وقفة
مع السيد ميليس
الدكتور
: خالد الأحمد
من العدل أن يحاكم
نظام القتلة في دمشق على إحدى
جرائمـه ، وهي قتل السيد رفيق
الحريري ، رئيس الوزراء
اللبناني الأسبق . ومن العدل أن (
يُنـحَر ) عشرات المجرمين مثل
غازي كنعان . ومن العدل أن يعرف
العالم حقيقة هذا النظام المجرم
، نظام القتلة .
ومن العدل أن تهتم
أمريكا وفرنسا ومجلس الأمن ،
وبعض الدول العربية ، بقضية
اغتيال الحريري ، وتهتم بمعاقبة
الفاعل .
ولكن أكثر عدلاً ،
بل أكثر الحاحاً أن يحقق القاضي
ميليس في ( 50) ألفاً من المواطنين
الآبرياء معظمهم من الشيوخ
والأطفال والنساء ، قتلهم حافظ
الأسد ورفعت الأسد وغازي كنعان
وعلي حيدر وشفيق فياض وعلي حبيب
وغيرهم من نظام القتلة ، قتلوهم
في حماة في فبراير (1982م) ، وهدموا
ثلث المدينة ، وهو الحي القديم
فيها ، حي الحاضر ، وخاصة حي
البارودية الذي لاتستطيع
الدبابات دخوله لضيق أزقتـه ،
هدموا بيوتـه على ساكنيها .
وأكثر عدلاً ، بل
أكثر الحاحاً أن يحقق القاضي
ميليس ، وأن يهتم مجلس الأمن ،
بضحايا مجزرة جسر الشغور (1981) ،
ومجزرة باب البلد في حماة (1981) ،
ومجزرة جنوب الملعب البلدي (1982)
، ومجزرة هنانو يوم العيد في حلب
، وعشرات المجازر التي راح
ضحيتها عشرات الألوف من الشعب
السوري ، مع العلم أن العالم كله
، بمافيه أمريكا وفرنسا ،
والدول العربية ، وغيرها من
العالم الذي يدعي أنه متحضر ،
كتموا على هذه الأخبار ، وسكتوا
لأن الضحايا من الشعب المسلم .
ومما هو أكثر عدلاً
، بل أكثر الحاحاً أن يحقق
القاضي ميليس ، ومجلس الأمن ،
وفرنسا وأمريكا ، والدول
العربية ، بقضية المفقودين في
سوريا، وهم قرابة ( 17 ) ألفاً من
خيرة أبناء سوريا ، دخلوا سجن
تدمر ، وتمت تصفيتهم حسب
المرسوم العار ( 49 ) الذي يحكم
بالقتل على من انتسب لجماعة
الإخوان المسلمين . ومازال
النظام يتكتم على أخبارهم ،
ولايعلن أنه قتلهم ، ومازال
أهلوهم منذ ربع قرن ينتظرون
أخبارهم .
من العدل أن يسأل
القاضي ميليس أبناء زعيم عصابة
القتلة والإجرام حافظ الأسد عن
هؤلاء !!؟؟ أين قتلهم أبوهم !!؟؟
وزبانية القتل الذين باشروه
بأيديهم مازالوا أحياء ،
ويتنعمون بأموال الشعب التي
سرقها حافظ الأسد ليوزعها على
هؤلاء القتلة .
ومن الانصاف
للحقيقة والعدل أن يحقق القاضي
ميليس ومجلس الأمن والعالم
المتحضر ، والدول العربية في
قرابة ألف من الأطباء
والمهندسين والجامعيين ، فتحت
سرايا الدفاع التي يقودها
المجرم رفعت الأسد ، فتحت عليهم
النار من الرشاشات الحديثة ،
وهم عزل في زنازين سجن تدمـر ،
ثم حملوا الجثث في الشاحنات ،
وبعضها مازال على قيد الحياة ،
ودفنت في إخـدود قرب جبل ( عويمر
) في تدمـر ، دفنت الجثث هناك ،
وبعضها مازال حياً ، وردم فوقها
التراب ليمنعها من تنفـس الهواء
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة .
لقد عرف القاضي
ميليس أن النظام السوري ، من
قمته إلى زبانية الأمن وضباطه
ضالعين في قتل الحريري ....
وبالتأكيد ضالعين في قتل الصحفي
سمير القصير ، وسليم اللوزي ،
وكمال جنبلاط ....وعشرات ، بل
مئات اللبنانيين الذين حاولوا
مقاومة هؤلاء اللصوص القتلة .
لقد نهبوا سوريا ،
حتى لم يبق فيها ماينهب ، عندئذ
توجهوا إلى لبنان ، ونهبوه ،
وتركوه قاعاً صفصفاً ... ومن وقف
في وجههم قتلوه ، في سوريا وفي
لبنان ... ومن لطف الله أن مجلس
الأمن ، والقاضي ميليس فطنوا
الآن ، وإلا امتدت أيدي القتلـة
إلى كل مكان في العالم العربي
كما فعل أجدادهم ( الحشاشون ) .
لقد آن الآوان أن
يشكل مجلس الأمن محكمة دولية ،
تتلقى الشكاوى والدعاوى من
أولياء عشرات الألوف من الضحايا
الذين قتلهم نظام زعيم عصابة
القتل والنهب والسلب حافظ الأسد
.
وعندئذ ستعمم
الحقيقة ( المكتومة ) ، والتي
تطمر عن قصد ، كي لاتظهر على
البشر ، وسيعرف العالم أجمع ،
حقيقة نظام البطش والإرهاب ،
نظام عصابة القتل والنهب والسلب
، نظام الأسـد . وسترتفع أصوات
البشر من كل مكان تطالب ب (نحـر )
المجرمين الذين قتلوا عشرات
الألوف من الأبرياء ، بدون ذنب ،
سوى أنهم قالوا ( ربنا الله ) ،
وقالوا للظالم ( ياظالم ) ....
وليس ذلك على الله
ببعيد ، فقد رأينا عاقبة الظلم
في العراق ، وسنرى إن شاء الله
عاقبة الظلم في سوريا ولبنان ، [
ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل
الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم
تشخص فيه الأبصار ، مهطعين
مقنعي رؤوسهم ، لايرتد إليهم
طرفهم ، وأفئدتهم هـواء ] .
والله على كل شيء قدير .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|