سلوك
الرئيس بشار بين الشك واليقين
محمد
زهير الخطيب / كندا
من أقوال الرئيس
بشار في خطابه الأخير:
(... حتى نحن كنا نشك
قبل التقرير أنه من الممكن أن
يكون هناك خلل سوري أدى إلى هذا
الشيء، فثبت بعد هذا التقرير أن
هذا الكلام مجرد استهداف ولا
يوجد أي تورط لسورية).
لقد أثبت الرئيس قضية الشك دون
أن يطلب منه أحد ذلك فأصبحت هذه
حقيقة صالحة لأن نبني عليها.
ونحتاج للبناء عليها أن نعرف
مدة هذا الشك وندرس سلوك هذا
الرئيس فيها هل كان حقا سلوك
الشك أم اليقين؟
مدة الشك هي من يوم
اغتيال الرئيس الحريري 14 فبراير
2005 إلى يوم تقديم المحقق ميليس
لتقريره 21 اكتوبر 2005م أي سبعة
أشهر وسبعة أيام.
ونحن
يمكننا أن نصدق أن الرئيس بشار
بدأ بالشك في أنه من الممكن أن
يكون هناك خلل سوري أدى إلى هذه
الجريمة النكراء، ولكن لا يمكننا أن نصدق
أنه بقي يتقلب على جمرات الشك
سبع أشهر وسبعة أيام لا يعرف
الحقيقة حتى صدر تقرير ميليس
ليجد فيه القول الفصل وليستنبط
منه إعلانا ببراءته. لا شك أن
دعوى الشك هذه باطلة، فهو إما
أنه كان يشك حقا فيلزمه عقلا أن
يقوم بتحقيق سريع في صفوف أجهزة
أمنه يستغرق بضعة أيام فيعتقل
كل من تحوم حوله الشبهات ويجبره
على الاعتراف بالتي هي أحسن أو
بوسائل التعذيب المتنوعة
المتوفرة بكثرة في سورية، وهذا
ما لم يحصل ولم نسمع عن شيء منه
أبدا. أو أنه كاذب منذ البداية
وأنه لم يكن يشك إنما كان عارفا
ومتأكدا ممن كان وراء الجريمة،
وعلام يحقق المتأكد؟
قبل أن يقدم ميليس
تقريره كان الرئيس بشار يظن أن
ميليس وصل إلى الحقيقة وعرف
المتورطين بادلة قوية، فحاول
حفظ خط الرجعة في مقابلته مع
الصحفية الاميركية مندوبة (سي
ان ان) بان قال أنه لا يمكن أن
يأمر بقتل الحريري وإذا قام
بهذا العمل أي فرد من النظام
فهذه خيانة وأنه سيحاكم، كان
يستعد لتقديم كبش فداء من
النظام لو أن قِطع التركيبات (البزل)
قاربت على الاكتمال في لوحة
ميليس، لكنه وجد بعد صدور
التقرير أن جهود ميليس أقل من
توقعاته وأنه لا تزال أمامه
فرصة للعب بالوقت الضائع حتى
يخرج ميليس جميع أرانبه من
القبعة.
يبدو
أن سيادة الرئيس يعلم أنه لن
ينجو مما سيصيب المتهمين لأنه
شريكهم ولذلك فهو ينافح عنهم
ويقدم سورية قربانا لحماية نفسه
وحمايتهم. إن كثيراٌ من فقرات
خطابه تقول لميليس: ما أنت بمؤمن
لنا ولو كنا صادقين.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|