القرار
1636
ومستقبل
النظام السوري
د.
حسن السوري
لاشك ان القرار 1636
خطير للغاية على مستقبل النظام
السوري بل و يشكل ضربة قوية
تزلزل اركانه وتهدد بالقضاء
عليها.
أين
تكمن خطورة القرار؟
ان خطورة القرار
تكمن في المادة التي تنص بان على
السوريين اعتفال اي شخص مشتبه
به و تسليمه للجنة التحقيق
الدولية. و كوننا نعرف مسبقا بان
صهر الرئيس اصف شوكت رئيس
الاستخبارات الغسكرية و اخيه
ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري
هما من ضمن قائمة المشتيه فيهم
حيث ورد اسميهما في النسخة
الاصلية لتقرير ميليس قبل
التعديل بالاضافة لورود اسم
شوكت في التقرير النهائي حيث
اتهم من قبل احد الشهود بانه
اجبر ابو عدس على تسجيل الشريط
الذي اعلن فيه مسؤولبته عن
التفجبر في قناة الجزيرة، فانه
يمكننا ان ندرك المازق التي و’ضعت
القيادة السورية فيه.
هل يضحٌي راس
النظام اي بشار وربما مدعوما
بضباط كبار من طائفته باصف
وماهر كي يضمن طوق النجاة؟
هذا مستبعد لعدة
اسباب: اولا بشار لم يجهز ابنه
خليفة له (ربما لانه ما يزال
طفلا) كما فعل ابوه حافظ حينما
تخلى عن اخيه رفعت تحضيرا
لتسليم القيادة لابنه باسل و من
بعده بشار بعد ان توفي الاول
بحادث سير. ثانيا، ان بشار لا
يملك من الدهاء السياسي ما
يمكنه من ان يتحكم بدفة القيادة
لوحده كما كان حافظ وبالتالي
فاعتماده على اصف و ماهر اساسي
له و لاستمراره. و ثالثا فان
تسليمهما و ادانتهما سوف تعني
بانه ايضا متهم لانه من الصعب
تخيل سيناريو يتم فيه اتخاذ
قرار بتصفية الحريري (بفرض ان
هذا صحيح) بعلم من اصف وماهر و
دون معرفة بشار، و بالتالي فانه
سيكون الصيد التالي لميليس.
ما هي العواقب اذا ؟
باعتقادي فان
الولايات المتحدة قد نجحت في لف
الحبل حول رقبة النظام السوري،
فهو الان محاصر ويدور في غرفة
مغلقة لا منافذ فيها و يعتمد
الامر الى حد كبير على مدى
استعداد الإدارة الاميركية لشد
الحبل و خنق النظام عبر بوابة
ميليس و ما يمكن أن يقدمه من
مطالب تعجيزية كاعتقال اصف
وماهر كونهم مشتبه بهم و
استجوابهم خارج سورية و ما
يترتب على ذلك من عقوبات وعزلة
وربما تدخل عسكري بحال لم ثسثجب
السلطات السورية لطلبه.
اذا ما هو الحل
بالنسبة لبشار؟
ان كان السوريون
متورطون فعلا بمقتل الحربري
فعلى النظام تحمل عواقب افعاله،
ولا ارى له من مخرج منظور اللهم
الا صفقة خاسرة مع الولايات
المتحدة تجرده حتى من اوراق
التوت و تقص له اجنحته مما يسهل
السقوط السريع.
أما
ان كانوا بريئين، فهناك ثلاث
خيارات: اولهما ايضا عقد صفقة مع
الولايات المتحدة لن تكون الا
خاسرة ومن نمط الاستسلام و
اعتقادي ان الوقت بات متاخرا
على هكذا صفقات و ان هناك اشارات
متزايدة على ان اميركا اقفلت او
تكاد الباب على الصفقات امام
النظام و ان هدفها الان احداث
تغيير في اعلى الهرم على الاقل و
ما الزج باسمي ماهر و شوكت
واقرار المادة التي تنص بان على
السوريين اعتفال اي شخص مشتبه
به و تسليمه للجنة التحقيق
الدولية الا احد الادلة، فلو
كانت سياسة الضغط فقط للحصول
على التنازلات ما تزال االغالبة
لتم الاكتفاء بذكر الصغار من
النظام لحشره بالزاوية دون
زلزلة اركانه باقحام اسمي ماهر
و شوكت.
الخيار الثاني هو
التعاون غير الكامل او عدمه (وقد
كنا استبعدنا خيار التعاون
الكامل الحقيقي لا اللفظي و
الذي قد يتضمن اعتقال و تسليم
ماهر و/او اصف) و بالتالي فهناك
خيارين هنا:
اولهما الالتفات
للداخل والعمل الجدي لتمتين
الوحدة الوطنية لمواجهة
العقوبات و العزلة المحتملة.
مشكلة هذا الحل بالنسبة للنظام
هو انه سيتطلب منه تنازلات
للشعب ما فتئ يتهرب منها، كما ان
طبيعته العائلية القبلية
الطائفية من الصعب ان تسمح له
بان يسمح بتعددية أو ديمقراطية
حقيقية تحقق اهداف الجماهير و
تجعلها تقف مع النظام قلبا تجاه
م يحاك حوله خارجيا.
ام الخيار الثاني / (الثالث
منذ البدء) وهو الاقرب للواقع،
فهو ان يقفل النظام السوري
ابواب سورية عليه بعد ان تقفل
ابواب الخارج نتيجة العقوبات و
العزلة الدولية بسبب التعاون
غير الكامل او عدمه، و يعتمد على
تماسك الثلاثي ماهر،اصف، بشار و
من ورائهم المخلصين من ابناء
طائفتهم بحيث تحكم البلاد
بالحديد والنار لمنع اي تحرك
خاصة من ضباط الجيش قد يكون
مدعوما اميركيا لاحلال البديل
المطياع او داخلي بحت على
الطريقة الموريتانية حيث يصبح
الحاكم عبئا ثقيلا على الوطن لا
بد من التخلص منه خاصة بوجود
مناخ اقليمي و دولي مساعد. لا
يمنع السيناريو الأخير من ترك
الباب مفتوحا من قبل النظام
امام بعض فئات المعارضة
المأمونة من ان تكون لها بعض
الحرية المحدودة كي يتجنب
العزلة التامة.
ان المسالة بالنسبة
للنظام السوري هي مسالة حياة او
موت و فقدانه للسلطة قد تعني
تسليم قادته للمحاكمة الدولية و
مثال صدام حسين ماثل للعيان
سواء أثبت بالدليل القاطع ام لا
تورطه في جريمة اغتيال الحريري.
لذلك فكل الخطوط الحمراء
بالنسبة له قد يتم تجاوزها
لانقاذ راسه.
لاشك ان الوضع خطير
وان تغييرات كبيرة تلوح بالافق
القريب وما بدء التساقط السريع
لاحجار الشطرنج بدأْ من غازي
كنعان الا علامة من علامات ساعة
النظام السوري و احدى المسامير
التي تدق بنعشه.
لنرقب الآتي وندعو
الله أن يجنب سورية الأهوال.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|