دردشات
على ضفاف الفرات
مروان
حمود
أكاليل تزين ضفاف
الفرات الأدنى .. أكاليل من نوع
جديد ، لم تعرفها المنطقة من
قبل، وبإستثناء أهل العراق وأهل
فلسطين فأهل المشرق لايعرفون
تلك الأكاليل الجديدة ، إنها
غريبة ، ربما لأنها غربية ،
ولكونها غربية فعلى الأغلب هي
ممنوعة ، قد يكون للعراق
وفلسطين وضعا مختلفا ، فهما
يرزخان تحت وطأة " الإحتلال"
، أو قد يكون الإحتكاك اليومي
المباشر مع المحتل جعل بعض
الحاجات تصبح مهمة وإعتيادية في
كلا البلدين بشكل يخالف ماهو
مألوف لدى بلدان أخرى في
المنطقة . الأكاليل على ضفاف
الفرات الأدنى ذات نكهة خاصة
وذات معنى آخر يتجاوز المادي
والملموس ، إنها نتيجة جهد وصبر
بل وتضحيات جسيمة ، إنها لم تعد
مجرد أكاليل للزينة وللتجميل ،
بل هي أصبحت تكليلا لتضحيات
وفوزا لمعارك طويلة ودامية ،،،
إنها صناديق الإقتراع . صناديق
الإقتراع تكلل ضفاف الفرات
الأدنى وتزينه وتحكي حكايات
عراقية ، بل وتحكي العراق
الجديد ، إنها تختلف عن صناديق
إقتراع بقية دول المنطقة ، إنها
تحكي قصة عراق جديد ، قصة وطن لم
يعد مجرد تراب ، وقصة مواطنين
وليس مجرد رعايا ، هي تحكي
الكثير الكثير. صناديق الإقتراع
على ضفاف الفرات أصبحت محط
الأنظار وأمل الملايين من أبناء
المنطقة كي يدلوا يوما بأصواتهم
، كما أهل الرافدين ، وهي أصبحت
حديث الأحاديث ودردشة الدردشات
. ضفاف الفرات الأدنى ، الرازخة
تحت " وطأة الإحتلال" تدردش
مع ذرات مياهه القادمة من سوريا
، بلد " الصمود وحامي الحمى"
، إذ ذرات المياه السورية
تسترسل شارحة مساوئ الاحتلال (
مجموعة إملاءات يمليها السد
العظيم أمام بحيرة "الأسد"
يلسعها ببعض من كهربائه ليشحنها
ببعض الطاقة ، لتغذي الرفاق في
العراق وترويهم) : الإحتلال لا
يأبه بالشعب ولا بالإنسان ،
الإحتلال ينهب الثروات ويعيث
بالأرواح والممتلكات فسادا ،
الإحتلال يحول السكان الأصليين
إلى رعايا من الدرجة الثانية ،
الإحتلال يزج المطالبين
بالحرية أو بنيل حقوقهم في
السجون وسينتهك أموالهم
وأعراضهم ، الإحتلال سيدمر
المكاسب وسيفقر البلاد والعباد
، الاحتلال سيرميكم في العزلة
وسيحد من حرية التعبير والتفكير
وسيمنع تأسيس الأحزاب وسيغلق
المنتديات وسيزرع المخبرين
المخربين في كل مكان الإحتلال
سيقتل وسيعتقل وسيشرد و و و و
الإحتلال سيلغي إنسانيتكم بل
وآدميتكم ..... هكذا أفرغت ذرة
المياه السورية شحنتها وكل
ماتلقنته في بحيرة " الأسد"
، جاء دور الضفة العراقية ،
المسكينة ، الرازحة تحت "
وطأة الإحتلال" لتسأل "الرفيقة
" السورية عن موعد الإنتخابات
التشريعية النزيهة في بلاد
الحرية والسيادة ، ولتسألها عن
المنتديات وعن الذين حاولوا
إحياء لجان المجتمع المدني ،
وعن الحريات والإصلاحات عن
التنمية وعائدات النفط ، عن
الثروات وعن نشاط لجان من أين لك
هذا ، أيضا لتسأل عن مشاريع
التنمية في الجولان المحرر ،
واسترسلت الضفة العراقية
لمعرفة أخبار بعض الأصدقاء
القدامى كرياض سيف وعارف دليلة
وعلي العبد الله واللبواني ،
وأيضا عن الشيخ الخزنوي وطالما
العلاقة مع لبنان مميزة وعائلية
سألت الضفة عن الحريري وحاوي
وقصير أيضا عن ابن لبنان الأبي
جبران تويني ، وعن الوعكة
الصحية لمروان حمادة ومي شدياق
وعن آخرين. الهجمة الإمبريالية
الصهيونية تعمي عيونكن
وعقولكم أيها العملاء .... هكذا
أجابت الرفيقة السورية وولت إلى
غير رجعة . دردشات على ضفاف
الفرات الأدنى ( نهر الفرات يقسم
إلى الأعلى في تركيا ، الأوسط في
سوريا والأدنى في العراق )
رصدها
مروان حمود
ابن
الفرات الأوسط
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|