ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/12/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

هل أصبح النظام السوري أمياً

لا يحسن القراءة ؟

الطاهر إبراهيم*

يحاول النظام السوري ،منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق "رفيق الحريري، أن يحشد أمام المجتمع الدولي، ما يصح وما لا يصح، من أدلة على أنه بريء من دم " الحريري" . ولكنه أبدا لا يحاول أن يظهر هذه البراءة أمام خصومه من اللبنانيين، ليعرف هؤلاء أن مصير أي واحد منهم لن يكون أفضل من مصير الحريري ومن سبقه ومن لحقه، ممن جهروا بعداوتهم لهذا النظام .

النظام السوري متهم، ويكاد أن يقول خذوني. وليس مطلوبا من اللبنانيين ،الذين نكبوا بهذه الاغتيالات، أن يبرزوا الأدلة على تورط هذا النظام، بل على النظام الذي جعل من بيروت وكأنها ضاحية من دمشق، بما غرس فيها من أجهزة مخابرات، لا تخفى عليها كبيرة ولا صغيرة، أن يبرهن على براءته .

ولا يحتاج الأمر إلى كثير كلام لتوضيح هذه الحقيقة التي يثبتها هدوء بيروت على مدى أكثر من 15 عاما بعد اتفاق الطائف، حيث كانت تحت سطوة من كان يسكن "مجدل عنجر" : "رستم غزالة" و قبله "غازي كنعان" .   

في سورية يشعر المواطن ،بحراجة موقفه تجاه شقيقه اللبناني، مع أنه لا حول له ولا طول يوظفهما ليشعر هو بالأمن فضلا عن أن يمد يده إلى أخيه اللبناني. فقد اعتبر النظام الشعب السوري كمّا مهملا، لا يأخذ رأيه إلا عندما يهيئ لتسويق سياساته الخرقاء على المستوى الإقليمي والعالمي، من خلال مظاهرات شعبية مدفوعة الأجر . 

ما يقوم به الإعلام السوري المضلل من شن حملاته ضد الأشقاء في لبنان ليس جديدا. فقد كانت ومازالت أجهزة الإعلام هذه تحاول أن تغطي السياسة البعثية المتعثرة بافتعال معارك جانبية، ليست -للأسف الشديد- مع إسرائيل، وإنما مع دول شقيقة. وشعوب شقيقة ومع إدراك الجميع ،إلا سدنة النظام، بإفلاس هذه السياسة، فإنه ليس في وارد النظام أن يعترف بهذه الحقيقة، ما يعني أنه قد فقد حاسة القراءة لمستجدات السياسة .

منذ اليوم الأول لنشوء أزمة التمديد للرئيس اللبناني "إميل لحود"، والمخلصون من الشعبين اللبناني والسوري يحذرون من العواقب التي يمكن أن تتخلف عن النتائج المأساوية للسياسة الخطأ التي كانوا يرونها ماثلة للعيان في مفاقمة الأزمة. ومع ذلك فقد ركب النظام رأسه، وذهب في التمديد إلى آخر المشوار،بعد أن حرّض الموالين له لتعديل الدستور اللبناني رغم تحذيرات أعضاء نافذين في مجلس الأمن، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا .

السياسة الأمريكية في المنطقة بداية القرن الواحد والعشرين، أو قل مع بداية ولاية الرئيس السوري "بشار الأسد"، أصبحت غيرها أيام الرئيس السوري الراحل "حافظ الأسد"، لا لأنه كان أدهى وأصلب، وهو أمر لا نجحده، بل لأن "الأجندة الأمريكية" تغيرت نتيجة متحولات كثيرة، ومع ذلك فإن النظام السوري لا يريد قراءة هذه المتغيرات .

ومع هذا التغير الاستراتيجي الذي لم يستوعبه النظام السوري، أو لا يريد أن يستوعبه، فإن الإدارة الأمريكية وجدتها فرصة سانحة لفرض أجندتها،بعد أن تجاوز النظام السوري حافة الهاوية بتعديل الدستور اللبناني، ما أدى إلى أن يصدر مجلس الأمن القرار 1559، الذي كان المطلوب الأول فيه هو سحب الجيش السوري من لبنان .

عندما أعلن "فاروق الشرع" وزير خارجية سورية بأن القرار 1559أعلاه لا يخص سورية لا من قريب ولا من بعيد، وأنه "قرار تافه"،شعر المراقبون بأن "الشرع" ما عاد يجيد قراءة قرارات مجلس الأمن .

وقد تبين أن القرار ليس تافها كما زعم الشرع، ما أدى إلى انسحاب الجيش السوري. وبدلا من أن تعود العلاقة بين البلدين الشقيقين بعد الانسحاب إلى ما كانت عليه قبل عام 1976، فقد صعّد النظام السوري بعد الانسحاب، ما أدخل البلدين في أزمة مستعصية .

وعلى ما يظهر فإن عدم القراءة الصحيحة عادة متبعة عند رموز النظام السوري، الأمر الذي أخذ صورا عدة، كان أبرزها التصعيد الذي رفع النظام السوري وتيرته بعد الانسحاب من لبنان، حتى وصل إلى دركات منخفضة في أخلاق التعامل بين الأشقاء، وكأنه لم تكن هناك مودة تجمعهم .

لقد فشل النظام السوري أن يصل حتى إلى أخلاق المتخاصمين من الناس العاديين إذا كان بينهم خصومة. فقد كان الخصم يقول لعلي أترك للصلح "مطرح"، فتراه لايقطع كل الخيوط . وإذا كنا لا ننتظر الأفضل في ما تنشره دكاكين الإعلام البعثية، لأنها لا تجيد إلا الردح والقدح، بل ولا تعرف أن تكون غير ذلك.إلا أنه كان مما يناسب المقامات ألا تنزل الرموز السورية الكبيرة إلى مستويات أدنى في أدب التعامل.

قرارات مجلس الأمن التي قننت للتعامل مع سورية في لبنان بل وخارجه ، سواء أعتقد السوريون أنها خطأ، أو اعتقد اللبنانيون أنها صواب، أصبحت أمرا واقعا، وعلى دمشق أن تتعامل مع بيروت على هذا الأساس. وأن فترة الوصاية كانت استثناء وانتهت وعلى النظام السوري أن يدرك ذلك وأن يقرأ هذه الحقيقة على أن لبنان عاد كامل السيادة . 

 

غير أن النظام السوري لا يريد أن يعترف بهذا الواقع.  ففي وقت كنا نسمع تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية "فؤاد السنيورة" التي تمهد للحوار مع سورية،لم نكن نسمع ما يقابلها في الجانب الآخر من الحدود،من أركان النظام،بعد أن كسر الرئيس السوري حاجز المقبول بالتعامل مع رؤساء الحكومات والدول، وقال في حق "السنيورة" ما قال .  

بل إن التصعيد وصل إلى مواقع لا يصح أن يصل إليها،فتضر بالمواطن العادي كما حصل عندما تكدست أرتال الشاحنات على الحدود مع سورية في منطقة "المصنع" الحدودية ،حتى تندر المتندرون بحرب شاحنات يشنها النظام السوري على لبنان.

لا أحد يعتقد أن العلاقات بين سورية ولبنان يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل يوم 26 نيسان من هذا العام، عندما كان لبنان يدار من دمشق عن طريق وكيلها الحصري في "مجدل عنجر" . وإذا كان هناك أحد في دمشق يعتقد بخلاف ما قلناه، فهو ما يزال يضع رأسه في الرمال، لأن عقارب الساعة لا يمكن أن تسير إلى الوراء .

واستطرادا فإن مشاعر الارتياح التي لم يحاول النظام السوري إخفاءها بعد صدور القرار الأخير 1644 لا مبرر لها، ولا تدل على أن النظام يحاول القراءة بشكل جيد لما يصدر عن مجلس الأمن. بل إن إعلام النظام نسج القصص الخيالية عن وقوف المندوب الروسي في وجه مندوب أمريكا، ما أدى إلى تخفيف لهجة القرار .

ولو أن الثلاثي (الشرع – المعلم – المقداد) تبصروا قليلا لوجدوا أن القرار 1636 -بكل ما فيه من بنود تلزم النظام بالانصياع لها- ما يزال ساري المفعول، ويعطي لجنة التحقيق الدولية صلاحيات واسعة،ليس أقلها إلزام سورية باعتقال المشتبه بهم، بعد أن حولهم تقرير "ديتلف ميليس" الثاني من خانة الشهود إلى خانة الاشتباه.

وأخشىما يخشاه العاقلون من السوريين أن يأتي عليهم يوم يترحم فيه سدنة النظام السوري على "النباش الأول" ديتليف ميليس" بعد أن يتعاملوا مع خلفه البلجيكي القادم.

*كاتب سوري يعيش في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ