ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 12/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جلالة الرئيس !..

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

لست عضواً من أعضاء الطوفان البشريّ، الذي هدر (عفوياً !..) في شوارع المحافظات السورية بواسطة (ريموت كونترول) هشام بختيار وحسن خليل وآصف شوكت.. تأييداً ودعماً وحباً لبشار الأسد، يوم تأهّب للتربّع على عرش سورية !..

أتحدّث من خارج السّرب الذي (يغرّد) بصوتٍ واحد، مع زعم أنّ أيدي المبرمِجين من عباقرة الأجهزة المخابراتية.. لم تَطَلْ ذاك السرب العتيد حتى الآن !..

أتكلّم من خارج (القُطعان البشريّة)، التي تعرف أجهزة القمع كيف تسوقها، في شوارع عاصمة الأمويين وساحاتها العامة، وفي شوارع بقية المدن السورية.. والفضل في ذلك يعود للوالد المؤسس (العظيم) لأول (جمهوريةٍ وراثيةٍ) في العالم !..

أكتب من خارج سُورِ (المزرعة السورية)، التي ورّثها لابنه.. زعيمُ الأنظمة (التقدّمية)، وبطلُ الشعارات (الوطنية)، وفيلسوفُ اليافطات (القومية التحرّرية)، وعدوّ (الطائفية)!.. المسجّى بجوار ابنه البِكر، الذي كان من المقرّر أن يكون الوريث الشرعيّ الوحيد لتلك المزرعة المنكوبة، لولا (الحادث الأليم) الذي أنقذ سورية منه قبل إقامة مراسم التوريث بسنوات !..

لم يخطر في بال أحدٍ من الإنس أو الجنّ، ولا في بال (إبليس)، أن نعيش أيام المهازل التاريخية التي تشهدها سورية، في ظل رعاية الابن الوريث.. سورية التحرر والكرامة، التي ما عرفت الحرية منذ أكثر من أربعين عاماً !.. إذ يزعم بشار الأسد، أنه يتزعّم حملةً شعواء ضد الفساد والفاسدين، الذين يشوّشون على مسيرة المصلحين باتجاه الإصلاح في (المزرعة السورية) الموروثة.. علماً بأنّ الدستور الذي وضعه (آغا المزرعة) الأول.. قد أطلقَ عليه اسم : الدستور الدائم، وقتلَ وأعدمَ وسجنَ عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الأبيّ، لأجل تنفيذه بقوة الدبّابة والمدفع والرشاش، لكن تحت ضغط (المصلحة الوطنية الأسدية الفئوية).. عُدِّل نفس هذا الدستور خلال بضع دقائق، ليُفَصَّلَ على قياس الابن الوريث.. وبعد ساعاتٍ من هذا الاحترام الكبير للدستور الدائم.. صدر مرسوم جمهوري (وقّع عليه الخدّام نائب الراحل حافظ الأسد)، فأصبح بموجبه- الوريثُ خلال دقائق.. برتبة فريق أول ركن، وخلال دقيقةٍ إضافيةٍ.. قائداً عاماً للجيش والقوات المسلّحة !..

نسأل الوريث الطبيب، العقيد (خلال أقل من أربع سنوات)، الفريق القائد العام (خلال دقائق)، المرشّح للرئاسة، ثم رئيس الجمهورية الوراثية الأولى في التاريخ الكونيّ (خلال أيام)، نسأله: أليس هذا فساداً؟!.. بل ذروة الفساد والتسلّط والانتهاك، مع التذكير بأننا نعيش أولى سنوات القرن الحادي والعشرين؟!..

نفهم، ويفهم كل أبناء الشعب السوري المنكوب، أن ينفَّذَ مخطط تصفية المنافسين على الاستئثار بخيرات الوطن.. تحت غطاء الفساد، بغية الانفراد بالتمرّع في خيرات (المزرعة السورية)، التي استولى عليها الوالد الراحل بانقلابه العسكري في عام (1970م) .. لكن الذي لا يفهمه هذا الشعب، هي هذه البطانة الطائفية من الفاسدين، التي يحيط الوريثُ نفسَه بها، من الذين لا يمكن لأي رئيسٍ يدّعي محاربة الفساد.. أن يبقيَها حوله ليحتمي بها، ويرسّخ أقدامه في ظلّ سطوة حديدها ونارها.. فضلاً عن أنَّ أحداً من أبناء سورية، لا يفهم كما أسلفنا- الطريقة التي قَدِمَ بشار الأسد وفقها للحكم، عبر سلسلةٍ من المهازل التاريخية التي جرت في أرْوِقَةِ ما يسمّى (بمجلس الشعب) و(المؤتمر القطري التاسع)، وغير ذلك مما لا يقبله عقلٌ ولا منطقٌ ولا علمٌ !..

فهل هذه الطريقة التي يُعتدى فيها على الدستور، ويُساق فيها الناس بالترغيب والترهيب، بموجب قوانين الطوارئ والأحكام العرفية، لتأييد الجوقة الجديدة.. هل يُسمى كل ذلك إصلاحاً أم إفساداً ؟!..

هنيئاً لهذا الشعب بديمقراطية البعث والسلطة الفئوية العجيبة، وهنيئاً للأمة باحترام المُصلِح الجديد غير المحدود.. لعقول أبنائها، وهنيئاً لأبناء الوطن المنكوب بالفساد الجديد والقادم، الذي يسخّر التقنية الحديثة والمعلوماتية العصرية والثروات السورية، لمزيدٍ من الفساد (الإصلاحيّ) !..

ثم هذا الاقتصاد المتخلف الذي يوشك على الانهيار، الذي زعم الوريث أنه قَدِمَ منقذاً لإصلاحه.. في أي عهدٍ وصلَ إلى هذه الدرجة الفاسدة ؟!.. والعهد السالف الذي اكتشفَ بشارُ الأسد أنّ رئيسَ وزرائه فاسد، ورئيس أركانه فاسد، ورئيس وحداته الخاصة فاسد، وشقيق رئيسه ونائبه فاسد، وبعض وزرائه فاسدون، ومدير جمركه فاسد، وبعض المحافظين فيه فاسدون، ومدير مخابراته العامة فاسد، ومدير مخابراته العسكرية فاسد، ومديري أهم مؤسساته الاقتصادية فاسدون.. مع قائمةٍ لا تنتهي من الفاسدين أُعلِنَ عن مئات الأسماء منها.. هذا العهد الذي تجذّر فيه كلّ هؤلاء الفاسدين، الذين أَوْصَلوا سورية وشعبها إلى هذه الحال المخزية.. عهدُ مَنْ هو ذاك العهد الميمون؟!.. أهو عهدٌ قادمٌ من العصور الوسطى؟!.. أم من العصر البرونزي؟!.. أم من العصر الطباشيري؟!.. أم هو عهدُ (حافظ الأسد).. القائد التاريخيّ، زعيم الحركة (التصحيحية).. والبطل التقدميّ العادل العبقريّ الوطنيّ القوميّ التحرّريّ.. ؟!..

لن أسردَ قصص القهر والعدوان والظلم الفادح الذي لحق بأبناء هذا الشعب المضطهَد، في ظلّ العهد (الميمون) الأول، فأعتقد أنّ بشار الأسد يعرف تلك القصص التي يشيب لسماعها الولْدان.. من قصص آلاف المعتقلين وسجناء الرأي، والمدن التي دُمّرت، والمساجد التي انتُهكت، والأحياء التي سُحقت، والمجازر الرهيبة التي ارتُكبت في حماة وحلب وسجن تدمر وجسر الشغور وسرمدا، وحمص، وإدلب.. و.. وكان ضحاياها عشرات الآلاف من أبناء الوطن الجريح!.. فضلاً عن أن العهد (الميمون) الحالي، قد بدأ يضرب أرقاماً قياسيةً بتسارع القمع والاضطهاد والاستبداد!.. ولن أسردَ قصة الجولان، وخدعة (التوازن الاستراتيجي)، والقانون رقم (49) لعام 1980م، والأحكام العرفية، وقصص الفقر المدقع.. لكنني سمعتُ أنّ بشاراً سيعمل جاهداً كما عمل أبوه المؤسس جاهداً- لاسترجاع الجولان المحتلّ!.. وفي هذه القضية أقترح عليه، أن يستفيد من الاكتشاف العلمي المتعلق بالهندسة الوراثية وكشف الشيفرة الوراثية عند الإنسان، ولا أظنه يغفل عن مثل هذا الاكتشاف الطبيّ المذهل وهو الطبيب، حتى لو كان يومَ الإعلان عن هذا الاكتشاف العلمي الطبي.. منشغلاً مع بطانة السوء الفاسدة، بالإعداد لخرق الدستور الدائم، ولقيادة عملية الفساد الكبيرة في (المزرعة السورية)، التي أتت به حاكماً وراثياً إلى (البلاط الجمهوريّ) الأسديّ !..

يقول الاكتشاف الطبي المفترَض : (ربما يصبح بالإمكان زيادة أعمار البشر لتصل إلى ألفٍ ومئتي عامٍ، عبر التداخل في الشيفرة الوراثية الإنسانية).

أقول : على الوريث بشار، أن يُسخّر -منذ الآن- جزءاً كبيراً من ميزانية (المزرعة السورية) لإطالة عمره إلى ذلك الرقم (1200 سنة).. فربما يصل خلال هذه المئات من السنين، إلى ما لم يصل إليه (والده المؤسّس)، من حالة (التوازن الاستراتيجي) مع العدو الصهيوني، ومن ثم يعمل -بعنفٍ وقوّةٍ وحماسةٍ منقطعة النظير، مستمدّةٍ من حماسة والده الراحل- لاسترجاع الجولان المحتل، وكلّ فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر!.. فالمقاتلون السُذّج الذين حرّروا جنوبيّ لبنان، لا يفهمون العصر، ولا السياسة، ولا اللفّ أو الدوران، ولا النصب أو الاحتيال.. لذلك (عاقبهم) ربّ العالمين بتحرير أرضهم، قبل أن يصلوا إلى حالة (التوازن الاستراتيجي) بقرونٍ طويلة !..

ثمّة فائدة أخرى لإطالة العمر، هي : أن لا يضطرَّ بشار (بعد عمرٍ طويلٍ).. إلى تلك (الدربكة المكشوفة)، لتوريث (المزرعة السورية) إلى أحد أبنائه أو أحفاده.. فربما تقوم (القيامة) قبل أن يموت، ما يعفيه من هذا الإحراج الكبير، الذي ربما عانى منه يوم التوريث الشهير، مع أركان الفساد في نظامه، ونظام أبيه من قَبْله !..

هناك قصة يتناقلها أبناء (المزرعة السورية) هذه الأيام، تقول القصة :

إنّ أستاذاً من (الجمهورية العربية الوراثية الأسدية) سأل تلاميذه : ما الفرق بين حافظ وبشار؟!..

أجاب الطالب الأول : كالفرق بين (السكّين والمنشار)!..

قال الأستاذ : أحسنت، فقد اقتربت من الجواب الصحيح بمقدار (عبقري ونصف)!.. (عبقري : هي وحدة قياس جديدة تستخدم في الجمهورية الوراثية الأولى، وهناك طموح لتعميمها واعتمادها في جمهورياتٍ أخرى)!..

أجاب الطالب الثاني : الفرق بين حافظ وبشار، كالفرق بين (الناي والمزمار)!..

قال الأستاذ : أحسنت، فقد اقتربت من الجواب الصحيح بمقدار (نصف عبقري) آخر!..

أجاب الطالب الثالث : الفرق بين حافظ وبشار، كالفرق بين (القصّاب والجزّار)!..

قال الأستاذ : أحسنت.. أحسنت، هوَ ذا الجواب الصحيح، لكن لماذا أيها التلميذ النجيب؟!..

أجاب الطالب النجيب :

كلاهما يذبح جيداً..

في الليل والنهار..

فهذا عبدُ هولاكو..

وذاكَ ربُّه التتار !..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ