ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بشار الأسد

في خطاب الـ "ضد"

بقلم: محمد الجبيلي*

وهكذا يمكنني أن أختصر الخطاب المسهب والخشبي الممل، وربما الأخير قبل اعتزال العمل السياسي طوعا  أو العزل قسرا، من قبل ممثل العائلة الحاكمة في سوريا: إما أن تقفوا إلى جانب عائلتي..وإما أن تقفوا ضدها. 

هكذا خاطب بشار الأسد العالم و ربط مصير عائلته بمصير سوريا الدولة والشعب،  وطالب الشعب السوري ـ المستلب الحقوق والمستولى على مصيره وأرزاقه ـ طالبه بالوقوف إلى جانبه في مواجهة" اللعبة الدولية " التي تستهدف سوريا دولة وشعبا، حيث "سوريا واحدة من سلسلة حلقات تتبعها دول أخرى" على حد زعمه.

لم يستثن طرفا من المشاركة في اللعبة ـالمؤامرة على سوريا: مجلس الأمن  حيث قال في خطابه" قرار مجلس الأمن 1636 كان معدا قبل تقرير ميليس؛ وكذا في اتهامه غير المباشر لديتليف ميليس" نبحث عن شاهد مزور عندما لا نكتشف دليلا"؛ وللبنان "ما نراه اليوم أن لبنان ممر ومصنع لكل مؤامرة على سوريا"؛ والإعلام الحر "هناك وسائل إعلام ناطقة بالعربية ساهمت في مخطط تشويه سوريا"،والأدهى والأكثر مرارة تهجّمه على المعارضة السورية وانتقاصه من وطنيتها وشرعيتها" إنهم يريدون أن يخلقوا شرخا بين المجتمع والدولة ولا أسمح لأحد بان يرفع صوته من الخارج ونسميه وطنيا".

أنا لا  أعرف من أوحى وحرر هذا الخطاب الصدامي ودفعه إلى طاولة الأسد ..و لكن ما أعرفه أن ذاك الشخص أو الأشخاص لم يقدموا له أية مساعدة لا من حيث تناول الوضع الدولي حيث جاء الخطاب مفتقرا لقراءة واقعية وواعية للحدث العالمي المتسارع، ولا الوضع العربي والإقليمي بعامة والوضع اللبناني على وجه الخصوص، متجاهلا أن الأمراض السلطوية والعنجهيات المستشرية في جسد هذا النظام هي التي أودت بالعلاقة اللبنانبية السورية إلى  الحافات الخطرة.  وما زاد الطين بللا هو جهل أركان هذا النظام المتهاوي لأبسط قواعد اللياقات الدبلوماسية المتعارف عليها بين دول العالم ، فكيف يكون  الحال حين يتعلق الأمر بدولة شقيقة مثل لبنان حين يُسمى رئيس وزرائها على لسان رأس السلطة السورية  بشار الأسد بـ" عبد مأمور لعبد مأمور" ؟!.

أما الوضع الداخلي الذي تجاهله الخطاب تجاهلا تاما في إشارة لعدم اكتراثه لحقيقة ما يدور في كل بيت وشارع ومدينة في سوريا ، وما يتعاظم منّ الشعور بالقهر والاستلاب و التهميش لصوت المواطن وإرادته بعد أن أُفقر ونُهبت ثروته ومقدّراته، سُجن وهُجر مثقفوه وزعماؤه الوطنيين، وقتل من قتل من أبنائه على يد زمرة المرتزقة تلك وحاشيتها من المنتفعين والانتهازيين.

إن خطورة الخطاب وسذاجته في آن، إنما تعود إلى محاولته  تجييش العاطفة الجمعية الوطنية من خلال استخدامه  للشعارات العروبية وقضايا الاستقلال في استهانة مكشوفة بالتاريخ وبالذاكرة الشعبية. لعل السيد الرئيس يتناسى أننا فقدنا الجولان في عهد حزب البعث الحاكم و سلمنا الاسكندرون واقتطعناه من  الخريطة إلى غير رجعة في عهد هذا الحزب العروبي العتيد، ولأول مرة منذ تسليمه إلى تركيا من قبل دولة الانتداب فرنسا عام 1939. وباتت الخريطة الجديدة (بلا الاسكندرون)  هي المعتمدة في سوريا الرسمية، وظهرت على الطبعة الأخيرة لورقة النقد من فئة الألف ليرة سورية.

وإنه من اللافت أن  إسرائيل وتركيا هما  الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تؤيدان استمرار الحكم الأسدي في سوريا ، ناهيك عن إيران التي لها أسبابها  الاستراتيجية التي لا تخفى على أحد. فها هو رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون يبلغ الإدارة الأميركية أنه لا يريد أن يرى بديلا للنظام السوري الحالي في سوريا لما يمكن لأي تغيير مرتقب أن  يشكل من أخطار على المصالح الإسرائيلية في الجولان، وأمن دولة إسرائيل بعامة.

أما تركيا فإن في دفاعها عن النظام السوري ردا للجميل فيما يتعلق بالقضية الكردية من جهة، وفي تنازله غير المسبوق عن لواء الاسكندرون ومنطقة أنطاكية. أما إيران فلا يغيب عنا التحالفات العميقة  بين النظامين ضد المصالح العربية و العروبة التي يتشدق الرئيس الأسد بها في خطابه.

أما  في معالجة الخطاب للقضية الأساس الموجعة وهي دعوة المحقق ميليس للـ" الستة"من أركان النظام الأمني السوري إلى بيروت من أجل استكمال التحقيق، فأقول: إن قرار مجلس الأمن رقم 1636 والمبني على المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة لم يترك أية خيارات للحكومة السورية لتقترح دعوة ميليس وفريق محققيه إلى دمشق من أجل التفاهم على آلية التحقيق ومترتباته. إن الخيارات أعطيت بقرار دولي  لميليس وليس لسوريا؛ لأن الحكومة السورية ما زالت تحتضن وتحمي الأشخاص الذين يطالب ميليس التحقيق معهم باعتبارهم مشتبهين في عملية اغتيال الرئيس الحريري . إنها قضية محاكمة نظام بأسره .. وهنا مكمن مخاوف العائلة الحاكمة. فعندما تحدث بشار الأسد أن التعاون مع لجنة التحقبق يجب أن لا يمس بأمن الدولة وسيادتها، فإنما عنى بأنه لن يسمح لهذا التعاون أن يؤثر على استقرار وهيمنة عائلته وحواشيها على مواقع السلطة في سوريا.

هناك سمات تطورات على المسرح الدولي يجب أن ينظر إليها النظام السوري المتهالك نظرة عقلانية وعميقة. فهناك تغيير حاسم في حيثية الخطاب السياسي الأميركي بما يتعلق بالحكم السوري. ولأول مرة تخطو الحكومة الأميركية خطوة أكثر تقدما في الضغط على النظام السوري، وللمرة الأولى تؤيد ما سبق أن نادينا به منذ أوائل التسعينات حتى ساعة كتابة هذه السطور ببطلان شرعية هذا النظام سياسيا وقانونيا، ويصرح مسؤولوها أن الشعب السوري يستحق أفضل بكثير من تلك الدائرة الضيقة التي تتحكم بمصيره وتكمّ حريته.

لقد صرحت السيدة ليز تشيني نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط  إن واشنطن تشعر بقوة بأن  الشعب السوري غير ممثل في حكومته. وشددت على ضرورة استعادة الشعب السوري لحريته، وأن يكون قادرا من خلال انتخابات حرة أن يختار حكومة تعكس طموحاته في المستقبل، وآماله. و نوهت إن الشعب السوري محاصر بسبب النشاطات المدمرة التي يقودها نظامه، وإن واشنطن لتدعم بشدة إحلال الديمقراطية في سوريا.

*التجمع من أجل سوريا

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ