حقيقـة
النظام السوري
والمصير
المحتوم
عامر
م جلال
Lbnsa28@yahoo.com
إن من بديهيات
السياسة الدولية أن تسعى كل
دولة إلى تحقيق أهدافها والى
عزة شعبها وفق المبدأ الذي
تتبناه تلك الدولة والذي يجمع
أفكار ومشاعر أفرادها في دستور
يكون جميع أفراد المجتمع محكوما
به (وهذا غير محقق بسورية طبعا)
وفي السياسة
الدولية أيضا أن تكون الدولة
إما مؤثرة أو متأثرة (وأحيانا
الاثنين معا) وفي سورية (والعديد
من دول المنطقة)النظام متأثر
وتابع لغيره حتى النخاع.
منذ استقلال سورية
توالت الانقلابات فيها وكل
انقلاب كان مدعوما من دولة ما
إلى أن استقر الأمر عند حافظ
الأسد وبانقلابه الذي اسماه
الحركة التصحيحية أعلن بالحديد
والنار أن الأمر داخل سورية
أصبح بيد رجل واحد ينفذ سياسة
خارجية وفق املاءات أمريكا
بالتحديد وبالتالي لن يكون في
داخل سورية أي معارضين موالين
لأطراف أخرى ولا حتى معارضين
شرفاء إنما المطلوب من الداخل
الانصياع التام والاستسلام
لإرادة هذا الرجل الواحد
وطائفته. هكذا تم حكم سورية لمدة
ثلاثين عاما بالحديد والنار
والدهاء والخبث وكانت الظروف
الدولية مساعدة له في ذلك إنما
لم تكتمل خطته بالاستمرار في
ذلك من خلال ابنه باسل الذي لاقى
حتفه في حادث غامض وآل الأمر إلى
الابن الثاني
بشار فكيف حكم حافظ الأسد
سورية وكيف سيحكم ابنه بشار
الأسد سورية ؟؟
لقد فهم حافظ الأسد
الوضع الدولي آنذاك ولعب الدور
المنوط به بأكمل وجه على حساب
شعبه ورفاهيته وكان مصير
المعارضين إما السجن أو
الإغراءات المادية أو المناصب
أو القتل تحت مرأى ومسمع العالم
اجمع دون التدخل من تلك
الديمقراطيات الغربية الكاذبة.
لم
يكن لحافظ الأسد أي مرجعية
قانونية أو دستورية يحتكم إليها
بسياساته الداخلية والخارجية
إنما حكم البلاد من خلال عائلته
وطائفته الذي عينهم في مناصب
عالية تمثل مفاصل الدولة وعلى
رأسهم أجهزة القمع والاستبداد
والقتل والإفساد, الأجهزة
الأمنية التي كانت تمثل أصابع
يديه يحركها بإحكام وتمرس
أما المناصب الأخرى
(مثل الوزارات والمدراء الكبار
وغيرهم) فكانت مناصب صوري! ة يتم
تحريكها من الخلف من خلال أجهزة
القمع والقتل الآنفة الذكر
أما الجيش فقد أقال
كبار الضباط منه وعين أفراد
عائلته وطائفته في قيادته بعد
أن رفع رتبهم بقفزات بهلوانية
وعين بعض الوصوليين في مناصب
صورية (تحرك من الخلف) لإكمال
الصورة عند السذج من الناس في
عالمنا العربي والعالم اجمع .
استلم بشار الأسد
هذه التركة بطريقة هزلية أضحكت
العالم ولكن من دون تعليق ورضيت
أمريكا بذلك وباركت الأمر في
الوقت التي تتبجح فيه أمريكا
والغرب عموما بديمقراطية بلهاء
من هذا النوع أو من نوع
ديمقراطية العراق وأفغانستان
سار بشارع! على خطى
والده سواء بالولاء أو
بالاستبداد والقمع وتوقع بعض
السذج أن ربيع سورية قد أتى
بمقدم الطبيب الشاب ولكن هيهات
هيهات
والسيناريو
الإقليمي سيكون على النحو
التالي:
1- في لبنان تم وضع
التحقيق بالاغتيالات على نار
هادئة إلى أن يتم ترتيب البيت
اللبناني وفق المنظور الأمريكي
وبحيث يتم قطع النفوذ الفرنسي
بمختلف الوسائل والأساليب
وبعدها يكون كبش الفداء جاهزا
لتلبيسه قضية الاغتيالات
2- في العراق لم ولن
يدعم النظام العلوي السوري
المقاومة السنية ولا بشكل من
الأشكال خاصة وان النظام له
مصالح مع الشيعة في لبنان
وإيران
3- لم يقل احد في
الإدارة الأمريكية أنهم يريدون
تغيير النظام بسورية إنما تغيير
سلوك النظام !!! لان الأمريك! يين
يعلمون أن النظام ألنصيري
القائم يحقق لهم ولإسرائيل ما
لا يحققه غيرهم حتى أن
المساعدات الأمريكية قائمة
بطرق عديدة منها ما قالته صحيفة
الثورة الرسمية بتاريخ 20/12/2005 أن
حجم الصادرات السورية إلى
أمريكا هذا العام بلغ 800 مليون
دولار !!! فأي
ضغط أمريكي هذا ؟؟
4- أما الأوضاع
الداخلية فسوف تزداد سوءا في
الاقتصاد والاستبداد والقمع
والفساد والإفساد لمنع أي صوت
يعلو في المجتمع غير أصوات
النظام وأذنابه والشعب سيستمر
بدفع الثمن
أما المصير المحتوم
فسيكون وبالا على العائلة
الحاكمة وعلى هذا النظام
المشؤوم أولا وعلى كل من دار في
فلكه وسانده ورضي أن يكون ذيلا
له خاصة أؤلئك الذين ينفخون
بأبواقه مدافعين عن جرائمه وكأن
الشعب ساذجا لدرجة أن يصدق يوما
أن آصف شوكت أو ماهر الأسد أو أي
ضابط مخابرات آخر سيأخذ الإذن
منهم إذا قرر تصفية أي شخص كان
في سورية أو خارجها.
إن
الأمثلة على نهايات أنظمة القهر
والاستبداد والإجرام واحدة عبر
التاريخ وآخر نهاية كانت نهاية
النظام البعثي القريب ولكن
العبرة لأولي الألباب فقط أما
نهاية النظام البعثي الطائفي
بسورية فستكون اشد وبالا لأنها
لن تكون إلا بأيادي أبناء هذا
الشعب العريق الذي صبر كثيرا
ولكن الصبر الآن بدء ينفذ.
" لا عزة ولا
كرامة لأمتنا إلا بالإسلام
والتحرير"
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|