ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بوش يعدنا بحياة كريمة

وحرية إنسانية!!

د. محمد الغزي

ارتبطت الفظائع الأمريكية في العراق بسلوك غير إنساني للجندي الأمريكي الذي، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، ما جاء إلى هناك إلا ليخلص العراقيين من الشر والطغيان والاستبداد المتمثل في النظام دكتاتوري البعثي، ثم ما لبث الأمر إلى أن تحول إلى حماية للعراقيين مما تصفه الإدارة الأمريكية بالأعمال الإرهابية.  والمتابع للجرائم اللا إنسانية التي يقوم بها جيش الاحتلال الأمريكي في العراق يصاب بالذعر والأسى لما يمكن أن تصل إليه الحضارة البشرية من ظلم واستخفاف بحرية وكرامة الإنسان وتشويه للقيم والأخلاق الإنسانية.

لقد فاقت جرائم الجيش الأمريكي المحتل للعراق كل تصور ولم نسمع لها مثيلا إلا في الحضارات التي كنت تقتل الإنسان وتريق دمه تقربا للآلهة كما كان يحدث في حضارة "المايا" البائدة، أما اليوم فإن الجيش الأمريكي المحتل ينتهك كرامة الإنسان العراقي من أجل الحصول على الملذات البهيمية وإشباع شذوذهم الجنسي، وكأن الجنود الأمريكيين يفعلون ذلك تقربا إلى إله الجنس عندهم.

وما يثير الدهشة والاستغراب أن بوش، في خطاب له في فرجينيا الجمعة الماضية، يتجاهل كل هذه الجرائم ويعرب عن شعوره بالأسى والأسف من إنكار المسلمين للجميل الذي قدمه الأمريكيون لهم في أفغانستان والبوسنة والصومال وكوسوفو والكويت والعراق، ثم يلقى باللوم على كل من يفضح ممارسات جيشه ويقاوم احتلاله لبلادنا ويتهمه بالتحريض على الكراهية ومعاداة السامية وبتغذية نظريات المؤامرة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن خطابه الذي ما هو إلا شرح مفصل لبعض ما جاء في خطاب تشيني في 5 أكتوبر 2005م حول استراتيجية بلاده العسكرية الجديدة.

لقد أكد بوش في أكثر من مناسبة حرص بلاده على جلب الخير والحياة الكريمة لشعوبنا، وفي خطابه شكر جيشه على تضحياته الجسيمة في سبيل حريتنا وشكره أيضا على تفانيه في إنقاذنا من سطوة من سماهم بالمتطرفين المسلمين الذين يريدون أن يعيدوننا إلى عهد الطاغوت والاستبداد حسب قوله، أما ما يدور على أرض الواقع فهو العكس تماما!

ألا يرى بوش وإدارته ما يحل بنا من مآسي في العراق وفلسطين وأفغانستان بسبب الحروب التي شنها علينا باسم الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة؟!  لقد تباكى بوش في خطابه على الضحايا من الأطفال والأبرياء وادعى أن جيشه جاء ليدافع عنهم ويخلصهم من العذاب، ونسي بوش متعمدا أن يذكر أن الولايات المتحدة هي السبب في قتل هؤلاء الأبرياء وزعزعة الاستقرار في بلادنا.

ويحلو دائما لبوش أن يتخيل، عند حديثه عن الحرية ووعوده لنا بالحياة الكريمة، أنه يستطيع خداع شعوبنا العربية والمسلمة وطمس الحقائق الجلية، وهو دائما يسيغ لنفسه ولإدارته استخدام الأكاذيب لدعم مواقفه وتصريحاته، ولكن الحقيقة أبت إلا أن تظهر وتذيب غطاء الأكاذيب الأمريكية؛ لتفضح الممارسات اللا إنسانية لجيشه المحتل، ويبدو أن الإدارة الأمريكية بغبائها أو بدهائها أحيانا تساعد في على إظهار تلك الممارسات التي تشير إلى مدى الخطر الذي يعيشه البشر في ظل تفرد الولايات المتحدة بقيادة العالم إلى جحيم الديمقراطية الأمريكية.

وقبل أن نتحدث حول ما ذكرته التقارير من قيام الجنود الأمريكيين في العراق بتصوير القتلى والمصابين العراقيين بطريقة بشعة وإرسال هذه الصور إلى موقع على الإنترنت في مقابل السماح للجنود بالدخول مجانا إلى مواقع جنسية إباحية، نسرد بعض الوقائع السابقة التي تظهر الطبيعة الشريرة المتأصلة في نفوس الجيش الأمريكي والتي تعبر عن ثقافة المجتمع الأمريكي.

ذكرت مجلة الوطن السعودية في عددها الصادر في 18/12/2004 أن تقاريراً استخباراتية عسكرية غربية سرية أكدت أن فريقاً سرياً من أطباء أمريكيين يعمل خلف القوات الأمريكية أثناء المواجهات العسكرية مع المقاومة العراقية يقوم بنزع أعضاء القتلى والجرحى العراقيين ثم ينقلها على وجه السرعة إلى الولايات المتحدة لبيعها وزراعها في أجساد أمريكية، وأضاف نفس المصدر أن القوات الأمريكية تدفع 40 دولاراً للعراقيين مقابل كل كلية و25 دولاراٌ مقابل العين الواحدة.

ثم شاهد العالم كله بعد ذلك بعض صور التعذيب السادي والوحشي الذي مازال يمارسه جيش الاحتلال الأمريكي ضد أهلنا في سجني أبو غريب وجوانتانمو، وقد قرأنا وسمعنا من مصادر موثوقة عن عمليات اغتصاب الجنود الأمريكيين للمرأة العراقية الطاهرة في سجون نسائية مازالت موجودة في العراق رغم زعم الإدارة الأمريكية بعدم وجودها، ثم يدعي بوش في خطابه أما حشد من قادة جيشه أنه يريد تحرير المرأة العربية المسلمة وحمايتها من استغلال المتطرفون لها، كما يزعم.

ولخداع وتضليل شعوبنا والرأي العام العالمي قامت الإدارة الأمريكية باختزال الجرائم المخزية لجيشها في شخص مجندة واحدة شاذة جنسيا ونفسيا، وتم تقديمها إلى المحكمة لتنتهي القضية بحكمها سنتين في سجن يضمن لها ممارساتها الجنسية المعتادة داخل وخارج سجنها، ويصرح بوش ورامسفيلد بعد ذلك بأن هذا السلوك لا يعبر عن القيم الأخلاقية التي يتمتع بها جيشهما، وكأن رامسفيلد لم يصدر أوامره للقيام بمثل هذه الممارسات الإجرامية.

لقد انتهكت الولايات المتحدة كل القوانين والمعاهدات الدولية والقيم والأخلاق الإنسانية، فلم يقتصر أجرام جيشها المحتل على تدمير مقومات الحضارة والثقافة والاقتصاد في العراق ولكنه أيضا ينتهك الإنسان في كرامته ولا يراعي أي من قوانين معاهدة جنيف التي تحرم انتهاك حرمة القتلى وتدعوا إلى احترام كرامة الأسير والسجين.

وتاريخيا عاث الجيش الأمريكي في فيتنام تقتيلا وفسادا حيث أباد ملايين البشر في فيتنام واستمرأ الدعارة وتعاطي المخدرات ليرفع الروح المعنوية للجندي الأمريكي الذي لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن الإباحية والشذوذ الجنسي، فكانت النتيجة نشر بيوت الدعارة في فيتنام لتنتج عشرات الآلاف من اللقطاء والمومسات وتسبب انتشار الأمراض الجنسية، ومازالت فيتنام تعاني من آثار الانحطاط الأخلاقي للجيش الأمريكي وممارساته القذرة.

أما في العراق، فالصورة أبشع بكثير إذ أن الأمر يرتبط بكرامة الإنسان العراقي حيا أو مقتولا، فقد أنشأ شاب أمريكي (لا داعي لذكر اسمه) يبلغ من العمر 27 عاما ويقيم في ولاية فلوريدا الأمريكية موقعا جنسيا يشمل صورا عارية لمجندات أمريكيات يعملن في العراق وأيضا لصور زوجات وصديقات أمريكيين من مشجعي هذا الموقع بحسب مقال لـ "كرس ثومبسون" نشره موقع المعهد الدولي للسلام على الإنترنت في 25 سبتمبر 2005م، وقد وصلت رسائل لصاحب هذا الموقع من الجنود الأمريكيين في العراق يذكرون فيها أنهم لا يجدون وسيلة لتسديد رسوم الدخول إلى هذا الموقع، فأسعفته عبقريته المستمدة من الثقافة الأمريكية إلى ابتكار فكرة شيطانية لتمكين الجنود الشواذ من التمتع لرفع معنوياتهم عن طريق إحضار "قطعة صغيرة من الولايات لهم" بحسب تعبير أحد هؤلاء الجنود.

تتمثل الفكرة الشيطانية في التقاط الجنود الأمريكيين لصور قتلى ومصابين عراقيين ونشرها على الموقع الجنسي المذكور ليتسنى لهم دخوله مجانا، وقد شملت هذه الصور المصحوبة بتعليقات جنسية فاحشة حالات لنساء عراقيات كُشِفت عوراتهن وأعضاؤهن التناسلية أثناء القيام بإسعافهن في المستشفيات بعد تعرضهن لإصابات بليغة، وما يعمق الأسى في القلب ما ذكره الكاتب قيام هؤلاء الجنود بتصوير أعضاء امرأة عراقية مزق لغم أرضي ساقها اليمنى أثناء قيام الممرضات والطبيبات بإسعافها، وقد وضعت هذه الصورة على الموقع المذكور وكتب تحتها عبارة قذرة تشمئز منها النفوس السليمة.

ويذكر مصدر أمريكي أجرى مقابلة مع صاحب الموقع أن أكثر من 50 ألف جندي أمريكي من خارج الولايات يدخلون إلى هذا الموقع بعد إرسالهم لصور العراقيين بفضل تكنولوجيا الاتصالات والكاميرات الرقمية المتوفرة لدى الجنود الأمريكيين، ويدعي أحد الجنود الأمريكيين في العراق أن هذا الموقع قد رفع معنويات الجنود الأمريكيين، ويقول آخر أن صور العراقيين المنشورة في هذا الموقع هي عبرة لكل من يحاول أن يقاوم الاحتلال الأمريكي أو أن يقوم بعملية استشهادية، وقد ذكر المصدر أن تعبيرات تسيء إلى المعاني والمفاهيم الإسلامية وتستهزئ بالعرب والمسلمين والجهاد والمقاومة قد رافقت تلك الصور.

هذا ما يفعله الجنود الأمريكيون في المنطقة الخضراء، تعري وممارسات جنسية واغتصاب للعراقيين وتجارة في الأعضاء ونهب للأموال، وقد يكون هذا هو السر في عدم تواصل اعتراض هؤلاء الجنود ضد استمرار تواجدهم في العراق، فقد وجدوا ضالتهم في هذا الموقع الإباحي وفي تعري وفحش المجندات الأمريكيات المومسات، وهذا يؤكد افتراءات الإدارة الأمريكية وزيف المبررات التي ساقها بوش في خطابه لاحتلال العراق وأفغانستان وشن المزيد من الحروب على شعوبنا وأوطاننا باسم كرامتنا وحريتنا.

وهذا يؤكد لنا أن الانحطاط الأخلاقي للجيش الأمريكي وقادته العسكريين والسياسيين منوط بالتربية الأمريكية ونمط الحياة والثقافة الأمريكية، وهو مرتبط أيضا بالحقد على العرب والمسلمين الذين يرفضون الانصياع للإرادة الأمريكية الشريرة، وهذا يدل قطعيا أن الوعود التي يرددها بوش في كل مناسبة هي محض أكاذيب وافتراءات، ونحن لسنا في حاجة للأمريكيين ليمنّوا علينا بالحرية والحياة الكريمة، فنحن أحرار بتركهم التدخل في شؤوننا، وحياتنا كريمة بخروجهم من بلادنا، وأمورنا بخير لولا تسلطهم علينا ورعايتهم للأنظمة التي أذاقتنا الحسرة والعذاب، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ