لندعم
جميعاً إعلان دمشق
فايز
ملص
تواصل السفينة
المترنحة رحلتها المحتومة نحو
الأعماق ، بينما يصخب بحارتها
الحمقى بتبادل الشتائم
واللكمات، وتتابع –غرفة
العمليات القيادية- هذيانها
الركيك في توسل واشنطن إعادة
فتح الحوار معها ، معلنة كما في
كل مرة توبتها واستعدادها
للتعاون بلا حدود .... لكن الجرة
لا تسلم كل مرة ، وقبطان المركب
اليوم حائر بين فرار وانتحار ،
كمن توضأ باللبن .
أربعة عقود ونيف ،
وشعبنا السوري الصابر يعاني من
الحيف والظلم والتجبر ما لا
تحمله الجبال . أربعة عقود ونحن
مسجونون بلا محاكمة ، مشردون
بلا هدف ، مبعدون ، أو مدفونون
بلا شاهدة تحت قبو محصن في تدمر
أو في سرير العاصي ، أو ربما –
من يدري ؟- في أغوار بحرنا
المتوسط الرؤوم الذي لم ير من
هذا النظام سوى تنشيط التهريب
الدولي وتلويث مياه البحر
بالفضلات الذرية ، وسرقة النفط
والقطع الأثرية ... ناهيك عن
الأذى الذي لحق بالبلدان
المتاخمة .
حصلت كل هذه
الارتكابات وتحصل حتى اليوم /وإن
بدرجة أقل/ بفضل الالتحام التام
والمطلق بين العصبة العسكرية
الحاكمة وحزب السلطة الذي كان
له الفضل ، على ما يبدو ، في
تكوين بعض الضباط اللامعين ! وقد
أسهم هذا الاندماج في تحقيق
اقتسام للمغانم سيطر الحزب
بموجبه على بعض خيرات القطاع
العم وملحقاته ، تاركاً
المشاريع الكبرى والصفقات
الدسمة للنخبة الحاكمة . ولا شك
في أن هذا الالتحام أخذ يفقد بعض
وهجه وفاعليته منذ المؤتمر
الأخير لحزب انكشف هزاله وتقلص
دوره في أجواء الحرب الأمريكية
الراهنة على العراق. هكذا تجد
سورية نفسها اليوم محاصرة بين
نارين : عدوان أمريكي مدمر
بذريعة دعم النظام للقوى
المقاتلة في العراق ، وهو خطر
تعرف العصبة الحاكمة في دمشق
هامشها في التعامل معه ... أو
انفجار الصراعات الداخلية بين
دهاقين السلطة بحيث يحاول كل
واحد منهم تبرئة نفسه من دم رفيق
الحريري على حساب الآخرين .
ويشكل هذا الاحتمال كابوساً
حقيقياً لكل رجال السلطة ، حتى
أن معظمهم يفكر جدياً بتهريب -أمواله-
بعيداً عن مخاطر المصادرة
الأمريكية أو الوطنية ... من يدري
؟
ولا تقتصر تركة
السلطة على ما ذكرنا ، بل تتعداه
إلى الأذى الذي لحق بالشعب
اللبناني الشقيق حين فرض حكام
دمشق عليه مندوبين ساميين حكما
بيروت بالتتابع أكثر من عقدين
ألحقا خلالهما بهذا الجار
الوادع دماراً لا يوصف : جحيم من
الرعب والاغتيال والخطف وفرض
الخوة والابتزاز ... ناهيك عن
إغراق أسواق بيروت بسلع غذائية
وخدماتية تهدد اقتصاده الهش ،
خاصة وأنه أخذ بالكاد ينهض من
عثرة حرب أهلية يبدو أن
مندوبينا الساميين المتعاقبين
هناك ساهما في تأجيج سعارها قبل
رحيل أولهما إلى بارئه في ظروف
غامضة وترحيل الثاني مليء
الجيوب بملايين – بنك المدينة -
!
اليوم ، تبدو كل
الاحتمالات واردة ، بما في ذلك
الاعتداء الخارجي ، لذلك فإن من
واجب كل مواطن أن لا يدع الأحداث
تفاجئه . فسورية ملك لأهلها
ومواطنيها جميعاً ، لا لحزب أو
عصبة متسلطة .
فلنسارع جميعاً ،
إذاً ، إلى الانضمام لإعلان
دمشق .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|