هل
يتخلى آل عبد العزير بن سعود
عن
دم الحريري
سعفان
السعفان
لم يدخل رفيق الحريري الحلبة
السياسية اللبنانية كزعيم
لبناني، ولا كرجل ثري، وإنما
دخلها كرجل تربطه بآل سعود أكثر
من روابط الولاء. ما الذي جعل من
الطائف النائية عن لبنان وعن
دمشق وعن القاهرة مركزاً لاتفاق
لبناني ـ لبناني ـ سوري فيما عرف
باتفاق الطائف، وزج بآل سعود
بكل هيبتهم وثقلهم قوة إيجابية
وقورة وفاعلة في الساحة
اللبنانية فكان لهم الدور الأول
في كفكفة غرب الحرب الأهلية
اللبنانية.
لقد وضعت آل عبد العزيز قواعد
الحل اللبناني ووضعوا مفاتيح
رؤيتهم وثقتهم في يد الشاب
الرفيق (رفيق الحريري) لما وجدوا
فيه من نباهة وذكاء وقدرة،
وأوكلوا إليه أمر المحافظة على
السلم الأهلي اللبناني
بالطريقة التي يراها مناسبة
وبالتشاور معهم ومع دمشق
والآخرين.
لم يكن (وضع دمشق) بكل تعقيداته
وتجاوزاته غائباً يوماً عن
أنظار أبناء عبد العزيز ـ وهم
عندما زجوا برفيق الحريري في
الدائرة التي قتل فيها جنبلاط
ومعوض وحسن خالد كانوا متأكدين
أن أحداً من العقلاء لن يجرؤ على
النيل من الرجل الذي اعتبروه
دائماً واحداً منهم والذي وصفوه
بأكثر من سياق بعبارة (ابننا) أو
(ولدنا).
العرف العربي يقرر أن أي إهانة
أوتهديد توجه إلى الحريري، إنما
كانت توجه إلى أبناء عبد العزيز
ذاتهم، وإن كان الرجل بقامته
السامقة قد رفض ـ ربما ـ أن ينقل
تفاصيل ما يتعرض له إلى أصدقائه
وأحبابه هؤلاء.
عندما وقعت الواقعة، وتم اغتيال
الحريري، فإن أولياء الدم كما
يقرر العرف العربي أيضاً ليس آل
الحريري وحدهم وليس الشعب
اللبناني بكل فئاته وإنما وبكل
الأبعاد أبناء عبد العزيز أيضاً.
القتل بهذا الفهم قد طال واحداً
منهم جهاراً نهاراً وعن عمد
وتصميم.
كائناً من كان قد اغتال الحريري
فإن مسؤولية المطالبة بدمه تقع
في جزء كبير منها على أولئك
الذين أوكلوا إليه القيام على
أمر مشروعهم في المنطقة. فهل
يتنازل آل سعود عن دم الحريري..
أم ماذا هم فاعلون؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|