ـ

ـ

ـ

الخميس 10/11/2005

استقالة بشار بين المزاح والجد

ابن البلد

في قنبلة يدوية الصنع قذفها القائد الوطني رياض الترك على قصر الرئاسة، تلخبطت الدنيا ولم يعد أحد يعرف أين يضع قدميه. ولأول مرة شعرت بأنني مواطن من الدرجة الممتازة، لأنني غير معروف أو معترف علي، لذلك لا أحد يسألني رأيي. كذلك شعر عدد كبير من السياسيين من الوزن الثقيل بأهمية غياب حرية الصحافة، لأنه لو كان في صحافة حرة كانت استجوبت أعضاء الجبهة الوطنية فوق والجبهة الوطنية تحت والمجتمع المدني والمجتمع العسكري وحقوق الإنسان والبيئة عن رأيهم في تصريحات (ابن العم). وكنا سنسمع عجائب وغرائب.

ابن العم محامي لكنه يطالب بتسليم كل مشبوه به للعدالة، أي كما يقول حسام مطلق: "لو أنه قال المدانين لقلنا إن الرجل يثق بلجنة التحقيق وبالتالي قبل سلفا حكمها المنتظر"، أي يريد بحق المتهمين القواعد التي وضعته بالسجن كمشبوه 18 سنة. الآن فهمت معنى جملة معارض طريف: "إن كنت بحاجة لمحام لا توكل رياض الترك وإن احتجت طبيب لا تسأل هيثم مناع وإن أردت فتح مشروع اقتصادي لا تعتمد على عارف دليلة، وفيما عدا ذلك ناس أكابر وبيعجبوك".

كم كنت أحب أن لا يكون تصريح رياض الترك هدية منه لصحفي سابق وموظف دائم عند رفعت الأسد (اللاذقاني) الذي تعرفنا عليه على شبكة  آ ن ن الرفعتجية رغم كل ما يشيعه هذا "الديمقراطي" من أن ممول برنامجه هو رجل أعمال من عائلة بركات.

كم كنت أحب أن يكون هذا التصريح الخطير بالتنسيق مع أشخاص معتبرين من المعارضة.

العظماء لهم كل الحق بالخطأ، ولو أن استقالة السيد بشار فكرة يجب أن تناقش بجدية كبيرة.

بعد الشوشرة التي تقصدتها قناة العربية بقولها المعارضة تطالب باستقالة بشار الأسد، جاء بيان اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق، ليضع البرنامج الأكثر حكمة على الطاولة.

لا شك بأن بشار الأسد أمام خيار صعب: العائلة أو الوطن، وحتى اليوم لم ينجح في الخيارات الصعبة، ولكن لا بد للمطالبة باستقالته، من زخم كبير يجعل من الشعار أكثر من مجرد تصريحات تذهب مع الريح، وتعطيه القوة بدل أن تضعه على مهب الريح.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ