ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/12/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

العراق الأميركي الجديد :

من أسلحة (التدمير) الشامل ..

إلى أسلحة (التزوير) الشامل

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

استماتت إدارة البيت الأبيض الأميركي لإثبات امتلاك العراق أسلحةَ التدمير الشامل، واتخذت من ذلك مبرِّراً أساساً لاجتياح العراق، واغتياله، وسحق كل معالم الحضارة والإنسانية فيه !..

بعد انكشاف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، عن طريق لجان التفتيش الاحتلالية نفسها، التي زرعت العراق طولاً وعرضاً بالتفتيش المتهالك، وغاصت مكائنها في باطن أرضه، وجاست أقمارها وأجهزتها التقنية في سمائه.. لم تخرج لجان التفتيش إلا بالخيبة والعار والشنار، لتوضع إدارتها المتصهينة وجهاً لوجه، أمام أضخم كذبةٍ في التاريخ الحديث، فبركتها أجهزة الاستخبارات الصهيونية الأميركية، بالتعاضد مع دجّالي العصر، من الصفويين الفرس، الذين أزكم شذوذهم الأنوف، ودوّت لصوصيتهم في كل أنحاء العراق والعالَم، وذلك خلال عامين فحسب، من أعوام الاحتلال العجاف!..

لأول مرةٍ في التاريخ، يُبَثّ الكذب متلفزاً، بثاً حياً مباشَراً إلى كل أنحاء العالَم، على لسان وزير خارجية الدولة العظمى (كولن باول)، ومن مَقرّ أعلى هيئةٍ أممية، التي من المفترض أن تكون حاميةً للشعوب من سطوة الدول الاستعمارية البغيضة، ومُحِقّةً للحق مُبطِلةً للباطل !.. ومع أنّ اعتراف (كولن باول) وزير خارجية (الكذب) الأميركي جاء متأخراً.. اعترافه بحجم الكذبة التي سوّقها على لسانه صهاينةُ البيت الأبيض وصفويّو المجوس من حَمَلة الجنسية الأميركية والإيرانية.. فإنّ الحقائق الجارية على الأرض العراقية لم يتغيّر فيها شيء، سوى التصعيد الهمجي التدميريّ للعراق، وتصعيد وتائر سلسلة الكذب الأميركي المتعمّد.. فطلع علينا الكذابون بكذبةٍ جديدة، هي أنهم احتلوا العراق للقضاء على الإرهاب !.. فإذا العراق الذي لم يُعرَف عنه في تاريخه أنه كان مَصدراً للإرهاب.. قد أصبح مَفرَخةً للإرهاب الصفويّ الفارسيّ.. وبالمناسبة، فالفرس الإيرانيون تعتبرهم أميركة من محور الشرّ الذي يُصدّر الإرهاب إلى الغرب والعالَم، ولنا أن نتأمل بحجم الكذبة الجديدة للكذابين، حين نكتشف أن المتَّهَمين بالإرهاب العالمي قد نما عُودهم، واشتد ساعدهم، وتشكّلت لهم حكومة عميلة تستأثر بكل إمكانات العراق الضخمة، لتمارس الإرهاب في أبشع صوره، من خلال الحضن الأميركي والحاضنة الفارسية والأدوات الصهيونية.. فاغتيل العلماء العراقيون، وغُدِر بكفاءات الجيش العراقيّ الذي حمى الأمة من الشرّ الحقيقي القادم من الشرق، منذ بدايات هرطقة تصدير الثورة المجوسية إلى الخارج، وسُحِقَ الأحرار والأعيان في السجون والمعتقلات السرية والعلنية، وهُجِّر أبناء البلد الذين بنوه بعرقهم ودمائهم، وافتدوه بأرواحهم.. وبدأت أعظم فتنةٍ طائفيةٍ في تاريخ العراق تشتعل بأعواد ثقاب الصفويين، الذين زرعوا عبواتهم الناسفة في مساجد العراق ومقدّساته، السنية تارةً، والشيعية تاراتٍ وتارات، لاتهام شرفاء العراق بالإرهاب، من الذين هبّوا للدفاع عن وطنهم وحاضرهم ومستقبلهم ضد المحتل وأذنابه من علاقمة العصر الحديث.. ومارس أولئك الأغراب الذين حُمِّلوا جنسيةً عراقيةً مزوّرة.. مارسوا القتل والتدمير والتعذيب والنهب واللصوصية واستباحة كل شيء في الوطن العراقيّ.. مارسوه بكل حقدٍ طائفيٍ وعِرقيٍ معروفٍ عن الفرس المجوس عبر مراحل التاريخ.. ليصبح الإرهاب حقيقةً واقعةً واسعة الطيف والإمكانات، مدعوماً بكل إمكانات الدولة الفارسية الشيعية الطائفية في إيران : الاستخبارية والمادية والتعبوية واللوجستية والتسليحية والبشرية.. وذلك كله من خلال الحاضنة الأميركية التابعة للجيش المحتل، الذي قدم بذريعة القضاء على الإرهاب في العراق الراعي للإرهاب !.. وعندما اندفع العراقيون الشرفاء لمحاربة هذا الإرهاب القادم من الشرق المجوسي، وكذلك من وراء البحار.. خرج علينا الكذابون بكذبةٍ جديدةٍ أيضاً، هي أنّ الذين يقاومون المحتل الغاصب هم الإرهابيون، وقوى المقاومة التي ينخرطون في صفوفها هي الإرهاب !.. وبدأت الماكينة الإعلامية الصفوية والصهيونية الأميركية تشتغل ساعاتٍ إضافية، لترسيخ هذا المفهوم لدى العراقيين، ولدى العالَم كله، بما في ذلك بلاد العرب والمسلمين، فتحوّل الإعلام الرسميّ في دول العالم كله تقريباً.. إلى سِربٍ من الببغاوات، يسوسهم غراب واحد، يردّدون نعيقه في كل منبرٍ ومحفلٍ وقناةٍ ومحطة إذاعيةٍ وتلفزيونية !..

مَنذا الذي يصدّق زعيم الكذابين (طوني بلير) رئيس الحكومة البريطانية، بأنّ تفجيرات لندن لا علاقة لها بالعدوان البريطاني على العراق ؟!.. ولماذا لم تتعرض بريطانية لمثل تلك الهجومات عبر تاريخها، شكلاً وتنفيذاً وتوقيتاً ومغزى ؟!.. إنها كذبة أخرى تُضاف إلى سِجلّ كذب الكذابين، لأنّ الحقيقة التي لا يريد بلير أن يعترف بها، هي أنّ ممارسة إرهابه وإرهاب جيشه البريطانيّ إلى جانب سيده الأميركيّ في العراق، هو الذي فرّخ ما كان الكذابون يخشونه ويسمّونه الإرهاب، فكان عدوانهم واحتلالهم دافعاً قوياً لوصول الإرهاب إلى معاقلهم، فضلاً عن تحويل العراق إلى معسكرٍ ضخمٍ بكل إمكاناته التدريبية والتعبوية والتسليحية.. لصالح كل من يرغب بالانتقام من دولة الشرّ العظمى : الولايات المتحدة الأميركية، والتابعة بريطانية، والذنب إسرائيل التي تمثل السبب الجوهريّ لكل مشكلات المنطقة والعالَم !..

إلى أين وصل الكذابون لتبرير عدوانهم على العراق، ولتبرير احتلاله وممارسة كل أشكال الانتهاكات والعدوان والاضطهاد بحقه ؟!..

وصلوا إلى كذبةٍ جديدة : إنهم قدموا لتحقيق الديمقراطية، وللقضاء على الديكتاتورية.. ولتحقيق الحرية، وللقضاء على الاستبداد.. بل لجعل العراق منارةً تبث نورها الديمقراطي الحرّياتي إلى كل دول المنطقة، لتحقيق (الأكذوبة) التي لم تتحقق بعد : الشرق الأوسط الجديد، الذي سيعمّه الرخاء والعدل والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان !..

نظرة واحدة إلى العراق الجديد، ستجعل أي إنسانٍ عاقلٍ مهما كان غافلاً أو مُستَغفَلاً.. ستجعله يتأكد أن العراق الجديد الأميركي الصفوي الطائفي، لا يسير إلى حتفه فحسب.. بل إلى جَرّ المنطقة كلها وربما جَرّ كثيرٍ من مناطق العالَم.. إلى حتفها، وذلك بفعل عبقرية الكذابين الجدد، لماذا ؟!..

العراق تحوّل إلى دولةٍ طائفية، الحظوة فيها للطائفة التي تمالئ المحتل، حتى لو كانت صفويةً فارسيةً متهمَةً سابقاً بأنها تابعة لإحدى دول محور الشرّ : إيران !..

وجيش العراق الجديد وشرطته وأجهزة أمنه التي من المفترض أن تحقق الأمن والأمان للبلاد.. تحوّلت إلى مصدرٍ أساسٍ لفقدان الأمن، وفريقٍ عَبثيٍ غادرٍ لكل معالم الطمأنينة، ناشرٍ كل أشكال الخوف والرعب وسفك الدماء وانتهاك حقوق الإنسان، وما أقبية (الجادرية) إلا أنموذجاً لممارسات الكذابين الشنيعة !..

وحكومة العراق العميلة، ضربت الأرقام القياسية في الفساد واللصوصية، وممارسة الطائفية بشكلها الأرعن الإجرامي الذي يندى له جبين الإنسانية، فتحوّلت منارة النور للكذابين.. إلى وصمة عارٍ في جبين الإنسانية، سيسجّلها التاريخ في إحدى صفحاته الأميركية السوداء، وما أكثرها من صفحات !..

والدستور العراقي الجديد، تمت صياغته لخدمة المحتل وأشياعه الصفويين الفرس، ولتجزئة العراق، ولشحن النعرات الطائفية فيه، ولإشعال أضخم فتنةٍ عِرقيةٍ ومذهبيةٍ في تاريخه، لن يقتصرَ حريقها على العراق وحده، بل سيُشعل المنطقة كلها في أتونه عشرات السنين !.. علماً بأنّ الدستور الصفوي الأميركي الجديد في العراق، صاغته أيادٍ دخيلة، وصلت إلى ما يسمى بالبرلمان العراقي المؤقت، عن طريق انتخاباتٍ صوريةٍ كان التزوير الفاضح فيها هو سيد الموقف!.. فكان دستوراً مزوَّراً صاغته أيادٍ خبيثة مزوَّرة، قَدِمَت عن طريقٍ مزوَّر، أشرفت على إخراجه مفوضية للانتخابات صفوية مزوَّرة، بناءً على حُججٍ مزوَّرة، ضمن واقعٍ احتلاليٍ همجيٍ مزوَّر !..

بعد أن فرض المزوِّرون دستورهم المزوَّر، بَنوا عليه انتخاباتٍ ثبت خلالها أنها كانت أكبر عملية تزويرٍ في التاريخ، من حيث اتساعها وأدواتها وأساليبها الجهنمية المتطورة، المبتكَرة في دهاليز إبليس الفارسيّ، فمن يتابع مهازل فصولها هذه الأيام، لا يعرف من أين يبدأ بالحديث عنها، ولا إلى أين سينتهي به المطاف :

فالمفوضية العليا للانتخابات التي تشرف عليها.. صفوية طائفية منحازة مزوَّرة، في الوقت الذي يجب أن تكون دوليةً قضائيةً حيادية !..

والانتخابات تحميها حكومة طائفية مزوَّرة، منبثقة عن انتخاباتٍ سابقةٍ مزوَّرة، تمثل ائتلافاً فارسياً طائفياً تزويرياً مُجَرَّباً !.. تلك الحكومة المزوَّرة، انتهكت حقوق الإنسان خلال أشهر عدة، على نحوٍ أشد مما انتهكه النظام الاستبداديّ السابق خلال عشرات السنين، ذلك النظام الذي قدمت أميركة بقضّها وقضيضها لاقتلاعه واستبداله، بزعم ترسيخ نظامٍ ديمقراطيّ، يحقق الحرية ويحترم حقوق الإنسان !..

والائتلاف الحاكم الصفوي المنتهِك لحقوق الإنسان، هو الذي يدير لعبة الانتخابات، وهو الذي يسطو على كل إمكانات العراق ويسخّرها لصالحه ضمن هذه المهزلة الانتخابية، وهو الذي ينشر جيوشه الطائفية الغادرة لحمايتها، وهو المرشَّح الرئيسي لها، وهو الذي يملك الأمر كله في العراق، وهو الذي أثبتت الوقائع أنه (حاميها وحراميها) !..

وصناديق الاقتراع، أصبح التعامل معها بطريقةٍ مبتكرةٍ تزويريةٍ بشعة، فلم تعد هناك حاجة لإتعاب المنتخِب بملأ البطاقة الخاصة به، بل تأتي البطاقات مستوردةً (بخيرها) كله ومختومةً جاهزةً للفرز.. تأتي ضمن شاحناتٍ ضخمةٍ من بلاد أحد أضلاع مثلث الشرّ الفارسيّ المجوسيّ !..

والشرطة الحكومية المزوَّرة، وظيفتها يوم الانتخابات، هي التهديد والوعيد والقتل والاعتقال والضرب والاغتيال، وتسميم مياه الرافضين للتزوير، والحيلولة دون ممارسة أنصار التشكيلات السياسية الأخرى لحقهم الانتخابيّ، بطرقٍ وضيعةٍ خسيسة، وممارسة الويل والثبور وعظائم الأمور.. لكل مَن تسوّل له نفسه أن ينتخبَ غير قائمة الائتلاف الصفوي الفارسي الحاكم المزوَّر، الذي تمثله الحكومة المزوَّرة وشرطتها وجيشها المزوَّران!..

وأجهزة الإعلام المزوَّرة الرسمية، وظيفتها الترويج التزويريّ للائتلاف المزوَّر الصفويّ المجوسيّ !..

والمرجعية السيستانية الصفوية المزوَّرة (السيستاني إيراني فارسي وليس عراقياً باعترافه)، وظيفتها مباركة التزوير لفئتها الطائفية المزوَّرة، فضلاً عن دعوة الناس لممارسة حقهم في (تزوير) إرادة العراق والعراقيين، مع وعيدهم وتهديدهم بعذاب اليوم الآخر وأهواله لغير المزوِّرين، وإطلاق بعض الفتاوي التزويرية التي تخدم عملية التزوير وتشجّع عليها، كمثل : وجوب تفريق غير المنخرطين بالانتخابات (التزويرية) عن زوجاتهم، وما إلى ذلك من خرافات الصفويين وأساطير مراجعهم المتخلّفين، الوالغين في التآمر الطائفيّ ضد العراق وأمة العرب والإسلام !..

حتى توقيت الإعلان عن نتائج (التزوير) أصبح مزوَّراً، فالمفوّضية المزوَّرة الفارسية، قطعت على نفسها وعداً بأنها لن تذيع نتائج الانتخابات (المزوَّرة) قبل مضي أسبوعين على عملية (التزوير).. لكنها نكصت بوعودها، باستعجال (تزويرها) وإعلان نتائجها المزوَّرة، لصالح الائتلاف الصفوي (المزوَّر)، بهدف فرض واقعٍ مزوَّر !..

لقد قَدِم الكذّابون إلينا ليعلّمونا الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان.. فتعلّموا من حلفائهم الصفويين العلاقمة الذين يحتضنونهم.. تعلّموا أصول الديكتاتورية والقمع وانتهاك حقوق الإنسان.. فأصبحت إدارة (بوش الصغير) تمارس الديكتاتورية على طريقة عملائها الديكتاتوريين : من (أبو غريب).. إلى فضائح (التنصّت) -في أميركة نفسها- على عباد الله، مروراً بكل أشكال انتهاكات مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان !..

الكذابون يستعدون لتجهيز مِنصّات إطلاق أسلحة (التزوير الشامل) من طراز (كلاوات)، إلى كل أنحاء المنطقة ودولها، فالعراق الذي أريد له أن يكون -كذباً وزوراً- منارة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وأنموذجاً للمنطقة.. سيُطلِق -إذا لم يوقَف المزوِّرون عند حدهم- ضمن البرنامج (الديمقراطي) الأميركي الصفوي.. سيُطلِق صواريخ التزوير الشامل وجلاوزته إلى دول المنطقة، من طراز : صولاغ ناين (9)، وجعفري سيكستين (16)، وطبطبائي فور (4)، وحكيم تو (2).. وبقية أسلحة التزوير الفارسية المبتَكَرة !..

فهل من مُتَّعِظٍ يا أهل العراق الأشم، وأيها العرب والمسلمون، وأيتها البنادق المقاوِمة التي يجب ألا تهدأ أبداً، طالما أنّ الكذّابين مُصِرّون على استخدام أسلحة (التزوير) الشامل، لترسيخ أمرٍ واقع، ناشئٍ عن تزويرهم وذيوله ودجل أذنابه وفحيح أدواته.. في بلاد الرافدين الشمّاء ؟!..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ