث
فقد مارس العمل السياسي وتسلم
السلطة وسلمها وراثيا وعبث
بالشعب السوري برمته ، بينما
الإخوان توقف نشاطهم السياسي
وابتعد معظمهم عن الحياة
السياسية والاجتماعية في بعض
الأحيان... لا احد ينكر ما قاساه
الإخوان المسلمون (الوجه
الحقيقي لعلماء الإخوان وليس
جهلة الإخوان) وما لقيه البعض من
نفي وتشريد وعذاب وضغط نفسي ...
وأنا لا أدافع عن احد بل
أدين المسببين كل حسب نسبته في
افتعال حالة لا تليق بشعب عظيم
كالشعب السوري .... ولا أريد أن
أوجه اللوم لأحد الآن .. بل كل ما
أريد قوله دعونا نعيش حياة من
السلم الداخلي بيننا وبين
أنفسنا أولا ... وان نزرع شجرة
التسامح لتكون أغصانها نبراسا
نهتدي فيه جميعا ....
لن احمل إلا سلاح العقل .....
ولن اصرخ في وجه احد إلا بالحق ...
ولن الفظ سوريا على وجه الأرض
مهما اخطأ (باستثناء المجرمين)
بل سأكون سندا ودعما لكل
السوريين بغض النظر عن
انتماءاتهم السياسية أو
الدينية أو العرقية .. لما فيه
خير ومصلحة الشعب السوري لا
السلطة الحاكمة ....
أدعو الرب أن يوفقنا جميعا ... ...
وان ينير طريقنا نحو مستقبل
أفضل .....
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام ....
سرجون
شار / بوخارست
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|