بشار
يرقص
بين
الشموخ والرضوخ
بقلم
: د. محمد نور الدين خوام
غريب
أمر النظام في سورية ، غريب في
شعاراته ومبادئه ، غريب في
مواقفه وتحالفاته ، غريب في
سلوكه وتصرفاته.
وأخيرا
غريب في إنتمائه سواء الوطني او
القومي أو حتى الإنساني ،
فمقابل هذه الترويضات الخارجية
نجد النظام يحاول بكل ماأوتي من
إمكانيات ووسائل أن يتماشى
ويرضخ لكل مايطلب منه ولو كان
على حساب الوطن والشعب بل وعلى
حساب الأمة ، حتى أصبح يستجيب
لكل مايطلب منه أن يفعله مادام
ذلك يزيد في عمره ويبقيه في سدة
الحكم في سورية ، وهو وإن كان
يخرج عن خزيه
فيكشر عن انيابه ويزئر
قليلا فهذا ليس غريبا عنه ، في
المقابل نجد النظام يحكم قبضته
الحديدية الصدأة على أهلنا
وشعبنا في سورية مستمرا باسلوب
الترهيب والتخوين تارة والأذى
والإضرار تارة ، أو الى القتل
تارة أخرى ، فهذه عقيدة
وسلوك إستساغها النظام عبر
العقود الماضية سواء كان فرديا
أو جماعيا ، قرى أو مدن ، فلديه
القدرة والوسيلة والمبرر
لكل مايرتكبه من جرائم ،
والأدهى من ذلك هو أنه قاتل هذا
الشعب بمجموعه فأصبح في السكون
المطلق ، ويوهم شعبه وجماهيره
أنه نظام وطني قومي مستهدف من
الإمبريالية والصهيونية وأن كل
مايقوم به إنما هو حفاظا على
الكرامة الوطنية والقومية
وأهداف الأمة العربية، وأن كل
من يتجرأ أن يفكر بغير مايفكر به
النظام هو خائن للوطن
والمبادئ القومية وعدو لأهداف
الثورة العبثية ، وهو يتعامل من
هذا المنطلق مع المستضعفين من
هذا الشعب، الذي أصبح الغالبية،
والتي إستطاع أن يمسخها من
إنسانيتها ووطنيتها وكرامتها
ويتعامل معها بكبر وعنجهية وقهر
مابعده قهر ويسلط عليهم سياط
العذاب تلهب ظهورهم وأعناقهم
ليوهمهم بأنه المارد الشامخ
الجبار الذي لايقهر ، ومن ناحية
أخرى لاتفتئ مخابراته ببث
الإشاعات والأكاذيب ليوهن هذا
الشعب ويضعفه لا بل يشوش افكاره
ورؤيته حتى يسهل ضبطه وقياده ،
فهذا الشعب إختلطت الأمورلديه
فهو في حيرة من أمره لايستطيع ان
يفكر أويرى إلا من خلال مايراه
هذا النظام ودهاقنة الكذب
والتضليل في دمشق فهي صنعة
بدأوها صغارا وأصبحوا الأن سادة
تلك الصنعة وتجارها.
وفي
أكثر من مرة وفي أوقات مختلفة
تشيع أجهزة المخابرات بأن
النظام على إستعداد أن يبيد
ويمسح دمشق عن الخارطة فيما لو
تمرد الجيش أو جزء منه أو الشعب
أو جزء منه ، وهو بذلك يلقي
الروع بكل من يتناهى هذا الخبر
الى سمعه، فيترك الناس أسرى
الخوف والحيرة والسلامة وكأن
دمشق بتاريخها ومجدها وأبنائها
لاقيمة لها فيما لو تهدد النظام
وكأنها ستكون أولى ضحاياه
لإيقاف مسيرة التغير، ويتحول
هذا التهديد والوعيد الى منهج
وإستراتيجية يتفوه بها رأس
النظام ليهدد المنطقة بأكملها
، محاولا إرهاب شعبه وجيرانه
والمنطقة لا بل والعالم بأجمعه.
وهو
يظن أن مثل هذه التصريحات
والمواقف يمكن أن تعرقل مسيرة
التغير في المنطقة بل
إنها كشفت للرأي العالمي قبل
العربي حقيقة هذا النظام الذي
هو غريب عن هذا الشعب وهذا الوطن
وهذه الأمة ، وهو لايمكن أن يوصف
إلا بكلمة واحدة وواحدة فقط (
النظام البلطجي ) او(نظام
البلطجة )، وكما هو معلوم ان
البلطجي قد يعيش لفترة مراوغا
متمردا، ولكن في النهاية لابد
إلا أن تطاله يد العدالة ، حاله
حال هذا النظام الذي لم يعد
مقبولا حتى من الذين نصبوه
وخدمهم خلال العقود الماضية،
فلقد ساءهم وآذاهم ما يفعله
النظام بشعبه وبجيرانه فبدأت
الأصوات تتعالى للتخلص منه
عربيا وعالميا ، ومن سخريات
القدر أن لايبقى له إلاصديق
واحد وواحد فقط يشفق
لحاله ويعز عليه رحيله فينادي
بعض الجنرالات والساسة في إسرائيل
بإبقائه ضعيفا خائفا طائعا
وخادما ذليلا ، حيث من الصعب
العثور على بديل بتلك المواصفات.
لقد
خدع شعبه وأمته وتلبس بالمبادئ
البراقة والخادعة حتى أنكشفت
وبانت سوءته، وهو
الآن لم يعد في يديه من الأوراق
ليلعبها سوى ورقة التهديد
والوعيد وإشاعة الفوضى والخراب
في سورية وفي المنطقة وهو بذلك
يرسم لنفسه نهاية دولة الإرهاب
بعدما حكم سوريا بإرهاب الدولة
خلال أكثر من أربعين عاما ، فبعد
كل ما عاناه شعب سورية من القهر
والقمع والإفقار وشعب المنطقة
من الإرهاب والإبتزاز باسم
الصمود والتصدي تارة والتحرير
تارة اخرى ، وإخيرا
خديعة التوازن الإستراتيجي
،وفرية السلام العادل والشامل
التي تتخدر وتنتشي بها عقول
زبانيته ومنافقيه.
وبعد
كل ذلك ألم
يتضح جليا للاعبي السياسة في
المنطقة من عرب وعجم أن
أمن هذه المنطقة وإستقرارها بل
وتطورها رهين بالتخلص من هذا
النظام وعدم إيجاد المبررات
والمسوغات لإستمراره ، ولكم في
تاريخ الأنظمة الشيوعية عبرة ،
لقد حان الأوان لأشقائنا العرب
ان يحزموا أمورهم ويعينوا شعب
سوريا للتخلص من هذا النظام
بإستمرار الضغط عليه وعزله
للتخلص من هذه الكارثة التي حلت
بالمنطقة وأخرت
سوريا عقودا وجلبت على المنطقة
القتل والسلب والأحقاد والفساد
بكل مالهذه الكلمة من ابعاد حتى
آلت الأمور في سوريا إلى ما آلت
إليه الآن. (وإن كانت مصيبة
لبنان لا تشكل نقطة في بحر مصائب
سورية ).
إن
التخلص من هذا النظام لم يعد
مطلبا وطنيا أو قوميا أو
أخلاقيا أو أمنيا (حيث يمثل إحدى
حلقات التهديد والإرهاب المنظم
في المنطقة) لا بل إنسانيا لوضع
حد لتلك المعاناة المأساوية
التي يكابدها شعبنا منذ أن
تسلطت هذة الشرذمة على شعبنا في
سوريا التي كانت عبر التاريخ
رائدة الحرية والتقدم والسلام
والإستقرار.
منبر
التضامن للحريات – سورية
المجلس
الوطني السوري – واشنطن
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|