ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 29/12/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ليس الشاذّ وجودُ الأنذال ...

بل قيادتهم للأمّة ..أو الدولة (سورية نموذجاً)!

عبد الله القحطاني

أ _ وجود الأنذال في أمّة ما , ليس غريباً ولا شاذّاً . فليس في الكون أمّةٌ تخلو من أنذال . إنَّما الشذوذ الصارخ , هو أن يقود الأُمَّة مجموعة من أنذالها، سواء أكانت هذه القيادة سياسيّة ,أم اجتماعية , أم إعلاميَّة , أم أمنيَّة , أم ثقافيَّة .. أم كانت كل ذلك , وهذا هو الأخطر والأخبث والأشدُّ فتكاً وتدميراً , وهذا هو ما نراه اليوم في سورية أمّ الحضارات.. !

ب_ شبكة الدعارة البعثيَّة الرفاقيَّة ( الأمنيَّة _ القضائيَّة _ السياسيَّة ..) التي أعلنت عنها وسائل الإعلام السوريَّة وغير السوريَّة .. هذه الشبكة ، بحدّ ذاتها، ليست بِدْعاً في حياة الأمم والشعوب , فقلَّما تخلو أمَّةٌ من أنذال ساقطين , يجرّون الأبرياء من أبناء المجتمع وبناته ، بحِيَـل خسيسة , إلى أوكار الرذيلة ..

البِدْع والشذوذ ، هو أن تقود هذه الشبكةَ في المجتمع , مجموعة من حماة المجتمع ومن سَدَنة الأمن والقانون والقضاء فيه ..!

والبِدع الأكثر غرابةً وشذوذاً , هو أَلاّ يَتوقَّع المجتمع السوري المحافظ , هذا الانحراف والشذوذ والسقوط والدُّونيَّة , من هذه العصابة ، التي تتولَّى أموره منذ أربعين سنة , ولا سيَّما بعد أن عرفها بعمق , منذ سنوات حكمها الأولى .. ولا سيَّماـ أيضاً ـ أنَّ الكثيرين من أبناء هذا المجتمع ، يَحفظون الكثير من الأمثال والحِكَم , من مِثل " الشيء من معدنه لا يستغرب" و " كلّ إناء بالذي فيه ينضح"!

كما أنَّ الكثيرين من مثقّفي سوريَّة , يَحفظون الكثير من الحكم والأمثال العربيَّة القديمة , التي أبدعتها عقول الحكماء وقرائح الأدباء , من مِثل قول الشاعر :

لا يَصلح القوم فوضَى لا سَراةَ لهمْ      ولا سَراةَ إذا جهّالهم سادوا

وقولِ الآخر:

 ومَن رعَى غَنماً في أرضِ مَسبعَةٍ     ونام عنها تَولّى رعيَها الأَسَدُ

 ج ـ أمّا ما يُدمي القلوب , ويذهِل الألباب , فهو صمت القبور , الذي يلفّ ساحات دمشق وحلب , وحمص وحماة , واللاذقيَّة ودير الزور , والجزيرة وحوران .. إزاء كلّ ما جرى ويجري , لأبناء سوريَّة الأبرياء الأطهار , وبناتها العفيفات المصونات , على أيدي هذه العصابة الأثيمة المجرمة , عصابة الزنادقة الزناة القتلة اللصوص المجرمين , الذين يَحكمون بلاد الشام الطاهرة الأَبِيَّة ..!

لقد كانت ساحات المدن الكبرى في سوريَّة , تشتعل غضباً , إزاء هفوة صغيرة تمسّ الدين أو الخلق , أو الشعور الوطنيّ العام , بأيّ سوء أو أذىً .. في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي , في عهد الاستعمار الفرنسي , فيما لو تعرّض جنديّ أو ضابط ، أو موظّف في الدولة..لأخلاق المسلمين بأذىً ، أو لأعراضهم بسوء ..

وكان هذا يحدث في الخمسينات ، من القرن العشرين المنصرم كذلك , حين كان قادة البلاد , على اختلاف مشاربهم , يتحلّون بشيء مروءات الرجال , وشيم الرجال , وأخلاق الرجال . وكان هؤلاء القادة ينتفضون غضباً , وتتفجّر الدماء في عروقهم نخوة وحميَّة , حين يعلمون بأنَّ عرض فتاة طاهرة مُسَّ بأذىً ، من قِبل أحد موظفي الدولة , فينال عقابه الصارم الأليم , الذي يشعِر الفتاة وأهلها بالإنصاف , ويشعِر أبناء الشعب عامَّة , بأنَّ كراماتهم وأعراضهم , محميَّة بقوة القانون , وبنخوة الرجال الذين يسنّون القانون , وأولئك الذين ينفّذون القانون ..

أمَّا اليوم , في عهد هذه العصابة المجرمة المارقة , فقد غاب القانون , ورجال القانون .. وساد الزناة الفسقة اللصوص القتلة ..!

فماذا بقي لأعراض المحصنات من قوّة تَحميها !؟

بقيت أشياء لاتزول من قلوب الأمّة الحرّة الأبيّة المؤمنة ، مهماطال ليلها، واشتدّ كربها، وأرهَق نفوسَها ظلم حكّامها المستبدّين الفاسدين , وهي : نخوة الرجال , وإرادة الرجال , وحميَّة الرجال , وشهامة الرجال .. وما نحسب عصابة الفسق والإجرام , قد أبادت في سوريَّة الرجال كلّ الرجال..

ولله درّ القائل :

إذا أنتَ لمْ تَعرفْ لنفسكَ حقّها      هَواناً بها كانت على الناس أهْونا

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ