ـ

ـ

ـ

الاثنين 06/06/2005

صحوة الموت..

هذا مقال كتبته قبل سنة ونصف عن المؤتمر القطري

وأعيد نشره كما هو بمناسبة انعقاد المؤتمر.. 

د. منير محمد الغضبان*

شرى نزفها للأمة العربية والإسلامية بعد أربعين عاماً من حكم البعث السوري في سوريا قرر أن يقيم استفتاء لأعضائه المليون ونصف الذين هم أعظم العرب في العصر الحاضر ولم نسمع باستفتاء قبله , ويا هناء من يعيش أربعين عاماً أخرى للاستفتاء الثاني

النبأ السعيد : نزف هذه التهنئة للمليون ونصف بعثي بعد أن قررت  قيادات الحزب المسيطرة عليه منذ أربعين عاماً أن تستفتي هذه القواعد وكما تقول مصادر الحزب تجاوباً ( مع الاتجاه العام  لتطوير مبدأ الديمقراطية المركزية داخل الحزب لمصلحة تخفيف المركزية ) كما هو النص في صحيفة الحياة .

والمشكلة أن الصحف المحلية التي يقرؤها الشعب المسكين لم يعلم بهذه الخطوة الجبارة الديمقراطية لأنه محظور على الصحف المحلية تناول البعث القائد الرائد المجدد , فلعله يطلع من خلال الإنترنت , وصحيفة الحياة على هذا النبأ السعيد , فيطمئن إلى مستقبله الديمقراطي القادم على يد قائده البعث .

وهاهي تفاصيل هذا النبأ السعيد لمن فإته شرف الإطلاع عليه .

(عممت أخيرا قيادة البعث كتابين خطيين إلى البعثيين في جميع أنحاء العالم , وتناول أحدهما الجانب الفكري , والثاني الجانب التنظيمي , وتضمن التعميمان اللذان حصلت الحياة على نسخة منه أسئلة تفصيلية ..) الحياة 22/2003

( وقالت مصادر مطلعة للحياة إن قيادة حزب البعث الحاكم في سورية شكلت أربع لجان فرعية لتقديم التصورات عن تطوير الحزب فكرياً وتنظيمياً ورفعها إلى لجنة عليا تضم أعضاء في القيادة القطرية تمهيداً للمؤتمر القطري العام المتوقع في منتصف العام 2005 )

الحمد لله فلن تحتمل عملية الاستفتاء هذه أكثر من سنة ونصف فنحن في شهر2 /2004 , ومن المتوقع في تموز /2005أن يعقد المؤتمر القطري , ويُتخذ القرار بشأن نتائج هذا الاستفتاء , ولو أُجّل المؤتمر مثلاً لظروف المعركة ومصلحة الأمة العليا فلنطمئن الأمة العربية والإسلامية فلن تتجاوز ست سنوات ونصف لأن المؤتمر يعقد كل خمس سنوات

وأعتقد أن القارئ الكريم , والشعب المسكين قد تحرق ليتعرف على تفاصيل هذا الاستفتاء , وإليك النبأ السعيد

(... وتتناول ثلاث لجان كل هدف من أهداف الحزب : الوحدة , الحرية , الاشتراكية فيما تتناول اللجنة الرابعة الجانب التنظيمي ) والأمر جد فقد شكلت اللجان الأربع واللجنة العليا , واستطاع الحميدي البحاثة العظيم أن يحصل على أسماء أعضاء اللجان الأربع وأعضاء اللجنة العليا , كما نشرته الحياة في 28/1/2003

فقد مضى عهد النوم والراحة , وكلهم من قيادات البعث العظيم وكما عنون وهو يزف النبأ في عدد 1/8/2003دمشق : تشكيل لجان سياسية فكرية لتطوير البعث , ورافق ذلك ( ...قرارا بتعديل ميثاق الجبهة استعدادً للمؤتمر العام منتصف 2005 ) فليطمئن الشعب فالجبهة التقدمية التي تقود البلد بجوار البعث سوف تعدل ميثاقها على ضوء هذا المؤتمر وأعطيت فرصة سنة ونصف لذلك , فلا تحسبوا الجبهة بعيدة أو محظورة .. لا إنها تمارس دورها العظيم في قيادة البلاد .

أسئلة هدف الوحدة : ( هل الوحدة مفهوم سياسي أو ثقافي أو اقتصادي أو أمني ؟ ما هو المقصود لدولة الوحدة اندماجية ؟ مركبة ؟ اتحادية ؟ اتحاد دول ؟ هل مفهوم الأمة العربية مبني على اللغة والانتساب للعروبة أم أنه مفهوم أشمل مبني على التاريخ والثقافة , أم أنه مفهوم أشمل مبني على وحدة التاريخ والثقافة والهداف والمصالح )

المليون ونصف خلاصة الأمة العربية ستحدد هذه المفاهيم كاملة , وتقرر- بعد فشل أربعين عاماً في إقامة الوحدة الوطنية بين قطرين- من خلال  هذا الاستفتاء  كيف يكون مستقبل الأمة العربية

أسئلة الحرية :

وأعتقد أن المواطنين الـ17 مليون البائسين يبحثون عن أسئلة الحرية التي فقدوها منذ أربعين عاماً , هل تأتي لهم , ونأمل أن لا يستعجل المواطنون الأصفار , فهاكم الأسئلة

(وعن الهدف الثاني الذي يعلنه البعث تضمن التعميم الفكري أسئلة عن الحرية : هو هل هي شعبية تحافظ على أمن المجتمع ووحدته وتلتزم قضايا الشعب والمصالح العليا للوطن ؟

أم ديمقراطية عامة تطلق الحريات الواسعة وتفتح المجال لكل الآراء والأفكار والأحزاب بغض النظر عن أهدافها ومنطلقاتها وارتباطاتها سواء كانت في مصالح المجتمع أم لا ؟

ما مضمون الديمقراطية في المجتمع مفهوم سياسي فكري أم اقتصادي اجتماعي أم كلاهما ؟

هل يتعلق مفهوم الديمقراطية على التعددية السياسية والحزبية في إطار الجبهة الوطنية التقدمية أم إنه يعبر عن الخيار الديمقراطي لمصالح الشعب وقضايا الوطن ؟)الحياة 22/1

لعل هذه الأسئلة التي فزت بتقديمها للشعب كافة أثلجت صدره الآن , وخاصة السؤال الأول

(حرية شعبية تحافظ مع أمن المجتمع ووحدته وتلتزم قضايا الشعب والمصالح العليا للوطن) كما هو قائم الآن

أم (ديمقراطية عامة تطلق الحريات الواسعة وتفسح المجال لكل الأفكار والآراء والأحزاب بغض النظر عن أهدافها ومنطلقاتها وارتباطاتها سواء كانت في مصالح المجتمع أم لا ) كما يطالب الشعب الأخرق

وأُطمئن المواطنين عامة الـ17 مليون  بأن احتمال 90% أن ينجح السؤال الأول ؛ لأن الديمقراطية تلتزم قضايا الشعب والمصالح العامة للوطن , وان احتمال 10%أن يفوز السؤال الثاني بفسح المجال لكل الأفكار والآراء والأحزاب .. سواء كانت في مصالح الشعب أم لا .

 فالمليون ونصف أقدر من هؤلاء الرعاع ( الآراء والأفكار والأحزاب بمنطلقاتها وأفكارها وارتباطاتها ) الـ17 مليون .والاستفتاء للنخبة على تقدير المصلحة , ولن تختار النخبة فوق مصلحة الشعب وأمن الوطن شيئاً. وليس الاستفتاء لهؤلاء الرعاع الذين لا يفهمون , ولم تستطع أربعين عاماً أن تقدمهم ولو خطوة واحدة لفهم عظمة الحكام البعثيين في سورية , وتؤهلهم للمشاركة في هذا الاستفتاء ؟!

أسئلة الاشتراكية:

( كما تناولت الأسئلة ملكية الدولة لجميع وسائل الإنتاج ؟ وهل الدولة قادرة على تحقيق التنمية ؟ وهل تتعارض الاشتراكية مع اقتصاد السوق الموجه وإذكاء المبادرة لصالح التنمية , وتوسيع قاعدة الثروة الوطنية ؟) الحياة 22/1/2003

 هذا ولم تشر الأسئلة العتيدة أبداً إلى دراسة واقع الشعب  البائس من الفقرة الأولى ( ملكية الدولة لوسائل الإنتاج ) فالحمد لله شعبنا غني بالفقر وغني بالفقراء , وغني بالبطالة , وغني بالبؤس , وغني بالفاقة , وهذا الغنى هو ثمرة هذا النظام الاشتراكي العظيم خلال أربعين عاماً , ولن يتردد الحزب في التصويت أمام هذا الغنى الشعبي بالبقاء لما كان على ما كان .

أسئلة الجانب التنظيمي :

ولعلها تهم الشعب أكثر بكثير من الوحدة والحرية والاشتراكية , فبقاء الحزب واستمراره هو أهم ما يهم هذا الشعب , ونظراً لهذه الأهمية فسنقدم هذه الأسئلة

( وفي الجانب التنظيمي دعا التعميم الخطي إلى تعريف الكادح , وهل يجب أن يبقى حزب البعث للكادحين فقط من أبناء الوطن , أم يجب أن يفتح أبوابه أمام الجميع ؟ مع تساؤلات عن معنى الالتزام الحزبي , والرفيق الملتزم ؟)

ومعاذ الله أن يفتح الحزب أبوابه لغير الكادحين , فالكادحون في الحزب هم الذين أمضوا عمرهم  يكدحون حتى أخذوا ثروات البلاد , ونهبوا خيراتها ولم يناموا الليل , وهو يستولون على كل شيء حتى على قوت الـ17 مليون الأثرياء المترفين , فكيف يفتح صدره لغير الكادحين ؟؟؟!

لماذا صحوة الموت ؟؟

كنت أود أن أضع عنوان المقال : آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

والحديث عن فرعون عندما أدركه الغرق قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل, وحيث أن الغرق قد أدرك النظام السوري فبدل أن يلجأ إلى الشعب , ويضع هذا الاستفتاء بين يديه خلال شهر , وينقذ نفسه وأمته من الموت وينجو من الغرق, كما فعل فرعون فنجا ببدنه , شعرت أني مخطيء خطاً كبيراً , ففرعون أدرك مصلحته , أما حزبنا القائد فلا يزال في خط فرعون الأول ( ما علمت لكم من إله غيري ) و(ما علمت لكم من قائد غيري)  , وانتظروا سنة ونصف لهذا الاستفتاء للحزب لا للشعب, على أمل أن يعقد المؤتمر . وهانحن نطلق سراح مائة واثنين وعشرين سجيناًفتحمدوا وتشكروا وترنحوا وترنموا ...- والحمد لله على ذلك-  والسنوات القادمة كفيلة بتحرير بقية السجناء  ولم َ تستعجلون ؟ فالعجلة من الشيطان

والجيش والأمن والحزب معنا , وسنضحي من أجل بقائنا الذي يحقق مصلحة الوطن العليا , لو داهمنا الأمريكيون الجناة  حتى آخر مواطن من هذا الفتات والشتات الذين لا يستحون ويطالبون بالحرية والديمقراطية بكل وقاحة دون أن يعرفوا دم الآلهة من دم العبيد

" إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدئ ويعيد* وهو الغفور الودود *ذو العرش المجيد *فعال لمايريد "

وبيننا وبينكم رب العالمين , "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "

والحمد لله رب العالمين ....

* باحث إسلامي سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ