ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المستهدف دور سوريا وليس نظامها

أحمد شاهين

أصدر مجلس الامن الدولي في 31 – 10 – 2005 قرارا بالاجماع يدعو سوريا للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية التي تعمل على كشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق ، رفيق الحريري ، وقد تقدمت بمشروع القرار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا . وتؤكد سوريا باستمرار أنها تعاونت مع المجتمع الدولي وأنها مستعدة للتعاون بما توفره امكانيتها .

 ومن بين نقاط التعاون التي تطالب بها الولايات المتحدة سوريا : منع تسلل المقاتلين الاسلاميين عبر حدودها الى العراق ؛ ولم تقنع الاجراءات السورية في هذا المجال حتى الآن الجانب الاميركي ، على الرغم من أن الادارة السورية تتعاون في كل المجالات التي تطلبها منها الادارة الاميركية في هذا الشأن بما في ذلك التحقيق مع متهمين بالانتماء الى تنظيمات اسلامية ، ومما صار معروفا في هذا المجال تعذيب أربع كنديين ، تطالب كندا بالتحقيق في ظروف اعتقالهم والتعذيب الذي تعرضوا له . ومن المشكوك فيه أن يكون موضوع تسهيل سوريا لرجال المقاومة الاسلامية هو موضوع الطلب الاميركي ، فالاميركيون والسوريون يعرفون أن المقاومة الراهنة في العراق هي مقاومة سنية ، والنظام في سوريا ، بتركيبته الطائفية لايمكن أن يدعم مقاومة سنية ، يعرف أنها قد تنعكس عليه سلبا ، فالعنصر المقاوم في العراق لايتشابه مع عنصر المقاومة اللبناني الذي دعمته سوريا ضد اسرائيل الذي كان يتقارب مع النظام السوري طائفيا . وكان لدى الرئيس السوري الراحل ، حافظ الاسد ، في السبعينات ، مشروعا  لتوحيد الطوائف الشيعية ، على تنوعها ، في تجمع واحد للتوازن مع التجمع السني ، وقد أوكل لأخيه جميل الاسد متابعة ذلك الموضوع ، وحدثنا ، في حينه ، عن جلسات الحوار الاولى بين ممثلين عن الطائفة العلوية والاسماعيلية والدرزية والاثني عشرية ، الاستاذ اسماعيل عدرة ، عضو المجلس الاسماعيلي الاعلى الذي كان مشاركا في الحوار ممثلا للطائفة الاسماعيلية .

واذا كان الامر كذلك فما هو المطلوب من سوريا ؟ لقد أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية ، كوندليزا رايس ، بعد صدور قرار مجلس الامن اياه " أن على الحكومة السورية أن تغير من سلوكها " . في أي مجال ؟

صار معروفا أن الادارة الاميركية تعمل على ترتيب أوضاع منطقة الشرق الاوسط بما يخدم استراتيجيتها الكونية . وتشكل سوريا في هذا المجال موقعا استراتيجيا في المجال الاقليمي المحيط بها . و ظهرت أهمية هذا الموقع الجيوسياسي في سبعينيات القرن الماضي ، فكانت سوريا كابحا للتيار الوطني اللبناني بدعمها للاتجاه اليميني اللبناني في العام 1976  ، ومقيدا للحركية الفلسطينية التي كانت مؤثرة في لبنان  ، وضاغطا على عراق صدام حسين بالوقوف الى جانب ايران في الحرب العراقية - الايرانية، ومحرجا لتركيا بدعمها لحزب العمال الكردي الذي يتزعمه عبدالله أوجلان ( تخلت عنه عندما اقتضت مصلحة السلطة السورية ذلك ، وتفاصيل القصة معروفة ) . ولأن ترتيب أوضاع المنطقة يتطلب تحديد الادوار في المجالات اياها المذكورة أعلاه ، والحدود التي تستطيع سوريا التحرك فيها في حدود موقعها الاستراتيجي ، يكون المطلوب من سوريا تقديم عرض مفصل للادارة الاميركية بما يمكن أن تقوم به عمليا . فعلى الصعيد الفلسطيني ، مثلا ، يجري الحديث عن اغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق ، في الوقت الذي يذهب قادة تلك المنظمات الى القاهرة للتفاوض مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، تحت مظلة النظام المصري ، للاتفاق على ترتيبات تتعلق بمسألة الحل على الجانب الفلسطيني – الاسرائيلي . لكن اذا انتقلنا الى الجانب الاهم اقليميا على الجانب الفلسطيني يبرز موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم ، أو في مناطق ، خارج فلسطين قد يتفق عليها أعضاء المجتمع الدولي الممثلين في لجنة اللاجئين التي تشكلت بعد مؤتمر مدريد للسلام ، وقد رفضت سوريا ، في حينه ، المشاركة في تلك اللجان الدولية  معطية الاولوية للحل الثنائي . والمطلوب الآن من سوريا تحديد موقف من هذا الموضوع ، واقرار المشاركة في البرنامج العملي الذي قد يوضع لحل هذا الاشكال الذي يحمل عنوان " حق العودة " ، بما يقطع الطريق على سوريا ، كسوريا ، من استعمال هذه الورقة لاحياء عمل قومي عربي شكلت القضية الفلسطينية فيه باستمرار رافعة له.

    في المجال العراقي ، ولان الوضع الاميركي فيه وضع احتلال ، فان امكانية تطور المقاومة العراقية من مقاومة سنية الى مقاومة وطنية أمر قائم ، وفي هذا الشأن تستطيع سوريا ، كسوريا ، تقديم الكثير لمثل هذه المقاومة خاصة اذا فشلت أميركا في ترتيب وضع ايراني يعيق امكانية تحرك شيعي عراقي وطني ، ولذا ، أيضا ، مطلوب من السلطة السورية التعاون مع الادارة الاميركية لمنع احتمال حدوث ذلك بالاستفادة من صفة النظام الشيعية ، وحدها الادنى كشف السياسة الايرانية في هذا المجال ، ومعارضتها اذا تعارضت مع التوجه الاميركي ، والعمل في اطار الشيعة العراقية لمنع تطور مقاومة داخلها للاحتلال الاميركي ، وفي هذا المجال يمكن لحزب الله اللبناي أن يلعب دورا مؤثرا ، خاصة مع التيار الصدري الذي ألمح الى امكانية الاتجاه الى المقاومة ، ورأى في حزب الله نموذجا له ، وتشبه مقتدى الصدر بالشيخ المقاوم حسن نصرالله ، زعيم حزب الله اللبناني الشيعي ، ولسوريا تأثير فعال على حزب الله ورجاله .

وفي المجال التقليدي للسياسة السورية الذي تطلق عليه السلطة السورية ومنظروها وصف " الدور القومي " لسوريا ، فقد " ابتزت " السلطة السورية دول الخليج والمملكة السعودية لعقود ، وفرضت عليها تقديم العون المادي لها تحت عنوان " دعم الصمود والتصدي " ، أما العنوان الفعلي فكان خوف تلك الدول من تحريض السلطة السورية ضد تلك الدول وكشف وجود قواعد أميركية سرية فيها . أما وقد أصبح الوجود الاميركي في منطقة الخليج علنيا ، وبقرار عربي صدر عن قمة دول الجامعة العربية في العام 1990 ، بعد احتلال العراق للكويت ، فلم تعد تلك الورقة قابلة للتشغيل ، حيث شاركت السلطة السورية في القرار ، وأرسلت قوات عسكرية للحرب على العراق على خلاف خطابها القومي ، وتغطت بشعار " تحرير الكويت " هربا من " الحرب على العراق " ؛ كما أن " الصمود والتصدي " أصبح ملفا مغلقا بعد دخول السلطة السورية في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل ، وقبولها ، في الورقة السورية التي قدمت في تلك المفاوضات في العام 1993 ، بوجود قوات أميركية في الجولان بعد " استرجاعه " كقوات فصل ، وهو أيضا عنوان للتعمية على وجود قاعدة عسكرية أميركية في سوريا .

السلطة السورية مازالت تتعامل مع نفسها ومع العالم وفق الخطاب السياسي لمرحلة الحرب الباردة ، حيث كانت ازدواجية الخطاب مسموحا بها ، وهو مايمكن اطلاق وصف " الانفصام السياسي " عليه ، والذي وصف ، في حينه " أشعل اليسار وانعطف نحو اليمين " ذلك الخطاب الذي كان غرضه تضليليا للمواطن الذي كان يخاطب بشعارات وطنية أو اجتماعية لايلمس منها في الوقع شيئا ؛ ولم يعد الآن مسموحا الاستمرار في توظيف مثل ذلك الخطاب ، فمبدأ " الشراكة " الذي تعتمده الادارة الاميركية بعد أن انفردت بادارة شؤون العالم يقتضي من الشركاء أن يكون شركاء فعلا ، في الحدود التي يقررها لهم " الأخ الاكبر " ، ويدخل مطلب " الدمقرطة " الذي تطالب به الادارة الاميركية دولا مثل سوريا في اطار اشراك المواطنين ( على الطريقة المصرية ) في شراكة حكوماتهم السياسية مع المشروع الاميركي ( نذكر برسالة ادارة بوش الاب الى القمة العربية التي عقدت في بغداد في العام 1990 التي طالبت الحكام العرب بعدم ذكر أميركا بسوء ، ونشر نصها النظام العراقي في اطار التجاذب والتنافر الذي حصل في تلك القمة . راجع في هذا الخصوص تقريرنا عن تلك القمة في :  شؤون فلسطينية ، العدد 207 ، مركز الابحاث – م . ت . ف ، نيكوسيا ، حزيران / يونيو 1990 ، ص 102 – 109 ) ، بمعنى أن على السلطة السورية أن تخاطب مواطنيها بما يؤهلهم لقبول المشروع الاميركي للمنطقة و" اقناعهم " به، وانهاء " الانفصام السياسي " الذي طبع سياسة السلطة السورية التي ورثها الاسد الابن عن أبيه . 

حين دخلت القوات السورية لبنان في العام 1976 ، تناقلت أوساط اعلامية اسرائلية وجود " اتفاق جنتلمان " بين سوريا واسرائيل ، رعته الادارة الاميركية ، يقضي بوصول القوات السورية الى الحدود اللبنانية – الاسرائيلية لمنع المقاومة الفلسطينية من النشاط ضد اسرائيل عبر تلك الحدود ، لكن شمعون بيرس ، وزير الدفاع في حكومة رابين آنذاك ، اعترض على وصول القوات السورية الى الحدود ، معللا ذلك بالقول : من يضمن سوريا اذا أزيح الاسد عن السلطة ، وعلى ذلك توقف تقدم القوات السورية جنوبا في لبنات على نهر الليطاني ( نشرنا نص ذلك الاتفاق في نشرة رصد اذاعة اسرائيل التي كان يصدرها يوميا مركز الابحاث حين كان مقره في بيروت ) . والادارة الاميركية الآن ، في ضغوطها على السلطة السورية ، تريد ضمان دور سوريا في خدمتها ، وعلى السلطة السورية التي هي في جيبها أن تعمل دون مواربة لتحقيق ذلك ، فظروف ممارسة السلطة لم تعد تلك التي ورث فيها بشار الاسد السلطة عن أبيه ، ولن يسمح له بتطبيق الدروس التي علمها له أبوه  ، فذاك زمن وهذا زمن آخر .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ