وقفة
نقدية تضامنية مع
إعلان
دمشق
أ
د. محمد أحمد الزعبي
يرغب الكاتب بداية أن يشير
مرة أخرى إلى تأييده التام لـ (
إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
) ،الذي صدر
في دمشق بتاريخ 16.10.2005
علي يد ثلة من السوريين
المعارضين للنظام الإستبدادي
الوراثي الطغموي
في دمشق ، و الجاثم
بقوة السلاح على صدر بلدنا
الحبيب سورية منذ عدة عقود .
بيد أن مثل هذا التأييد
لايفقد الكاتب حقه بإبداءرأيه
حول بعض ماورد في هذا
الإعلان.
يتكون الإعلان من 32 مقطعا /
فقرة ( وفق إحصاء الكاتب نفسه )
متداخلة ومتساندة
ومتكاملة ، ولسوف تسير وقفة
الكاتب النقدية هذه مع تسلسل
تلك الفقرات ماأمكن ، سواء تعلق
هذا النقد بالمضمون
أو فقط بالشكل :
1. إن تعبير الإستنسابية الذي
ورد في نهاية المقطع الأول حول
العلاقة مع لبنان الشقيق ( ..
وخاصة في لبنان ، التي بنيت على
أسس استنسابية وليس على هدي
المصالح الوطنية العليا ) إنما
يحتاج إلى مزيد من التوضيح ، أو
ربما إلى تعبير آخر يعكس
واقع الحال بصورة أكثر دقة
ووضوحا .
2. إن كلمة بالتوافق التي وردت
في نهاية المقطع الثاني من
الإعلان( فقد اجتمعت إرادتهم
بالتوافق ..) تبدو برأينا حشوا لاضرورة له
، ذلك أن مفهوم التوافق يضعف
مفهوم ومضمون
الإرادة التي اجتمعت كلمة
الفرقاء على أساسها ،ويحولها
إلى إرادة رخوة تفتقر إلى الحد
الضروري من الثبات
والاستمرارية المطلوبة في
العمل الجبهوي طويل بل وحتى
متوسط المدى.
3. إن ورود كلمة متدرجا في(
المقطع الثالث ) إقامة النظام
الوطني الديمقراطي ... ويجب أن
يكون سلميا ومتدرجا ) ، تفقد )(بضم
التاء ) الإعلان جزءا من زخمه
وحيويته وجديته ، رغم اقتناعنا
بأن عملية التدرج
يمكن أن تكون الممر
الإجباري والعملي للتغيير .
ونقترح هنا استبدالها بـ : سلميا
وجذريا ورشيدا .
4. إن الصياغة اللغوية للمقطع
المتعلق بكون " الإسلام هو
دين الأكثرية "( المقطع
الخامس ) تشكو من فرط التوافق
حوله ، الأمر الذي حوّله ـ من
ناحيتي الشكل والمضمون ـ إلى
نوع من الخلطة الفيزيائية
حمالة الأوجه ، ويقترح
الكاتب هنا إعادة النظر في
صياغة هذا المقطع ، بما يزيل ذلك
التناقض القائم بين الشكل
والمضمون . وإننا نقترح في هذا
المجال أن يتم الإستغناء عن
الجزء الإحصائي الأول من المقطع
المعني ، بحيث يتم الإكتفاء
بالإشارة إلى أن " الإسلام
يعتبر المكون الثقافي الأبرز في
حياة الأمة والشعب، حيث تشكلت
حضارتناالعربية في إطار أفكاره
وقيمه ....الخ ."
5. إن تعبير" عصري "
الوارد في جملة
( دستور ديمقراطي عصري / المقطع
الثامن ) لاتخلو من الإلتباس
بالرغم من كل التوضيحات السابقة
واللاحقة المحيطة بها
، ولعل في تعبير " دستور
ديمقراطي يعكس كافة الجوانب
الإيجابية المتضمنة في
حضارتنا وفي الحضارات
العالمية الأخرى ، ولا سيما
المعاصرة منها " الذي يقترحه
الكاتب عليكم
ما يزيل مثل هذا الإلتباس .
6. إن تعبير " مكونات الشعب
السوري" ( الواردة في المقطع
التاسع )تذكر بالإشكالات التي
دارت وتدور حول دستور بريمر في
القطر العراقي الشقيق ، والتي
نحن بغنى عنها
حيث يمكن الإكتفاء هنا
بـ " التوجه إلى شعبنا في
سورية بكافة فئاته وتياراته....الخ
" ، وهو مايؤدي الغرض ناقصا
الإشكالات 7. نرى أن الفقرة التي
تشير إلى " ضمان حرية الأفراد
والجماعات والأقليات القومية ...الخ
" .والأخرى التي تليها ( إيجاد
حل عادل للقضية الكردية ...الخ )
باتتا حشوا وتكرارا لالزوم له ،
ذلك أن الفقرة السابقة عليهما
والمقترحة من قبل الكاتب (
التوجه إلىشعبنا في سورية بكافة
...الخ ) قد تضمنت مضمونهما كاملا
، وإنه لمن الحكمة والرشاد ألاّ
نأكل نحن الحصرم ، كيلا يضرس
أطفالنا من بعدنا .
8. يضع الكاتب إشارة استفهام
على جملة ( الإلتزام بسلامة
المحتد الوطني السوري
الراهن) والتي جاءت
ـ على مانظن ـ بديلا عن
تعبير " القطر السوري "
الشائع والمعروف، والذي ينطوي على كون
سورية جزء من كل ،ألا وهو الأمة
العربية . فهل بات مفهوم الأمة
العربية أمراً
نافلا عفا عليه الزمن كما أشار الأمين
العام لمجلس التعاون الخليجي
بعد حرب " تحرير الكويت!!"
1991 .
9. إن
إيراد البيان لموضوع تحرير
الجولان في إطار فقرة
" المحتد السوري "
وبصورة عابرة ، هو أمر مستغرب ،
فقضية الجولان هي قضية سورية
وعربية بل وإسلامية من الطراز
الأول ، وتستحق فقرة أساسية خاصة بها ، وليس
حشوها ضمن فقرة أخرى
وبصورة تبدو كما لو كانت
نوعا من رفع العتب
ليس أكثر .
10. نقترح استبدال تعبير "
العملية الديمقراطية "
باللعبة الديمقراطية
، ذلك أن الديمقراطية
الحقيقية ليست لعبة وإنما هي
عملية سياسية
واجتماعية بامتياز ، مع
علمنا بأن إطلاق صفة اللعبة على
العملية الديمقراطية هو أمر
شائع في
العديد من الكتابات السياسية
المعاصرة .
11. في (
المقطع 18 ) الذي يشير إلى (
التأكيد على انتماء سورية إلى
المنظومة العربية ) رائحة بريمرية لايخطئها الحس
السليم ، ذلك أن تعبير المنظومة
العربية ، إنما جاء هنا كبديل
لمفهوم الأمة العربية ، ذي الطعم والرائحة
القومية،التي
لم يعد يستسيغها ـ مع الأسف
ـ بعض المثقفين العرب.
12. نقترح أن يستبدل ماورد في (
المقطع العشرين من لإعلان ) حول
دعوة ( البعثيين وإخوتنا من
أبناء مختلف ... الخ ) بالنص على
" دعوة كافة أبناء وطننا في
القطر السوري ، دونما استثناء
، إلى الإنضمام والمشاركة
معنا بدون تردد أو حذر ، لأن
التغيير المنشود ...الخ " .
13. تحتاج كلمة " مستقل "
في الفقرة التي تحمل رقم 4
من البنود السبعة الواردة
في الصفحة الأخيرة من الإعلان
( 4. التوافق الوطني الشامل
على برنامج مشترك ومستقل ...)
إلى مزيد من التوضيح
والتدقيق .
14. نقترح استبدال تعبير " من
داخل النظام "
بتعبير " من أهل النظام
" استبعادا لبعض حساسيات
محتملة يمكن أن يوحي بها هذا
التعبير الأخير . بل إننا نرى أن
كامل الفقرة الواقعة تحت بند
رقم 5 بحاجة إلى مزيد من التوضيح
والتدقيق أيضاً.
15. يرى الكاتب أن جملة "
وبدلالة راي الأكثرية السياسية
وبرامجها "
الوارد ة في نهاية البند رقم
7 هي حشو
توافقي لالزوم له ، ذلك أن
مضمونها السياسي
موجود في نص الفقرة نفسها ،
بل وفي كثير غيرها من فقرات
الإعلان .
نحب أن نؤكد مجددا لزملائنا
وإخوتنا معدّي " إعلان دمشق
للتغيير الديمقراطي " ، أننا
نشد على أياديهم ، ونضع أنفسنا
وإمكاناتنا ـ المتواضعة ـ تحت
تصرفهم ، لما فيه خير وتقدم
وطننا الحبيب سورية
بما هي جزء لايتجزأ من وطننا
العربي وأمتنا العربية .
إن اختلافنا مع البيان في هذه
النقطة أو تلك ، إنما يظل في
إطار جدلية الوحدة والتمايز بين
الراي والراي الآخر ، وهو أمر
ينبغي أن يسجل لحساب
الوحدة الوطنية وليس على
حسابها .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|