ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غازي كنعان

 مَنحوراً لا مُنتحِراً

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

ليتخبط النظام الدموي السوري كما يرغب، وليؤكّد بسلوكه الإرهابيّ يوماً بعد آخر.. بأنه ليس إلا عصابةً من الوصوليين الدكتاتوريين، المتسلّطين على رقاب شعبنا السوري الأبيّ المنكوب بهم، من الذين فقدوا كل عناصر الاتزان، بسبب انكشاف حقيقتهم الإرهابية الإجرامية على الملأ، محمّلين بوزرِ تاريخٍ أسود بدأ منذ أكثر من أربعين عاماً، ومجلَّلين بعارٍ سيلاحقهم إلى يوم الدين !..

لقد بدأت تقليعات النظام في عهده الدمويّ البشّاريّ بقتل رئيس الوزراء الأسبق (محمود الزعبي)، لأنه كان مستودعاً لمعلومات الفساد والسمسرة، المستشريان في جسد النظام الفاسد من رأسه إلى أخمص قدميه، ولأن الزعبي كان أحد الفاسدين، الذي يشكل مفتاحاً مهماً لفتح أبواب الخزي والعار والفضيحة، على شركائه من رؤوس النظام الفاسدين، الذين أغرقوا البلاد والعباد بجرائر لصوصيتهم ونهبهم وجرائمهم الدموية الإرهابية المخزية !..

اليوم افتتح النظام السوري الوراثيّ صفحةً جديدة، لحماية نفسه مما سيترتب عليه من استحقاقاتٍ (دولياً وداخلياً) تتعلق بجرائمه وسلوكه المافيوي الإرهابي، خاصةً في سورية ولبنان، وتحديداً في قضية اغتيال الرئيس الحريري رحمه الله.. التي سيدفع ثمنها ذليلاً صاغراً.. فقام هذا النظام الذي يسيطر على هرمه بشار الأسد وشقيقه ماهر وصهرهما (آصف شوكت) رئيس المخابرات العسكرية.. قاموا بحبكِ خطةٍ صبيانيةٍ جديدة، لإخفاء معالم جريمة اغتيال الرئيس الحريري والمخطّطين لها وأدواتها ومنفذيها والآمرين بها والمموّلين لنجاحها.. مضحّين بأعتى شخصيات النظام وأشدهم دمويةً ونذالةً طوال أكثر من ثلاثة عقود !..

لن نأسف على تصفية مجرمٍ محترفٍ من مجرمي الحكم الوراثي العائلي، فكلنا نعلم أن (غازي كنعان) لم يرتقِ بِرُتَبِهِ العسكرية ومكانته لدى النظام الطائفي.. إلا بوطأة جرائمه البشعة بحق أبناء شعبنا السوري المكلوم، وقد كان حظ شعبنا من السلوك الساديّ الإجراميّ لغازي كنعان وافراً، بل شديد الوفرة.. ولن ننسى جرائمه الشخصية بتصفية السجناء الإسلاميين والسياسيين الشرفاء، بمسدسه الخاص أو برشاشه، أو بتعذيبه الشخصي لهم في حفلات التعذيب التي كان يعقدها في مقرّ المخابرات العسكرية في مدينة حمص.. ولن ننسى تصديقه الشخصي وتوقيعه على إعدام خيرة أبناء شعبنا في سجن تدمر العسكري.. ولن ننسى تشفّيه بجرحى التعذيب المافيويّ الأسديّ، واشتراكه شخصياً في تعذيبهم نفسياً وجسدياً، بيديه الملوثتين بدماء السوريين واللبنانيين الأبرياء الشرفاء.. ولن ننسى أنه كان أحد سماسرة النظام ولصوصه العتاة في سورية ولبنان، الذي أصبح مليونيراً في زمنٍ قياسيٍ من احتلال النظام للبنان الشقيق.. ولن ننسى القصص التي يشيب لها الولدان، التي رواها بعض الناجين من أقبية النظام، التي كان يحكمها هذا المجرم الصفيق في سورية ولبنان !.. نعم، لن نأسف على مقتل مجرمٍ نذلٍ من أنذال النظام، وندعو الله أن يجازيه بما يستحق، وأن يُلحِق به كلَ فاسدي النظام وسلاطينه ولصوصه وسماسرته.. من خونة سورية وشعبها !..

لقد انتهت إلينا أخبار مهمة منذ أربعة أسابيع، تفيد بأن اللواء (غازي كنعان) [مستعد للتعاون مع القاضي الألماني (ديتليف ميليس) الذي يحقق بقضية اغتيال الرئيس الحريري، ولكَشْف تفاصيل الاغتيال وسلسلة الأوامر التي مرّ عبرها التنفيذ.. مقابل وضعه (أي غازي كنعان) ضمن برنامج حماية الشهود] (قدس برس-14/9/2005م).. ونعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي لقيام النظام بنحره وقتله، بهدف حماية الرؤوس المتورّطة المتربّعة على رأس هرم السلطة.. من نتائج التحقيقات، على رأسها بشار الأسد، الذي يُقال بأنه هو الآمر الأول بقتل الشهيد الحريري رحمه الله.. لكن أهداف النظام من قتل غازي كنعان لن تتحقق لسببين رئيسيين :

أ- لأن الحقائق أصبحت مكشوفةً تماماً لدى لجنة التحقيق الدولية التي يرأسها القاضي ميليس، كما أصبحت مكشوفةً لدى بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية والعربية.

ب- ولأن عملية قتل كنعان في هذا التوقيت وهذه الظروف، التي يستعد فيها ميليس لإعلان نتائج تحقيقاته في سورية ولبنان.. تعتبر عملاً ساذجاً لا يدل إلا على مزيدٍ من تخبط النظام السوري، بل ستوجِه الانتباهَ إلى أسباب الانتحار المزعوم ومبرراته، وستمنح المجتمع الدولي دليلاً إضافياً على تورط النظام بقتل الرئيس الحريري.

إن اليد التي قتلت القاتل غازي كنعان، هي نفس اليد التي قتلت الشيخ الخزنوي رحمه الله منذ أشهر، وقتلت كذلك الرئيس الحريري.. هي نفس اليد العابثة التي تعبث بمصير سورية الوطن والشعب وحاضرها ومستقبلها وسمعتها الدولية والعربية.. هي اليد الغبية التي ستُبتَر بإذن الله من جذورها.. فالظروف الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، تختلف كلياً عن ظروف تصفية رئيس الوزراء الأسبق الفاسد (محمود الزعبي) منذ خمس سنوات !..

عملية تصفية غازي كنعان تؤرخ لمرحلةٍ جديدةٍ من حرب التصفيات، بين أركان النظام الإرهابيّ وعصابته القمعية، التي يستطيع المراقب أن يلحظ خلالها تفتت النظام، ثم ستنتهي إلى سقوطه بإذن الله، وستتدحرج خلالها رؤوس مجرمة طالما مارست القمع والاضطهاد بحق شعبنا السوري، فقد انتقلت عملية زوال هذا النظام من مرحلة التماسك والاضطهاد والإمراع بخيرات سورية.. إلى مرحلة التعفّن والتفسّخ وسوء السمعة، ثم إلى مرحلة التصفيات والخلافات العاصفة والتفتت، التي نتوقع أن تكون تداعياتها متسارعةً بفعل الوضع الدولي الضاغط، وبفعل الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية السورية في الداخل والخارج، هذا الحراك الذي يمكن أن ينتهيَ إلى تحرير سورية، من ربقة التسلط العائلي والبعثيّ الجائر لهذا النظام الحاكم القمعيّ، الموغل في الفساد بشتى أنواعه.. وذلك إذا أحسنت القوى السياسية السورية التعامل مع هذا الوضع، وإن تمكنت من استثمار الفرصة التاريخية، وتطوير هذا الحراك الإيجابي بشكلٍ متزنٍ حكيمٍ متسارعٍ أيضاً !..

لتقرّ عيون الأمهات الثكلى، والزوجات المكلومات، وبنات الشهداء الذين مضوا غيلةً في سجن تدمر ومجازره الكثيرة، وفي كل الأقبية المظلمة..

لتقرّ عيون المتضرّعين والمتضرّعات إلى الله الجبار المنتقم، من ذوي شهداء مجزرة سجن تدمر الكبرى وأخواتها، ومجازر حلب وحمص وإدلب واللاذقية وجسر الشغور.. وتل الزعتر وطرابلس والمخيمات الفلسطينية..

لتقرّ العيون.. عيون الحرائر والأحرار.. فقد بدأت حرب دحرجة الرؤوس داخل النظام القمعي الفاسد، التي بدأت بغازي كنعان.. ولن تنتهي إلا برأس النظام الخاوي، فقد رمى الله كيدهم في نحورهم، ولن تنتهي التصفيات بين اللصوص العتاة، حتى بعد أن يهوي النظام إلى قاع جَهَنَّمِهِ التي حفرها بيديه الآثمتين..

لتقرّ العيون.. فقد بدأ فجر الحرية في الشام يالبزوغ، وبدأت تُطِل على الوطن شمس مشرقة ستحل محل كل الظلام الذي صنعه طغاة سورية، الماضون إلى دركٍ آسنٍ يستحقونه غير مأسوفٍ عليهم !..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ