ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يهتم الأشقاء العرب

بسورية الشعب؟

محمد فاروق طيفور*

الإعلام العربي اليوم مشغول في الدفاع عن سورية، والجميع مهتم كل الاهتمام بالقطر الشقيق، والجميع أيضا مغتم بأن يصيب سورية ما أصاب العراق من البلاء.

والشعب السوري -كما كل الشعوب العربية- مهتم ومغتم بل حتى وفزع من الذي يبيت لسورية، لأنه المستهدف الأول بهذا البلاء, والشعب السوري فرح أيما فرح بتنادي الأشقاء العرب - أفرادا وهيئات ومؤسسات وأحزاب على اختلاف انتماءاتها وتشكيلاتها -  للدفاع عنه والتصدي لأعدائه.

لكن الذي لا يستطيع فهمه الشعب السوري اليوم أن تتحول هذه المشاعر الطيبة والنبيلة من الدفاع عن سورية الوطن والشعب إلى الدفاع عن سورية النظام . إن هذه المغالطة التي وقع فيها أكثر المدافعين عن سورية الوطن، وسورية الشعب، إلى الاصطفاف في ركب النظام السوري تأييدا ودعما، والتحدث عن وطنية هذا النظام وقوميته ونبل غاياته، أن كل هذا يشكل جرحا غائرا في جسد الشعب السوري الذي عانى الأمرّين طيلة أربعة عقود مضت من ويلات ومرارات وتنكيلات هذا النظام.

يؤسفني ويؤسف كل مواطن سوري أن يرى أكثر إخوانه العرب وقد وقعوا بهذه المغالطة، التي خطط لها النظام السوري، بحيث اختزل الدفاع عن سورية الوطن وسورية الشعب بالدفاع عن سورية النظام.

إنني كمواطن سوري يؤلمني ما أشاهد من اندفاعات مثقفينا الأشقاء العرب في كيل المديح والثناء للنظام السوري، والجميع يعرف حق المعرفة بأن هذا النظام وطيلة أربعة عقود كان نظام استبداد وقمع وفساد، نظام الحزب الواحد، ونظام الفرد الواحد، ونظاما قائما على سلطة (الأجهزة الأمنية) التي مارست ولا زالت بحق شعبنا السوري كل ألوان القهر والإذلال والاضطهاد، إنه نظام بني منذ اليوم الأول على الانقلاب والمؤامرة والكيد والمكر واستئصال الآخر ، كل الآخر لمجرد أنه معارض، حتى ولو كان الآخر من نفس الحزب أو من نفس الطائفة ، إنه نظام الجريمة المنظمة والتي انفرد بها دون الأنظمة الأخرى باستئصال كل المعارضين وملاحقتهم أينما كانوا وحيثما ارتحلوا، لا أريد في هذه العجالة أن أذكّر بقوائم لا حصر لها ممن استهدفهم النظام، كما أنني لا أريد أن أذكّر بالمجازر الجماعية التي مرت على شعبنا السوري في طول البلاد وعرضها وأفظعها مجزرة حماه، حتى السجون لم تسلم من هذه المجازر الجماعية، أكثر من سبعة عشر ألفا من المعتقلين السياسيين قضوا في سجون النظام، كما أنني لا أريد أن أذكّر بالمجازر والاغتيالات على أرض لبنان الشقيق فالجميع يعرف ذلك.

إنني كمواطن سوري يؤلمني أن يتجاوز الأشقاء العرب كل هذا الماضي الحافل بالإجرام للنظام ليقفوا مدافعين اليوم عنه، زاعمين بأنهم إنما يدافعون عن سورية الوطن والشعب وبأنهم لا يستطيعون التفريق بينهما، مع أن الأمر جد سهل لو أرادوا ذلك.

أضعف الإيمان أن يطالب أشقاؤنا العرب النظام بترتيب بيته الداخلي قبل أن يتصدى للتحديات الخارجية، وأضعف الإيمان أن يطالب أشقاؤنا العرب النظام بتحقيق القضايا الإنسانية وحقوق المواطنة وإزالة القوانين الاستثنائية التي يعاني منها الشعب السوري.

بربكم أيها الاخوة الأشقاء ماذا يضير النظام السوري أمام هذه التحديات أن يصدر عفوا عاما عن المعتقلين في السجون السورية وهم بالآلاف.

بربكم أيها الاخوة الأشقاء ماذا يضير النظام السوري أن يصدر عفوا عاما عن عشرات بل مئات الآلاف من المهجرين السوريين والموزعين في أنحاء الأرض.

بربكم أيها الأشقاء ماذا يضير النظام لو ألغى القوانين الاستثنائية وقانون الطوارئ والقانون (49) سيئ الصيت.

بربكم أيها الأشقاء ماذا يضير النظام لو تجاوز من الدستور – حزب البعث القائد للدولة والمجتمع – ونادى كافة المواطنين لمؤتمر وطني جامع وموحد لكل أبناء الوطن أمام هذه التحديات.

بربكم أيها الأشقاء العرب ألا يكون ذلك أفضل لسورية الوطن وسورية الشعب في مواجهة التحديات القائمة.

أيها الإخوة الأشقاء العرب أردت مجرد تذكيركم بأن هناك فرق كبير بين سورية الشعب والوطن وبين سورية النظام. فهل يدرك إخواننا العرب المدافعون عن سورية النظام أن عليهم مسؤولية كبيرة بنصح بل بإلزام النظام بترتيب بيته الداخلي وتحقيق قضاياه الوطنية والإنسانية كشرط أساس لوقوف الأشقاء إلى جانبه..؟

أمر آخر أريد أن يلتفت إليه الأشقاء المدافعين عن سورية النظام ، هل تحسّب هؤلاء الأشقاء من إمكانية أن يكون النظام السوري ضالع في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ، وعندها ماذا سيقولون..؟ إن الذي يعرف سيطرة الأجهزة الأمنية السورية وسطوتها في سورية ولبنان يدرك مباشرة بأن جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تتم خارج علمه وإرادته كما ويدرك بأن النظام يملك سجلا حافلا طيلة حكمه بمثيلات لها.

نصيحة أخيرة للأشقاء العرب المدافعين عن سورية النظام وأخص الإسلاميين منهم أن الوقوف إلى جانب الشعوب والأوطان يخرج صاحبه من بؤرة النفاق إلى بؤرة الإيمان فهل يتعظ أشقاء الإيمان؟

*مواطن سوري – مبعد عن الوطن

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ