أبطال
رياضة ركوب الأمواج
أمير
أوغلو / الدانمارك
Amirs05@hotmail.com
رياضة ركوب الأمواج
(سيرفنغ) تختلف في سوريا عنها
على شواطئ كالفورنيا أو هاواي
أوغيرها من االشواطئ التي تشتهر
بهذه الرياضة الممتعة. ركوب
الأمواج في سوريا رياضة ثقافية
وسياسية بحتة يمارسها
المتسلطون وأصحاب السوابق
السياسية والمسؤولون الكبار في
الدولة والبعثيون المنظرون
وأبطال القمع والتعذيب في
السنوات الثلاثين الماضية خاصة
ممن عاصروا الوالد وولده.
هذه الرياضة لا
تحتاج في سوريا إلى معدات
وأدوات وألبسة خاصة فهي رخيصة
جدا, كل ما تحتاجه هو منبر
إعلامي على الشبكة أو في جريدة
واسعة الإنتشار في العالم
العربي أو على إحدى الفضائيات,
وقلم رصاص تكتب به مقالات
اليوم، وممحاة تمحو بها ما
كتبته بالأمس, وذاكرة مثقوبة,
تمر منها الجرائم الشخصية في حق
الناس والمجتمع والأمة, وتمر
منها أيضا كل التنظيرات الحزبية
السابقة, وكل القوانين القمعية,
وكل الحسابات البنكية السرية
وغير السرية، وتبقى فيها
النظريات الإجتماعية الحديثة
والتهديدات الخارجية,
والتعليمات الأمريكية الحديثة
حول الديمقراطية والحرية وحقوق
الإنسان.
السوريون في
الحقيقة أبطال العالم في هذه
الرياضة ففي مسابقة الرجال أو
أشباه الرجال فاز بالبطولة التي
أجريت في هذا العام نائب رئيس
الجمهورية السيد عبد الحليم
خدام، ونائب الرئيس السابق
المبعد حاليا عن سوريا السيد
رفعت الأسد،. أما في مسابقة
السيدات فقد فازت السيدة بثينة
شعبان وزيرة المغتربين
واللاجئين السياسين باللقب بلا
منازع.
السيد خدام حصل على
اللقب نتيجة المحاضرة التي
ألقاها في يوم 6-12-2004 في جامعة
قطر، والتي قال فيها بالحرف
الواحد: "النظام السياسي
العربي لم يعط الشعوب حقها في
صنع مستقبلها مما أوجد حالة
تعسف في السلطة ضد أفراد
وجماعات" وقال أيضا: "إن
النظام السياسي العربي لم يتأسس
على أساس ثقافة ديموقراطية
وبالتالي لا تدرك معظم الحكومات
العربية التي لم تتعامل مع
الديموقراطية ما هي أهمية
مشاركة الناس". "وأشار فيها
أيضا إلى أسباب ونتائج الوضع
العربي الراهن لافتاً الى عدد
من العوامل الداخلية بينها
الفساد ومناهج التعليم وطبيعة
النظام السياسي وزيادة حالة
التفسخ والخوف الموروث لدى
المواطن العربي من الحاكم ومن
الآخر, والجمود في الفكر والعقل
ونمو حالة انهزامية في العقل
العربي وضعف قضية التنمية
وانتشار الفقر والبطالة" .
هذه المحاضرة
الرائعة والتي نقلنا لكم بعض
أفكارها وكتاب عن نفس الموضوع,
سمعنا أن السيد خدام كتبه
ولكننا لم نطلع عليه- وربما صحا
ضميره الميت أو داهمته موجة من
الحياء الموجود عادة عند بني
آدم فتوقف أو تراجع عن طبعه- هذه
المحاضرة والكتاب كانا هما
السبب الرئيسي في حصول السيد
خدام على لقب بطل ركوب الأمواج
في العالم.
من ذاكرة السيد
خدام المثقوبة تسرب كونه بعثيا
قحا وقائدا من قواد الدولة تقلب
في كل المناصب منذ أربعين سنة
إلى الآن وهو أحد المسؤولين
الرئيسيين عن كل ما عانى منه
الشعب السوري في الحقبة السابقة
وهو أول من سيقدم لمحاكمة شعبية
وطنية لو استطاع الشعب السوري
أن يحصل على حريته قريبا، ومن
ذاكرته تسربت أخبار فساد أولاده
وأخبار الشركات العالمية التي
صار يمتلكها معهم تحت مختلف
الأسماء، وتسرب من ذاكرته بطشه
الشخصي بأصحاب ربيع دمشق
وممانعته لتعديل الفقرة 8 من
الدستور التي تنص على أن حزب
البعث هو الحزب الأوحد الحاكم
في سوريا ومنعت تشكيل الأحزاب
الآخرى.
السيد رفعت الأسد
شقيق المرحوم وعم السيد الرئيس
الحالي حصل على المرتبة الثانية
بعد مطالبته الملحة بإجراء
إنتخابات حرة في سوريا ونشر
الديمقراطية وإغلاق سجن تدمر
وطمس كل معالم الجرائم التي
ارتكبها المعارضون المسجونون
فيه بحق الدولة، وإصدار عفو عام
عن كل القتلى الذين قضوا نحبهم
تحت التعذيب في ذلك السجن
الشهير.
السيد رفعت الأسد
أعلن أنه سيعود إلى سوريا
ليشارك في التغيير الديمقراطي
المتوقع ودعا إلى ضمان حرية
الرأي والسماح بتشكيل الأحزاب
وإلى انتخابات حرة عامة وطالب
بمكافحة الفساد وحماية حقوق
الإنسان.... إلخ من الكلام الذي
لا نسمعه عادة إلا من أقطاب
الديمقراطية والحرية في العالم.
من ذاكرة السيد
رفعت المثقوبة تسربت قيادته
لسرايا الدفاع الشهيرة وجرائمه
ضد الشعب السوري وسرقة أموال
سوريا كلها بسرقة ذهبها
الإحتياطي، وقتل الآلاف في
المجازر الجماعية وخطابه
الشهير أمام القيادة القطرية
حول إفناء المعارضين السوريين
حتى لو كانوا ثلثي الشعب في سبيل
أن تبقى الثورة.
من ذاكرة السيد
رفعت المثقوبة، تسربت قصص القمع
الإعلامي والسياسي والإقتصادي
التي كان يمارسها يوم كان قائدا
لسرايا الدفاع التي كان ذكر
اسمها يثير الرعب في قلوب
السوريين ويذكرهم بأعتى
المافيات إجراما في التاريخ،
سرايا الدفاع التي نهبت كل ما
وصلت إليه يدها من قوت الشعب
السوري المسكين الذي لم يبق له
في هذه الدنيا من يذكره بالحرية
والعدالة والديمقراطية سوى
رفعت الأسد.
السيدة بثينة
شعبان, والملقبة في سوريا
بشعبولا لأن هناك شبهاً كبيراً
في أدائها الإعلامي مع الأداء
الإعلامي للسيد شعبان عبد
الرحيم المغني المصري المشهور,
هذه السيدة المتخصصة بالكتابة
على صفحات الشبكة وعلى جرائد
العرب المختلفة والتي تعمل في
أوقات فراغها وزيرة لثمانية
عشرة مليون مغترب سوري! حازت على
اللقب عن أدائها المتميز في
مقالاتها الديماغوجية والتي
تتميز بانفصام الشخصية الحاد
الذي تعاني منه، فهي أمام غير
السوريين تمثل قمة الديمقراطية
والحرية والإنفتاح وتدافع عن
حقوق أهل ألسكا وزيمبابوي
وتمباكتو وكل الجزر المجهولة في
العالم ولكنها عندما يصل الكلام
إلى سوريا لا تشم إلا نسائم
الديمقراطية التي يستنشقها
السوريون في أقبية المخابرات،
ولا تسمع إلا كلام القائد
الأوحد الذي لم يخلق مثله في
البلاد، ولا ترى إلا صورة
الرئيس الأب الذي كان يأكل
أولاده في الليل عندما يجوع.
من ذاكرة السيدة
شعبولا تسربت ذكريات ترجمات
مقابلات الرئيس السابق والتي
كانت تقوم بها بنفسها, وما فيها
من جرائم في حق هذا الشعب وما
فيها من اتفاقيات سرية وغير
سرية وما فيها من تنازلات سرية
وغير سرية وما كان يحصل في البلد
على جميع المستويات, وتسربت
المقالات التي كانت تبرر فيها
ما يحصل من جرائم في
حق الإنسانية والشعب
والبلاد، وتسربت أخبار الفساد
والرشوة وتدمير المجتمع التي
كانت تعرض على الرئيس فيشجعها
ويمتدحها في سبيل بقائه مسيطرا
على الأوضاع .
من ذاكرة السيدة
شعبولا تسربت حكايات سجن تدمر
وحماة وجسر الشغور وكل جرائم
حزب البعث والعائلة الحاكمة بحق
الشعب السوري وتسربت أخبار
الفساد والسرقة والرشاوى
والمحسوبيات، وتسربت قصص
الدمار الإقتصادي والإجتماعي
الذي ألحقه الحزب الحاكم بهذه
الدولة المنكوبة، وتسربت قصص
عذابات المغتربين أو المهجرين
قسرا والذين تسميهم الوزيرة
مجموعة من المجرمين الخارجين عن
القانون، هؤلاء المغتربين
الذين صاروا فجأة مهمين للدولة
وللسيدة الوزيرة عندما نضب معين
السرقات في البلد وافتقر أهلها
كلهم فتذكرت الوزيرة ورئيسها
الملهم أن المغتربين يملكون
أموالا كثيرة وبالقطع الأجنبي
مما سيؤمن لها وله ولشلة النصب
والإحتيال والسرقات موارد
جديدة تحت اسم إستثمار
المغتربين في بلدهم الذي لم
ينسهم أبدا ..... سوريا.
المشكلة الوحيدة
التي تعترض أبطال ركوب الأمواج
هؤلاء وغيرهم أن ذاكرة الشعب
السوري ليست مثقوبة كذاكرتهم
وأن هذا الشعب الذي اضطهد وعذب
وشرد وصبر يعرف تماما من كان
مسؤولا عن كل هذه المعاناة التي
مر بها خلال أربعين سنة من حكم
البعث ومن حكم عائلة الأسد
وسيأتي اليوم الذي ستتغير فيه
قواعد اللعبة وسيصبح البطل
الحالي خائنا يحاكم أمام الشعب
بحسب الدستور السوري الحقيقي لا
بحسب قانون الطوارئ.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|