سورية
بريئة من دم الحريري..
ولن
تثبِت براءتها إلاّ محكمةٌ
دَوليّة
عبد
الله القحطاني
أ ـ سورية بريئة من
دم رفيق الحريري ، براءة الذئب
من دَم يوسف..! (والمقصود هنا
بالطبع هو النظام الحاكم في
سورية):
* ـ الإعلام السوري كلّه ،
يؤكّد ذلك صباحَ مساء.
*
ـ الأجهزة الأمنيّة السورية
كلّها، تؤكّد ذلك.. وبشكل متواصل.
* ـ حلفاء سورية اللبنانيّون
ـ وهم مواطنون من دولة رئيس
الوزراء القتيل ـ ينفون التهمة
عن سورية، ويصرّون على براءتها،
ويتّهمون جهات أخرى ، ذاتَ
مصالح قويّة، بقتل الحريري ،
مثـل: إسرائيل..
* ـ الحلاّق الكرديّ السوريّ
، هسام هسام ( الشاهد الذي كان
مقنّعا) ، يؤكّد براءة سورية (دولتِه
الحبيبة) من دم الحريري ! وهو
شاهد صادق مصدّق ، لأنّه حلاّق
لعناصر المخابرات السوريّة ،
ويَعلم خفايا ماتَصنع ، وما
تدير من عمليات أمنيّة سريّة.. !
لذا تَقنّع وتَطوّع ، للإدلاء
بشهادة يرجو بها وجه الحقيقة (أو
ربّما وجهاً آخَر) ! ثمّ أزالَ عن
وجهه القناع ، في مكان آخر،
ليدلي بشهادة أخرى ، يرجو بها
وجهَ حقيقة أخرى (أو ربّما وجهاً
آخرَ، لشيء آخر) ، فصار نَجماً
لامعاً ، في تمثيليّات البحثِ
عن الحقائق المتناقضة ، التي
تؤكّد كلّها براءةَ سورية من دم
الحريري..!
* ـ وأكثر من هذا ، وفوق هذا
كلّه ، رئيس الجمهورية السوريّة
نفسه ، يؤكّد بيقين جازم
لاتَشوبه ذرّة من شكّ ، أنّ
أجهزته الأمنيّة ، بريئة براءة
قاطعة من دم الحريري .. بل إنّ (
تقريرَ ميليس نفسَه قد أثبتَ
براءةَ سورية ـ دون أن يشير
الرئيس السوري ، إلى كيفيّة
التبرئة ـ!)..حسبَما صرّح به
الرئيس السوري ، على رؤوس
الأشهاد..!
ب ـ فماذا بقي!؟
ولمَ لايصدّق الناس أنّ سورية
بريئة !؟ ولمَ يحقد الخلق جميعاً
على النظام السوري ، ويشيرون
إليه بأصابع الاتّهام!؟ وما
الوسيلة الناجعة لتبرئة سورية ،
بل لتأكيد براءتها أمام القاصي
والداني ، وقلعِ عيون الحاقدين
والحاسدين!؟ ماالوسيلة لذلك..؟
ج ـ المحكمة
الدولية:
ـ لابدّ من محكمة
دوليّة ،عادلة نزيهة
،غيرمنحازة ، ولامسيّسة ، ولا
حاقدة على النظام السوري
وأجهزته النظيفة البريئة..!
ـ ولقد حرصَ فريق
ضخم من اللبنانيّين ،على تبرئة
سورية ، بصورة حقيقيّة وأكيدة،
فطفِقوا يطالبون بتشكيل محكمة
دوليّة ، لتبرئة جارتهم العزيزة
سورية ، من دم مواطنهم،
غيرالعادي ، الذي ذهبَ ضحيّة
مؤامرة إجراميّة دنيئة..
ـ أيّة محكمة أخرى ،
غيرِ دولية ، ستتّهم بالعجز، أو
التسييس ، أو الانحياز:
* محاكمة ضبّاط
المخابرات السورية ، المتّهمين
الأبرياء ، أمامَ محكمة سوريّة
، لن تكون مجدية ، لأنّ البراءة
القطعيّة لن تَثبت هنا ،لأنّ
الحاقدين على النظام السوريّ
البريء ، سيشكّكون بنزاهة
المحكمة..!
* ومحاكمة هؤلاء
الأظنّاء الأبرياء ، أمام محكمة
لبنانيّة ، لن تكون مجدية كذلك
،لأنّ الوضع اللبنانيّ ،
السياسيّ والأمنيّ ، لايتحمّـل
محاكمةً من هذا العيار الثقيل
،على الأرض اللبنانيّة..
* وأيّة محكمة
عربيّة ، في أيّة دولة عربيّة أو
أجنبيّة ، ستكون مظنّة الانحياز
إلى سورية ، أو مسايرتِها ، في
بعض التفصيلات المتعلقة
بالمحاكمة..
* وأيّة محكمة
أجنبيّة تشكّلها دولة واحدة ،
ستكون مظنّة الانحياز إلى سورية
، إذا كانت الدولة صديقة لسورية
، أو الانحياز ضدّ سورية ، إذا
كانت الدولة عدوّة لها..
وحتّى لو كانت
الدولة محايدة ـ لاصديقةً ولا
عدوّة ـ فقد
يتّهَم أعضاء المحكمة ، كلّهم
أو بعضهم ، بسوء النيّة ، أو
بقبض الرشوة من سورية ، إذا كان
الحكم لمصلحتها.. أو يتّهَمون
بسوء النية ، أو بقبض الرشوة ،
من جهات معادية لسورية ، إذا كان
الحكم ضدّ مصلحة سورية..!
* وإزاءَ هذا كلّه ،
لاتبقى محكمة قادرة على تبرئة
سورية ، بشكل يقينيّ قاطع،
ومؤهّـلة لذلك حقّاً ، إلا
المحكمة الدوليّة . وهذا
مايطالِب به قطاع كبير، من
مواطني سورية المحبّين لدولتهم
، الحريصين على سمعتها الدوليّة
، وكرامتها الوطنيّة ، ونزاهتها
، ونظافة أجهزتها الأمنية..! ولن
يكون المواطنون اللبنانيّون ،
أحرصَ على براءة سورية ، من
أبناء سورية نفسها..!
د ـ أمّا أعضاء
المحكمة ، وعَددهم ،
وصلاحيّاتهم ، وزمان المحاكمة ،
ومكانها.. أمّا هذا كلّه ،
فمتروك للأمم المتّحدة ومجلسِ
أمنِها وهيئاتِها المختصّة..
وكلّ
مايطلبه نظام الحكم في سورية ،
هو نزاهة أعضاء المحكمة
الدوليّة ، وحيادهم،
وحِرفيّتهم ، وابتعادهم عن
تسييس محكمتهم وأحكامِها..
وهذا
بالضبط ، مايطلبه شعب سورية ، من
المحكمة الدوليّة ، حرصاً على
سمعة البلاد وأهلها ، وسمعة
ضبّاط أمنها ، الأبرياء الشرفاء
،المظلومين، المفترَى عليهم من
قِبل المؤسّسات الاستعماريّة
والصهيونيّة ، والجهات
ِالعميلة التابعة لها.. في
العالم كلّه..!
ولله درّ القائل (
الشاعر الجاهليّ زهير بن أبي
سلمى):
فإن
الحقّ مَقطَعُه ثَلاثٌ :
يَمينٌ ، أو نِفارٌ، أو
جَلاءُ
ـ
فأمّا اليمين فلا مكانَ لها في
المحاكمات الدوليّة ، حتّى
لَولمْ تكنْ الجريمة من هذا
العيار الثقيل ـ قَتل رئيسِ
وزراء دولة بدم بارد ، وعن عَمد
وتَصميم ، وتآمر وتَخطيط ـ..!
وحتّى لو علِمنا بأنّ ضبّاط
الأمن السوريّ المتّهمين ، أبرّ
وأتقَى من أن يَحلفوا يميناً
كاذبة ، فكيف إذا كانت غَموساً ،
تَغمسهم في النار..!
إذ لو قبِلت اليمين
من المتّهم ، في محاكمات كهذه ،
لكانت اليمين نافذةَ نجاةٍ
للمجرم ، الذي سيَضحك في سرّه ،
ويقول: جاءني الفرَج!
ـ
وأمّا النِفار ، أيْ أن يَنفر
المتخاصمون إلى ساحة القضاء ،
فهو الأحكَم والأجدَى ، وهو
المطلوب هنا ، دوليّاً بشكل
عامّ ، وسوريّاً بشكل خاصّ ، مِن
قِبل النظام ، الحريصِ على
تبرئة ساحته ، وتنقية سمعته..
ومِن قِبل الشعب السوريّ ،
الحريصِ كذلك ، على تبرئة عناصر
الأمن الشرفاء ، في دولته
العزيزة..!
ـ وأمّا الجَلاء ،
أيْ إظهار البيّنات والحجج
والأدلّة ، التي تَجلو الحقّ
وتظهِره للناس ، فهذا مطلب
أساسيّ في كلّ الأحوال ، بمحكمة
وبلا محكمة ، لِمن أراد إظهار
حقّهِ ، أو إثباتَ براءته ،
ولاسيّما حين تُشكّل محكمة
دوليّة ، وتطالِب بهذه البيّنات
والحجج والأدلّة ، لتبرئة
البريء وإدانة المجرم.
وسبحانَ القائل:(
قلْ هَـلْ ننَبّئكمْ
بالأخسَرينَ أعمالاً * الذينَ
ضَـلّ سَعيُهمْ في الحياةِ
الدنيا وهُمْ يَحسَبون أنّهمْ
يُحسِنونَ صُنْعاً). سورة الكهف/
103 ـ 104
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|