ثنائيّات
رائجة في الحالة السوريّة:
كلّها
فاسدة ..إلاّ واحدة
عبد
الله القحطاني
أ
ـ كان النظام السوريّ ، إلى أمد
قريب ، يخوّف الأمريكان من
البديل الإسلاميّ ، قائلاً:
إذا
نحّيتموني عن السلطة، فالبديل
عنّي هو تنظيم الإخوان المسلمين..
فأيّنا الأفضل لديكم : نحن أم الإخوان المسلمون ..!؟
ب
ـ بدأت أمريكا تمارس اللعبة على
النظام ، موحيةً له: إمّا أن
تَخضع لنا خضوعاً تاماً، وإمّا أن نطيح بك ، ونأتي ببديل
عنك.. حتّى لو كان الإسلاميّين..!
ج
ـ اللعبة ذاتها، يمارسها النظام
في الداخل ، بأشكال عدّة:
*
يقول للقوى السياسيّة غير
الإسلاميّة: نحن القوّة الوحيدة
القادرة علىالإمساك بأزمّة السلطة والدولة .. وإذا سقَطنا، فالبديل
عنّا هو الإخوان المسلمون ،
ونحن أقرب إليكم منهم.
*
ويوحي للشعب السوريّ عامّة:
بأنّه قَدَر سورية الغالب ،
والبديل عنه هو الفوضى والدمار؛ إذ لا قوّةَ سواه ، قادرة على
حكم البلاد..!
د
ـ رسائل النظام إلى العرب ،
حكوماتٍ وشعوباً، إزاء الضغط
الأمريكيّ عليه:
قِفوا
معي في وجه أمريكا ياقوم ، فإمّا
أنا في سورية، أو بوش.. وهاهوذا
العراق ، شاهد حيّ أمامكم..! فإذا
أسقطتني أمريكا، فالبديل عنّي
في سورية ، هو الفوضى العارمة ،
التي تديرها أمريكا ، ويتحكّم
بمفاصلِها بوش..!
هـ
ـ انطلَت اللعبة على الكثيرين ،
من الساسة والإعلاميّين العرب ،
فشحذوا ألسنتهم وأقلامهم،
وانبرَوا للدفاع
عن النظام. وحجّتهم هي : إذا كان
النظام السوريّ سيّئاً،
فالبديل الأمريكيّ أسوأ منه.
فلا بدّ من تحمّل السيّء ، كيلا
يجيء الأسوأ..!
هذه
ثنائيّات سيّـئة كلّها ، فاسدة
كلّها..
وـ
الثنائيّة الوحيدة الصحيحة هي :
الشعب السوري .. أو أمريكا..
لأنّ
النظام الفاسد الحاليّ ، صنيعة
أمريكيّة.. إذا بقيَ بقيت أمريكا
تتحكّم بسورية، وطناً وشعباً من
خلالِه، وعَبرَ ضغوطها
المتواليةعليه، حتّى تنهار
الدولة وتضيع، تحت سيطرته
المقيتة. وإذا أطاحت به
عسكريّاً، فهي البديل عنه، على
الطريقة العراقيّة..
أمّا
إذا تحرّك الشعب السوريّ ، بكلّ
قواه الفاعلة، وآزرتْه القوى
العربيّة الفاعلة، لتفكيك هذا
النظام، لمصلحة الشعب السوريّ،
وبالتعاون مع قواه السياسيّة..
كان هذا صِمامَ الأمان الوحيد،
لسورية، وللمنطقة بأسرها..فهل
يَعي هؤلاء هذا..!؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|