من
قتل الحريري ولماذا
محمد
زهير الخطيب / كندا
هناك ثلاثة
احتمالات ممكنة: اسرائيل، أو
إرهابيون أصوليون، أوالسلطة
السورية
إسرائيل:
اسرائيل قد تريد
قتل الحريري لكي تورط سورية
وهذا يقتضي أن تقوم بالعملية
بسرية تامة ثم تترك آثارا
ودلاثل تؤدي الى إتهام سورية،
وهذا لم يحصل فلم يكن هناك آثار
متروكة تدل على أن أحدا يريد
توريط سورية بادلة مصطنعة.
ارهابيون:
ارهابيون اصوليون
قد يريدون قتل الحريري لأنه
عميل سعودي وبحيث يصبح أمثولة
للآخرين ... وهذا يقتضي
أن يتطوعوا بالاعلان عن
تبني العملية ويصرحوا بانهم
يعطون درسا لعملاء السعودية
واميركا. وحصل هذا تماما !! غير
أن المعلِن عن الجريمة في
الشريط المسجل إنسان بسيط لا
يعرف قيادة السيارة وليس عنده
رخصة، وقد غادر بيته قبل شهر من
الحدث، ولم يودع والدته بل
أخبرها أنه سيعود سريعا بعد
مشوار قصير ثم بدأ يتصل بوالدته
أشخاص آخرون ليعلموها بانه
يتعذر على إبنها محادثتها وذلك
قبل شهر من الحادثة !!!! فضلا عن
أن أحدا لم يسمع بهذه المنظمة لا
من قبل ولا من بعد !!!
السلطة السورية:
السلطة السورية قد
تريد قتل الحريري لأنه خالف
أوامرها وحرض فرنسا واميركا على
إصدار القرار 1559 واستقال وهو
يحضر نفسه لانتخابات برلمانية
يقتلع بها جذور سورية من لبنان،
ويجب أن تتم هذه العملية بسرية
تامة وأن تترك آثار تشير الى أن
الفاعلين جهة أخرى مثل اسرائيل
أو إرهابيون أصوليون، ولما كان
توريط اسرائيل أمر صعب لان
اسرائيل قوية وتستطيع الدفاع عن
نفسها بشكل أو بآخر، فقد تم
إختيار الاحتمال الثاني الاسهل
الذي لا بواكي له وهو
الارهابيون الاصوليون، فتم
إخراج شريط أبو عدس وتم توفيره
لقناة الجزيرة مباشرة بعد
الجريمة النكراء، وتابعت الجهة
المرسلة للشريط الاتصال
بالقناة مرات عديدة تحثها على
نشره بأسرع وقت، وبالمقابل أسرع
مسؤول لبناني أمني كبير لاصدار
تقرير يعتبر فيه أن شريط
الفيديو أصلي وصاحبه مشارك
معروف بشكل واضح في الاغتيال ...
لا شك أن تورط
السلطة السورية هو الاحتمال
الاقوى ترشيحا لتفسير الحدث،
وأن الشكوك لم تكن لتنصب على
السلطة السورية لولا الثغرات
الكثيرة التي واكبت العملية.
1- لقد ظنت السلطة
السورية أن دم الحريري سيضيع
مثله مثل عشرات الدماء التي
سفكتها سابقا، فلم تلحظ أن
الحريري ليس كغيره من ضحاياها،
فهو مليونير محبوب له الكثير من
البواكي، لبنانيين وسعوديين
وفرنسيين ...
2- أن قصة أبو عدس
مليئة بالثغرات، فلماذا غادر
منزله قبل شهر من العملية،
ولماذا خرج بهذه الطريقة التي
أدت بأهله إلى تقديم بلاغ
إختفاء عنه، فضلا عن أنه لايملك
رخصة قيادة سيارة، ثم إن كان
هناك جمعية إرهابية اسمها (النصرة
والجهاد في بلاد الشام) تريد أن
تلقن عملاء السعودية وأمريكا
درسا، فكيف تقبل هذه الجماعة ان
تُسرق الاضواء منها وأن تُنسب
العملية الضخمة التي نفذتها إلى
غيرها؟ لا بد أنها ستعاود
التأكيد مرات ومرات بأنها صاحبة
العملية وأنها ستتابع حصد رؤوس
أعدائها حتى النصر، ولكن شيئا
من هذا لم يحدث لأن المخرج
السوري للعملية ظن أن الجريمة
ستمر مرور الكرام كما مر غيرها
ولن يكون هناك حاجة الى أكثر من
حلقة واحدة في مسلسل (النصرة
والجهاد في بلاد الشام).
3- ومن أخطاء
الفاعلين هو إشراك عدة جهات
وأجهزة أمنية، ومتى كثرت
الايادي احترقت الطبخة، ماهر
وآصف وغزالي وجامع وريمون وعبد
العال ... عشرات الاسماء وعشرات
المكالمات الهاتفية ..
غير أن غازي كنعان
ليس من بين الفاعلين، نعم غازي
كنعان لم يكم موافقا على
العملية، غير
أن مصدر ألمه وإحباطه جاء من أنه
وجد امبراطورية المافيا التي
بناها في لبنان تنهار أمام
عينيه، ووجد أن ألسنةً وأقلاماً
تشهر بفضائحه وجرائمه وفساده
ولم يعد قادرا على إسكاتها،
فاستشرف المستقبل الاسود وأدرك
ان ملفات الفساد والمحاسبة آتية
تترى وأن الحساب سيكون عسيرا،
وأن الدنيا لم تعد دار مقام، وفي
تصريحه الاخير لم يحاول أن ينفي
عن نفسه جريمة قتل الحريري،
لأنه استشرف أن الايام القادمة
ستكشف الفاعل الحقيقي، إنما
حاول أن ينفي عن نفسه تهمة
الفساد، وأن يختصر ملف الفساد
بجملة واحدة: (أعطينا وأخذنا من
كل الشرفاء في لبنان)، نعم لقد
أعطى من لا يستحق وأخذ ما لا
يملك، ثم انتحر، نعم غازي كنعان
انتحر لانه استشرف المستقبل
الاسود، ولأنه يعتبر الانتحار
رجولة، ولا استبعد أنه يؤمن
أيضا بتناسخ الارواح فظن أنه قد
يعود قريبا إلى الدنيا
امبراطورا أو زعيماً أوحداً
ليتمم رسالته الخالدة.
ماهي احتمالات
المستقبل:
السلطة السورية ستراوغ حتى
الرمق الاخير، ولكن قتلة
الحريري سيُكشَفون، وسينالون
عقابهم، وستبقى أشلاءٌ من نظام
الحكم الفاسد تستند على منسأة
سليمان حتى تأتي دابة الارض
فتقرضها فتخر الاشلاء جسدا
ويبزغ عهد جديد باذن الله عز وجل.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|