ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الديمقراطية ...

واستحقاقات الوضع الراهن

سرجون/ بوخارست

لا شك بأن الحرية بكافة أشكالها وصورها هي مظهر حقيقي للنضج  السياسي والوعي الاجتماعي ، وهي مرتبطة بنمو الفرد وتطوره  في ظل ظروف التحديث المستمر الذي اجتاح العالم  برمته ، نتيجة الاهتمام المتزايد بالفرد  لمنحه قدرا كافيا من الحرية انطلاقا من الإدراك بضرورة احترام الفرد وأراء الآخرين ، وتكثيف الحوار البناء بين جميع فئات الشعب باختلاف انتماءاتهم الدينية أو العرقية.

وتبقى التجربة  الديمقراطية فتية  (إن لم نقل شبه معدومة) في اغلب أنظمة دول العالم الثالث    لكن وعلى ما يبدو فان الأساليب المتبعة من قبل هذه الأنظمة تفتقر إلى النوايا الصادقة عند البعض من القائمين على تسيير الحركة السياسية ومسارات المجتمع المدني  واغلب هؤلاء ليسوا من النخبة المثقفة ، الأمر الذي جعل البدء في ترسيخ دعائم  الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات القانونية وفصل السلطات في الدولة  غاية في الصعوبة . 

فلو فتح المجال أمام المثقفين والمتنورين والسياسيين الشرفاء فإنهم بالتأكيد  سيلعبون دورا هاما في منح الحقوق الأساسية للفرد  وتحديد واجباته بما يضمن المصلحة العامة   . كما أنهم قادرون على المساهمة بشكل فعال في توعية النشء وجيل الشباب ، الذي هو جيل الغد ، لاستدراك المظاهر السلبية التي تنجم عن الفهم الخاطئ لتطبيق الديمقراطية والحرية في آن واحد ، وانه لا يمكن إقامة مجتمع عصري سليم معافى إلا بمساهمة من كافة أقطاب المجتمع وأطيافه  وتشكيلاته السياسية وإعطاء الفرصة للمعارضة في المشاركة بصنع القرار السياسي .

إن جوهر المشكلة هنا يكمن في غياب الديمقراطية الحقيقية التي حرمت المجتمع من الطاقات الخلاقة لأبنائه ، وتسبب غيابها في تفاقم الظواهر السلبية وبروز العناصر الطفيلية وانتشار الفساد  وتبديد الثروة المادية والبشرية  ، وهذا ما كان له الأثر الكبير في هجرة العقول والمبدعين وانتشار الفقر والتخلف  وتراجع الأداء الاقتصادي نتيجة لتفاقم الفساد والانتشار الواسع للرشوة .

لقد عجزت السلطة (إن لم نقل رفضت)  من إعطاء الآخرين  القدرة  التي يحتاجون إليها  ويرغبون فيها كالحريات والمشاركة في اتخاذ القرارات وحرمتهم من ذلك ماديا ومعنويا .  وبما أن المجتمع منقسم أصلا إلى جماعات مختلفة ، فان السياسة  الموجهة جعلت الفروقات كبيرة بين أفراده، كما رسخت سياسة المراكز والمناصب ونظام المحسوبيات في شبكة عنكبوتية من الصعب اختراقها ، فحرمت الأفراد الأكفاء من استلام مراكز تليق بهم وسلمتها إلى أولئك الذين ينصاعون إلى توجيهات القيادة السياسية الحزبية دون اعتراض  أو نقد ، ودون إدراكها بان ذلك يفقد المجتمع خصائصه الأساسية ويشل حركته.

لقد تمكنت القيادات السياسية المتنوعة (ظاهريا) من نشر وتيرة الابتعاد عن الحقيقة  من خلال زرع الخوف والأوهام في نفوس الأفراد تحسبا لأي طارئ قد يهدد مراكز القوى التي تتمسك بها اشد تمسك وهذا ليس إلا نوع من أنواع المرض  ولن يتطور المجتمع ما لم نتمكن من إيجاد صيغة جديدة منبثقة من الواقع الراهن بحيث يقوم كل فرد بدوره حسب إمكانياته وطاقاته ودرجة تحصيله العلمي .

إن القيم والمعايير التي تسود مجتمعنا في الوقت الراهن قد تغيرت مع نظام العولمة الجديد  ، ولكي تواكب التطور الحضاري المتمدن فان على النخبة السياسية ، سواء من السلطة الحاكمة أو من المعارضة (المغيب دورها) ، الاستمرار في تشجيع الحوار البناء بين جميع فصائل المجتمع والأحزاب السياسية وأن تطرح برنامجا إصلاحيا جديدا يعبر عن رؤية مستقبلية تلبي طموحات المجتمع برمته للتخلص من موروثات الماضي العفن ، ودون الخوض في متاهات الوصولية وعشق السلطة كما حدث في السابق  .

ومع فقدان الثقة بالخطاب السياسي سواء من السلطة الحاكمة أم من أقطاب المعارضة الذين غالبيتهم ينضمون تحت لواء  السلطة لكن بمسميات مختلفة ، فان هناك عدد كبير من الذين يتجنبون إظهار الحقيقة خوفا من العواقب التي ستحل بهم فعندما تكشف حقيقة أمر ما ، فان العواقب ، في ظل هذه السياسة ، ستكون وخيمة لان أغلب القائمين على السياسة  يشعرون بان الأمر يهددهم شخصيا ، لذلك يسعون بقصارى جهدهم لإفشال أية حركة إصلاحية خيرة من شانها رفعة ورقي المجتمع ولا يتوقفون عند ذلك بل يلجأ هؤلاء  إلى أسوأ الأساليب لخنق  الأصوات  المحقة .

إننا ندرك تمام الإدراك بان رقي المجتمع السوري سيكون رهنا بتكثيف الحوار الديمقراطي البناء ليكون جزءا من التقاليد السياسية و الاجتماعية  بما يضمن الالتزام الكامل بحق المواطن في الخبز والديمقراطية معا فهل آن الأوان لكي نحقق هذا الطموح ؟ !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ