فليسقط
النظام ... وليسلم الوطن
د.منير
غضبان*
لقد مضى ذلك العهد الذي قيل فيه :
فليبق النظام .. ولو سقط البلد ،
فعندما احتلت القنيطرة عام 1967كان
التعليق الرسمي : لقد انتصرنا .
صحيح ، لقد احتل الجولان . لكن
الهدف عند العدو الإسرائيلي هو
إسقاط النظام البعثي القومي
الاشتراكي . وحيث لم يتحقق الهدف
بسقوطه فضياع الأراضي
واحتلالها يعود. لكن لو سقط
النظام . فمن الذي سيحمي البلد.
وبقي الخط الذي بسير فيه الدولة
منذ الحركة التصحيحية عام 1970
إلى الحركة القبوربة عام 2000 م هو
انصهار النظام بالوطن . وأصبح
اسم سورية هو : سورية الأسد ،
والشعار: الأسد إلى الأبد.
ومن أجل إثبات صحة هذه النظرية .
كان اختيار بشار الأسد ابن حافظ
الأسد رئيسا للجمهورية لتبقى
النظرية مستمرة . فما عدا الأسد
هو الشعب . والملايين الذين
امتدوا من
خمسة عشر مليون مواطن إلى 20
مليون مواطن . هم أرقام في
السجلات المدنية السورية .
فالشعب كله هو الرئيس . وإن شئت
فقل : لدينا عشرين مليون حافظ
أسد.
وجاء عهد بشار الذي تجاوز عامه
الخامس وهييء إلينا أن النظرية
قد تغيرت . حين قام ربيع دمشق . ثم
ظهر أن الأمر لا يعدو السراب .
وذلك عندما خرجت المظاهرات
العفوية الأخيرة بمئات الألوف
بعد ست سنوات تطوف دمشق وحلب
معلنة :
بالروح بالدم نفديك يا بشار
الله ، سورية ، بشار ، وبس
فبشار هو النظام ، وسعد بشار بدلك
، فهو نائب الإله في سورية .
وبحت حناجر الهتافين من الجماهير
بهذا الهتاف الصاخب .
فقد اختصرت الأمة في شخص واحد
وانتهى الأمر
لقد بقينا في أوحال حكم الفرد
وحكم العائلة . فحكامنا اليوم
بشار الأسد ، وماهر الأسد ،
وبشرى الأسد ممثلة في زوجها آصف
شوكت . وهم الذين اختاروا قيادة
الحزب . وهم الذين انهوا غازي
كنعان . حين فكر أن ينازع هذا
الثلاثي سلطته.
وهم الذين قرروا الاستمرار في
حكم لبنان على هواهم ، بغير
إرداة الشعب اللبناني . غير
آبهين بكل القوى العالمية
المعارضة لهذا القرار . فسورية
ولبنان لهم .. رضي الشعب أم رفض
وقال بشار الحاكم بأمره بعد أن
قرر التمديد للحود . لرئيس
الوزراء اللبناني الحريري
سأكسر لبنان على رأسك ورأس كمال
جنبلاط . وبالضبط كما في تقرير
ملس ( والكثير من الشهود
اللبنانين بمن فيهم الوزيران
مروان حمادة وغازي العريضي .
والزعيم وليد جنبلاط ، ونجل
الحريري سعد ، قالوا: إن الرئيس
الحريري قال لهم : إن الرئيس
الأسد أعلمه بقراره تمديد ولاية
الرئيس لحود )وفي شهادة جبران
توبني في 5حزيران 2005 ( قال لي
الرئيس الحريري : إن الرئيس
الأسد هدده مباشرة . وقال له : إن
التصويت ضد التمديد سيعتبر بأنه
موجه ضد لبنان ، ووفقا للحريري
قال الرئيس الأسد أنه في هذه
الحالة فإن السوريين سيفجرونه
هو وأيا من أعضاء أسرته مؤكدا
بأنهم لن يجدوا الهدوء في أي
مكان في العالم )
هذا هو رأس النظام الذي يحكم
سورية اليوم ، ونفد الأسد وعده ،
وفجر الحريري ومعه اثنان وعشرون
من مرافقيه . مع أنه صوت للتمديد
ووقع عليه .
رأس النظام هذا الذي رفض نقاش
الأمر مع المسؤولين اللبنانيين
، ورفض اللقاء معهم ما لم يقولوا
ابتداء نعم . ألم يكن غورو أرحم
منه في إنذاره الذي وجهه
للحكومة السورية فلم يهددها
بتفجير فيصل ملك سورية مالم يقل
نعم للاحتلال
هذه السياسة العتيدة . وهذا
الإصرار على التمديد للحود . هو
الذي جمع دول العالم ممثلة
بمجلس الأمن لاستصدار القرار 1595
الذي يطالب بخروج سورية من
لبنان ، ونفذ النظام السوري
الأمر صاغرا أمام إرادة الشعب
اللبناني والمجتمع الدولي .
هذه البطولة التي جمعت العالم
على حربه ، هل نحن حريصون عليه
وعلى بقائه لحظة في السلطة؟
وليت الأمر وقف عند هذا الحد .
فقد كان القرار الخاطئ . اغتيال
الرئيس الحريري ، وكما ذكر قرار
مجلس الأمن بالضبط ( إن ثمة
مرجحا للاعتقاد بأن قرار اغتيال
رئيس الوزراء السابق رفيق
الحريري ماكان له أن يتخذ دون
موافقة مسؤولين أمنيين سوريين ،
رفيعي المستوى وإذ يضع في
اعتباره ما خلصت إليه اللجنة من
أنه بينما تعاونت السلطة
السورية بدرجة محدودة مع اللجنة
بعد أن كانت قد ترددت في البدء .
فإن عدة مسؤولين سوريين حاولوا
تضليل التحقيق بإعطاء بيانات
مغلوطة أو غير دقيقة.. واقتناعا
منه بأنه ليس من المقبول من حيث
المبدأ أن يفلت أحد في أي مكان
من تحمل المسؤولية عن عمل
إرهابي لأي سبب كان بما في ذلك
نتيجة قيامه بعرقلة التحقيق أو
عدم تعاونه الصادق معه . وإذ
يقرر أن هذا العمل الإرهابي
والآثار المترتبة عليه تشكل
تهديدا للسلام والأمن الدوليين
. وإذ يتصرف بموجب الفصل السابع
من ميثاق الأمم المتحدة . أولا :
يرحب بتقرير اللجنة ، ثانيا
يحيط علما مع بالغ القلق
بالاستنتاج الذي خلصت إليه
اللجنة ومفاده أن هناك التقاء
في الأدلة يشير إلى ضلوع
مسؤولين لبنانين وسوريين على
السواء في هذا العمل الإرهابي .
ثالثا : يقرر كخطوة لمساعدة
التحقيق ودون المساس بالحكم
القضائي الذي سيصدر في نهاية
المطاف بذنب أو براء ة أي شخص
مما يلي :
أن يخضع جميع الأفراد الذين حددت
اللجنة أو الحكومة اللبنانية
أسماءهم باعتبارهم أشخاصا
مشتبها في اشتراكهم في التخطيط
لهذا العمل الإرهابي أو تمويله
أو تنظيمه أو تنفيذه أو ارتكابه
بالتدابير التالية ... )
فالمتهم الوحيد إذن بناء على
التقرير مسؤلون
أمنيون أو سياسيون سوريون
وأتباعهم من المسؤلين الأمنيين
والسياسيين اللبنانيين ويقرر (
أن استمرار سورية في عدم
التعاون مع التحقيق سيشكل
انتهاكا خطيرا لالتزاماتها ..
وأنه يصل أيضا إلى حد كونه
انتهاكا خطيرا لالتزامها
باحترام سيادة لبنان واستقلاله
السياسي )
ما هو ذنب عشرين مليون مواطن سوري
بجريمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل
. لتتعرض حياتهم إلى خطر ووطنهم
إلى احتلال . لمعاقبة نظام متهم
من أكبر مسؤوليه بالجريمة .
ومن جهة أخرى ما ذا قدم هذا
النظام لشعبنا من أمجاد حتى
يحزن عليه ، وما ذا حقق له من
آمال ؟ أليس هذا النظام هو الذي
ذبح شعبه في الداخل ؟ فجعل ثلثه
يئن من البطالة ، وجعل ثلثيه
يئنان من الجوع والفاقة ؟؟
أليست الجولان الأرض المحتلة من
إسرائيل لا تزال ترسخ تحت نير
هذا الاحتلال ، والنظام صامت
صمت القبور مدة ثلاثين عاما
ونيف . ينتظر أن تتصدق إسرائيل
بها عليه ، دون أن يطلق طلقة
رصاص واحدة من أجله في وطنه ؟؟
فعلام نحزن لو سقط هذا النظام ؟؟
إنه لو يغادرنا الآن ، ويحل محله
نظام شعبي ديمقراطي من خلال
مجلس نيابي حر ، وحكومة منتخبة
نزيهة . فسيرفع الخطر عن
الوطن . فالشعب وممثلوه لا دخل
لهم أبدا في الماضي الموغل في
الإجرام . ولا مانع عنده من
تقديم رجالات العهد البائد كلهم
وعلى رأسهم القيادات الأمنية
التي أذاقت شعبنا الذل والموت .
منذ عقود خلت
وبذلك يتم إنقاذ الوطن والحفاظ
على حريته ، والحفاظ على
استقلاله وسلامة أراضيه لكن هل
يفعل النظام هذا ويستقيل . ويحفظ
الأمان للأمة والوطن ؟
لا وألف مرة لا . وهذا دليلنا
الصارخ على ذلك
فهذه مقابلة رأس النظام بشار مع
الصحيفة (دي تسايت ) في 21 /10/2005 أي
قبل تقديم تقرير ميلس بأيام .
- يا سيدي الرئيس ، هل أنت متأكد
من براءة سورية ؟
-نحن بريئون مائة في المائة ، ولا
نريد إطلاقا هذه الجريمة . هذا
بالإضافة إلى أن ما يحدث في
لبنان ليس من مصلحة سوريا بل هو
يضر بمصلحتها . نحن نتعاون بشكل
كامل وشامل مع لجنة التحقيق
التابعة للأمم المتحدة .
وبالمناسبة فإن هذه اللجنة لا
تملك أي إدانة لسوريا ، لا يوجد
أي دليل على ضلوع سوريا بهذه
القضية .
-سورية حاليا في قفص الاتهام ،
وتعتبرها الولايات المتحدة من
الدول المارقة ، وتمارس عليها
ضغوطا قوية كيف ستواجهون هذا
الموقف ؟
-الخلاف مع الولايات المتحدة لا
يقلقني كثيرا ، إن قضايا الشرق
الأوسط والعالم وهذه الفوضى
المنوعة من الأخطار تقلقني أكثر
-ألا يمكن لسوريا أن تفقد
استقرارها في حالة تعرضها إلى
سلسلة تفجيرات كتلك التي تقع في
لبنان . وهل تصمد الحكومة أمام
تظاهرات عفوية مستاءة من وضعها
الاقتصادي كتلك التي تشهدها
بيروت ؟
-إن الشعب السوري منذ خمسين سنة
تحت تهديد الحروب والنزاعات )
فالوضع إذا طبيعي ، ولا خوف على
الشعب ولا على الوطن وسورية
بريئة مائة في المائة والتعاون
كامل وشامل مع اللجنة الدولية .
وغير ذلك كلام أعداء . إنه
كالنعامة التي تدس رأسها في
التراب وتحسب بذلك أنه لن
يراها أحد .
وطننا في خطر ، وكلنا فداء هذا
الوطن . والنظام وتصرفاته
الرعناء هو سبب هذا الخطر
فليرحل عنا ونحن له من الشاكرين
.
لقد استلم شعبنا زمام المبادرة
وكانت وثيقة إعلان دمشق إيذانا
بوحدة كلمة شعبنا في الخيار
الديمقراطي ، واختيار التغير
الجذري الشامل .
إن دعوة
المناضل الأستاذ رياض الترك
لاستقالة الأسد وتحديد برنامج
للإنقاذ في خطوطه العريضة .
جميعنا نحن معه . وندعمه ونؤيده .
لكننا نعتقد أن نقطة البدء لن
تقع ، ولن يستقيل الأسد. وهاقد
سمعنا كيف يفكر . فهو جزء
من منظومة الفساد الكبرى ,
وعلى رأسها ومن أعمدتها . ولا حل
إلا أن يتقدم جيشنا الباسل
لاستلام زمام المبادرة ، وإسقاط
النظام لحفظ بلدنا وأمتنا من
الخطر . ويدعو القوى السياسية
الفاعلة كلها لتشكيل حكومة
مؤقتة لمرحلة مؤقتة تنتهي
بانتخابات تشريعية نزيهة . تضع
مصير البلد بيد الشعب . ويختار
الشعب ممثليه وحكومته. وليُسلّم
كل المتورطين في الجريمة
والمشتبه بهم إلى التحقيق .
وتنقذ البلاد والعباد من طغمة
الشر والفساد .
وليمض النظام إلى الجحيم ،
وليسلم الوطن والمواطنون ( فأما
الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض ) (والله
غالب على أمره ولكن أكثر الناس
لا يعلمون )
*باحث
إسلامي سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|