محاكم
التفتيش في الجادرية :
صورة
حيّة عن العراق الديمقراطي
الحُرّ الجديد !..
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
لم تكن محاكم
التفتيش في أوروبة، والأندلس
خاصةً.. أشد انحطاطاً مما يجري
في العراق، منذ أن وطِئت أقدامُ
الأميركيين ترابَه الطاهر، مع
ثلّة الخونة الحاقدين، الذين تم
تصديرهم من الشرق المجوسيّ
الفارسيّ !..
محاكم التفتيش
الأوروبية، استُحدِثَت في
مراحل تاريخيةٍ ظلامية، وعصورٍ
شديدة الانحطاط.. لكن ما جرى في
العراق وما يزال يجري فيه.. فاق
كل خيالٍ أو تصوِّر، مع التذكير
بأننا نعيش عصر التقدم العلمي
والتكنولوجيا الاستثنائية،
والانفتاح، وحقوق الإنسان !..
لم يكن أحد في
منطقتنا العربية والإسلامية،
يعلم مغزى ما صرّح به مراراً
وزيرُ الداخلية العراقي
المعيّن من قبل الاحتلال
الأميركي : (باقر صولاغ)،
الفارسيّ الهوى والدين
والجنسية، والحاقد على الإسلام
والمسلمين مع أنه يختبئ تحت
عباءة الإسلام.. وتصريحات صولاغ
هذا، كانت تصبّ جام غضب الفرس
على دول الخليج العربي، وأولها
السعودية، لأنّ شعوب تلك الدول
من أهل السنة أولاً، ومن
المسلمين العرب ثانياً، وقد
كانت تصريحاته في غاية الرعونة
والسوداوية والحقد والغِلّ !..
في قبوٍ يقع تحت
مكتب الوزير العلقميّ (صولاغ)
مباشرةً.. كانت جثث ضحايا
التعذيب والحقد الطائفي
العنصري متناثرةً هنا وهناك،
وكانت بعض الجثث ممزّقةً تحتاج
إلى تجميعٍ في أكياس سوداء
لدفنها في مقابر سرّية، وآثار
التعذيب واضحة عليها.. والدماء
الطاهرة متناثرة على جدران
المكان.. وكان كذلك أكثر من مئتي
مواطنٍ عراقيٍ قد حُشِروا في
غرفةٍ أخرى من القبو، بلا طعام،
ولا شراب، بأجسادهم المترهّلة
النازفة، وجلودهم المسلوخة من
التعذيب، وأنينهم المكبوت
المخنوق، فهم لا يقدرون حتى على
الأنين العادي الطبيعي.. كما
اكتُشفت في القبو بعض الغرف
الإضافية التي تزدحم
بالموقوفين، الذين حُشِروا
بأعدادٍ كبيرةٍ تفوق استيعاب
تلك الغرف المظلمة، وقد هدّهم
الإرهاق والانتظار والتعذيب
والعذاب !..
في مقرّ الطائفيّ
الفارسيّ (صولاغ)، كان يرابط
عشرات الضباط والمجنَّدين
العسكريين والعاملين
والموظّفين والمنتمين لما يسمى
بقوات الشرطة التابعة لوزارة
الداخلية العميلة.. وكل هؤلاء
كانوا يستمتعون بمشاهد التعذيب
ويشتركون فيه، ويأكلون ويشربون
ويتسامرون ويضحكون ويدخلون
ويخرجون.. بلا حِسٍ ولا مشاعر،
وبلا أدنى انتماءٍ إلى ما خلقه
الله عز وجل في الإنسان، من
قِيَمٍ إنسانيةٍ تميّز ابن آدم
عن غيره من الوحوش والحيوانات
وبقية خَلق الله !..
نذكّر مَن لا
يتذكّر، بأن الوزير العميل
الأميركي الفارسي (صولاغ)، مع
جنوده وعملائه وسادته.. قدموا
واحتلوا العراق تحت شعار : تحقيق
الحرية والديمقراطية، وتحت ضغط
ما سُمِي بجرائم نظام صدام ضد
شعبه، التي تمثّلت بالسجون
والمعتقلات والمجازر وما إلى
ذلك، وها هي ذي معالم التحرير
الأميركي واضحة في أقبية مقرّ (صولاغ)
نفسه ومكاتبه !..
قرأنا كثيراً عما
كان يجري في محاكم التفتيش
الغابرة، المستحدَثة خلال عصور
الظلام والانحطاط.. لكن بحق،
بعدما سمعنا وقرأنا وشاهدنا
صوراً.. عن أقبية وزارة الداخلية
العراقية الحالية، نسينا ما
قرأناه عن محاكم التفتيش
الغابرة، فما يرتكبه صولاغ
وحكومته وزبانيته.. يفوق القدرة
على الوصف، لشدّة بشاعته
وإمعانه في الإجرام والحقد
الأعمى وعوامل الانتقام
الساديّ !..
بقي أن نعلم
حقيقتين مهمّتين عن مقرّ
الفارسي الحاقد (صولاغ) :
الأولى، هي أن كل
المعذَّبين والمقتولين
والمسجونين والمقطّعي الأجساد
والأشلاء والمسلوخي الجلود
والجائعين الذين كانوا بين
الحياة والموت والنازفين.. كل
أولئكَ وهم بالمئات، كانوا
ينتمون إلى المسلمين من أهل
السنّة !..
والثانية، هي أنّ
كل المعذِّبين (بكسر العين)
والقاتلين والسجاّنين
والموظّفين والعاملين.. كل
أولئكَ وهم بالعشرات ضباطاً
وجنوداً ومدنيين، بمن فيهم
الحاقد العلقمي الفارسي (صولاغ)..
كانوا ينتمون إلى الروافض وأهل
الشيعة الفارسية الصفوية !..
كما بقيت حقيقتان
تخصّان هذه الكارثة الإنسانية
التي وقعت في بغداد :
الأولى، هي أنّ
وزارة الداخلية العراقية
العميلة، تنتمي إلى مجلس
الوزراء العميل، الذي زعموا أنه
تسلّط على العراق وشعبه
بالانتخابات الديمقراطية
الحُرَّة !..
والثانية، هي أنّ
رئيس مجلس الوزراء العميل، هو
العميل الرافضي الفارسي :
الجعفري، الأشد حقداً من عميله
وجنديّه (صولاغ) !..
كذلك بقي أن نلفت
إلى نُكتتين اثنتين من النكات
السمجة، وقعتا قبل اكتشاف
الكارثة، وبعدها :
الأولى، أنّ رئيس
الوزراء العراقي العميل :
الجعفري، عقد مؤتمراً صحفياً
فور اكتشاف الجريمة، زعم فيه
أنه سيقدّم المسئولين عن
الجريمة إلى المحاكمة !..
وبالمناسبة، ما يزال العميل (صولاغ)
وزيراً للداخلية العراقية
العميلة !..
والثانية، هي أنّ
مَن اكتشف هذه الكارثة
الجُرمية، وداهم مقرّ العميل (صولاغ)،
وطالب بمحاكمة المسئولين عن
ارتكاب الجريمة.. هو الجيش
الأميركي المحتل !.. وبالمناسبة
أيضاً، ما تزال دماء ضحايا سجن (أبو
غريب) رطبةً لم تجفّ، وما يزال
المسئولون عن جرائم السجن
المذكور وغيره، طلقاء معزَّزين
مُكَرَّمين أميركياً
وبريطانياً !..
حقاً : إذا لم تستحِ
فاصنع ما شئت !..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|