إنهم
يعترفون بعمالتهم مع (c.i.a.)
علناً
مهداة
إلى المؤتمر القطري العاشر لحزب
البعث العربي الاشتراكي .
خالد
الأحمد*
تناقلت وكالات
الأنبـاء ومواقع الانترنت نبأ
نقل عن مسؤول سوري أن سوريا
أوقفت تنسيقها الاستخباراتي
والعسكري مع وكالة المخابرات
الأمريكية (. c.i.a) .
1 - ذكرني هذا النبأ
بأن المخابرات السورية زودت
المخابرات الأميركية (. c.i.a) بعشرات الملفات للمواطنين
السوريين الذين فـروا من جحيم
الموت والتعذيب في سوريا ،
والذين يطلق عليهم اليوم مصطلح
المنفيين الطوعيين ، هؤلاء
المساكين الذين فروا بدمائهم
وأعراضهم من الجحيم السوري ،
قدمت المخابرات السـورية
أسـماءهم للمخابرات الأمـريكية
(. c.i.a ) على أنهم ( إرهابيون ) ،
يتعاونون مع القاعدة ، وقد كشفت
هذه ال ( c.i.a.) سخافة هذا
الإدعـاء .
2 ـ وذكرني أيضاً
بهتاف ظل النظام السوري يجبر
أجيالنا الصاعدة على ترديده مدة
عقد من الزمن وخلاصته : [ الموت
للصهيونية والامبريالية
وعميلتهم عصابة الإخوان
المسلمين ] . وبعد عقد من الزمن
فقط تقدم المخابرات السورية
عشرات الآلاف من الملفات ،
لهولاء الذين تتهمهم أنهم عملاء
للامبريالية والصهيونية ،
تقدمها للمخابرات
الأمـريكية نفسها ،وتتهمهم هذه
المـرة أنهم من تنظيم ( القاعدة )
. ولاندري التهمة التي ستوجه لهم
بعد ذلك .
3- وذكرني بحوار مع
الأستاذ فريد الغادري ، الذي
يعلن صراحة أنه على تفاهم مع
الخارجية الأمريكية ، ولما عاب
عليه أحد أزلام النظام السوري
ذلك ، رد فريد الغادري وقال : نحن
نعلن أننا على صلة بالخارجية
الأمريكية . ولكن البعثيين على
صلة بال (. c.i.a) ، وبالتالي نحن
نتعامل سياسياً مع الخارجية
الأمريكية ، أما النظام السوري
فإنهم ( جواسيس ) يعملون لصالح (. c.i.a) على حد قول الأستاذ فريد
الغادري . وقد أكد النظام السوري
ذلك بهذا التصريح .
4 ـ وذكرني هذا
بأيام الشباب عندما كنت طالباً
في المرحلة الثانوية ( 62ـ 64) ،
حيث كانت بداية ثورة البعثيين
وانقضاضهم على السلطة في سوريا
، حيث صرنا نعد للمسؤول البعثي
إذا تحدث أمام الجماهير كم مرة
شتم الامبريالية ، فنرتب ولاءهم
لحزبهم بعدد مرات شتمه
للامبريالية ، ويستحيل أن يتحدث
أحدهم أمام الجماهير دون أن
يشتم الامبريالية عدة مرات .
الامبريالية التي كان نظامهم
منذ البداية ( جاسوساً ) لوكالة
المخابرات الأمريكية (. c.i.a)
.
5- أكد لي هذا
التصريح أن مبدأ سياسة [ غمز على
اليسار واذهب لليمين ]ٍ التي
اخترعها النظام السوري ، سياسة
حقيقية ، تجعلنا نفهم النظام
السوري جيداً ، وهو في كل
تصريحاته من أجل تحرير الجولان
، أو فلسطين ، أو الوحدة العربية
، أو الاشتراكية ، أو الحرية ...
دائماً يغمز على اليسار ويذهب
إلى اليمين . وإليك شـرح ذلك :
1. يوهم
شعبنا في سوريا أنه سيحرر
الجولان ، والجولان أكثر
المناطق المحتلة أمناً خلال
العقدين الماضيين ، وخلال
الانتفاضة الفلسطينية التي
تقودها حماس ( الجناح العسكري
لجماعة الإخوان المسلمين في
فلسطين ) . بل هو الذي أجرّ
الجولان لمدة ثلاثين سنة ،
مقابل تمكين الرئيس السابق في
الحكم ، ثم مددت مدة التأجير
خلال لقاء ( الأسد – كلينتون )
اللقاء المنفرد في جنيف ، مددت
مدة التأجير لقاء تثبيت حكم
سوريا لأولاده من بعده ، وقد
باشرت ( أولبرايت ) بنفسها تنصيب
الرئيس الأسد الحالي . وعلى ذكر
الجولان كنت في الخدمة العسكرية
عندما كان العدو الصهيوني يحفر
خندقاً حول الجولان ، تحطمت فيه
نصف قواتنا المهاجمة في حرب (1973)
، وخلال حفرهم أمام تل الفرس
تماماً كانت لنا دبابة قائدها
الرقيب ( ....) الحموي ، الذي فار
دمـه كما يقال وقال لي بطلقة
واحدة أدمر أحد ( البلدوزرين )
اللذين يحفران الخندق أمامنا في
النهار ونحن نلعب الورق في
الخيام ، وكنت مسؤولاً فنياً
فقط لاعلاقة لي بأمر القتال ،
وكانت مهمتي أن أتأكد أن دبابته
جاهزة للقتال فقط ، ولما عرض
الأمر على المسؤول التعبوي ووصل
إلى قائد الوحدة وهو ضابط كبير
وفعال ( ....) شتم ذلك الرقيب وهدده
بالمحكمة الميدانية إن هو فعل ،
ومما قاله : أرضهم يفعلون فيها
مايشاءون !!!؟؟؟
2. يهتف
بشعار الحرية ، وقد بنى سجوناً
في سوريا وأنفق عليها ( بمافيه
رواتب ومكافآت أزلام الآجهزة
الأمنية ) ؛
أكثر مما
أنفقه على مؤسسات التعليم
العام والجامعي ، حتى جعل الشعب
السوري مستعبداً ، وقد قال
الآستاذ رياض الترك يصف أثر ذلك
الحاكم في الشعب السوري عندما
قال : هذه العقود من الطغيان
حولت الشعب السوري إلى أصـم
أبكـم . لايسمع ولايرى ... فأي
حرية نادى بها هؤلاء !!؟
3. هتف
بشعار الاشتراكية ، ونهب مع
أزلامه وأقاربه ثروة سوريا ،
حتى أن رصيد ولده الأكبر في
سويسرا وحدها كان (23) مليار
دولار أمريكي ، ورصيد أخيه جميل
بعد موته في فرنسا وحدها كان ( 5)
مليارات دولار أمريكي ، أما
شقيقه رفعت فهو من كبار أغنياء
العالم ، يسافر في إحدى طائراته
الخاصة بين أقطار الدنيا ، وهو
أحد كبار المساهمين في شركة
مشروع نفق المانش العالمية .
وسبق لـه أن طبع الورقة (500) ليرة
سورية ، واشترى بها الذهب من
سوريا كلها ، وأخرجـه إلى رصيده
في البنوك الغربية ، فأدى ذلك
إلى انهيار العملة السورية من ( 4
) ليرات مقابل الدولار عام (1977)
إلى (55) ليرة مقابل الدولار
حالياً .
4. وهتف
للوحدة العربية ، وقتل من
الفلسطينين في لبنان اضعاف
ماقتل اليهود منهم في فلسطين ،
وزرع الأسافين بين فئات الشعب
السوري ، فضحك على كثير من
الطائفة العلوية وسخرهم لتحقيق
مصالحه ومصالح عشيرته وعصابته ،
وحرضهم على الطوائف الأخرى ،
حتى بات أحدكتابهم
يعرض عليّ
منذ شهور فقط ( الفيدرالية
السورية ) ، ويقول هي الحل
الأمثل للشعب السوري .
هذا كله وكثير مثله
لايفهم إلا على مبدأ [ غمز على
اليسار واذهب يمين ] . هكذا إذن
يعترف النظام السوري أنه على
صلة بالمخابرات الأمريكية ،
وأنه قطع الصلة الآن عندما لاحظ
أن أمريكا تريد أن تلفظـه ، لأنه
لم يعـد يحقق مصالحها في
المنطقة .
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|