ـ

ـ

ـ

السبت 31/12/2005

عجائب الدنيا :

البرلمان العربي ماقيمته؟

عبد الرحيم طويل الأندلسي

يروى عن سيدنا علي (رضي الله عنه) أنه قال : ( قيمة كل امرئ مايحسنه), وقد صارت كلمته مثلاًً سائراً , وأقول : قيمة كل برلمان ماينجزه . ترى هل تصبح كلمتي هذه مثلاً سائراً أيضاً ...

وهنا أتساءل : إذا كانت البرلمانات العربية من الهشاشة والركاكة والضعف ماتعجز معه أن تفعل لشعوبها من الخير والسعادة والدفاع عن حقوقها أمام تغوُّل السلطة التنفيذية شيئاً يذكر . فماذا عسى أن يفعل برلمان لاينتمي إلى بلد معين , ولايملك حق التشريع لأي بلد , ولا يستطيع أن يقف أمام أي سلطة تنفيذية ظالمة ليقول لها توقفي عن ظلم مواطنيك , أو يحاسبها على فسادها الإداري أو على سرقة خيرات بلدها والعمل على إفلاسه والانحطاط بشعبه إلى مادون المستوى المأمول اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ؟!...

ثم إن أعضاء هذا البرلمان منتقون انتقاء من برلمانات ضعيفة عاجزة معظمها محاصر في بلده بتهم التزوير والتزييف والتعيين المسبق قبل الانتخابات . فقد حدثني أحد مسؤولي الحملات الانتخابية لأحد مرشحي هذه البرلمانات أنه صنع وليمة ضخمة في أثناء دعايته الانتخابية دعا إليها رئيس حكومة بلده وبعض وزرائه وبعض الشخصيات المرموقة والمتنفذة في البلد, ولما تناول الحاضرون الطعام وأرادوا الانصراف قال رئيس الحكومة للمرشح ( مبروك نجاحك سلفاً ) فقد قررنا قبولك عضواً في البرلمان الجديد !!. وفعلاً فقد أسفرت النتائج عن نجاح هذا المرشح , علماً أنه خاض عدة انتخابات سابقة ولم ينجح , بل كان بعيداً جداً عن النجاح , لأنه خاضها بشعبيته الهزيلة ولم يتلقَّ وعودأً بالنجاح من سلطته التنفيذية . والأنكى من ذلك أن هذا النائب الجديد محام يعمل في  مجال الحقوق والقانون ؟؟!! أليس هذا مما يستحق أن يضاف إلى عجائب الدنيا السبع لتصبح ثماني عجائب؟!...

أماعن قيادة هذا البرلمان فلا تعجبوا فإن رئيسه من بلد شبه محتل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فلا تملك حكومته ولا برلمانه أمراً ولا نهياً في أهم قضاياها وسياساتها لاسيما الخارجية , أما نائب الرئيس فهو متهم بالنجاح بالتزوير في بلده وهناك قضية مرفوعة ضده أمام القضاء ... وأما مقرّه ففي أعرق عاصمة عربية - تاريخياً طبعاً- ولكنها أعرق عاصمة في الوقت ذاته في تزوير إرادة شعوبها واضطهاد مواطنيها, وفرض نواب لايمثلون ضمير شعبهم ولا يسعون في تنفيذ إرادة هذا الشعب , بل يسعون لإرضاء السيد الرئيس وأعوانه ورجال مخابراته والمقربين إليه . بل إن برلمان هذه العاصمة هو الذي عدّل مادة في دستور بلاده خلال دقائق معدودة – وأمام شاشات التلفزيون ليرى القاصي والداني ديمقراطيتنا وتحضرنا التشريعي , ولنصبح مثار سخرية العالم -  ليحدث مادة في الدستور يفصلها تفصيلاً على مقاس ابن الرئيس الراحل ليرث أباه في منصب الرئاسة – حفاظاً على مصلحة الوطن طبعاً - ...

أوليس هذا كله مما يستحق أن يضاف إلى عجائب الدنيا ؟؟!! التي صار عددها : ( لاأدري فقد كثرت وعليكم الحساب ) .

هنيئاً لكم أيها العرب ببرلمانكم الجديد الذي اقتفيتم فيه أثرالاتحاد الأوروبي, وعسى أن يكون فاتحة خير وعصر ديمقراطي جديد , واتحاد عربي – إن لم نقل وحدة عربية , لأننا لم نعد نطمح إليها- تبزون به الاتحاد الأوربي وبرلمانه وإنجازاته .

وأعود فأقول : الأيام قادمة لترينا قيمة هذا البرلمان المولود , وقيمة كل برلمان ما ينجزه .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ