مستحيل
أن يعتبروا
ناصر
المؤيد
تساءل أحد الأصدقاء بعد سقوط
نظام صدام حسين، ألا يعتبر
هؤلاء (النظام السوري) بصدام؟!
قلت على الفور: هل رأيت مهرب
مخدرات يعتبر من وقوع مهرب آخر
في قبضة الشرطة؟! إنه سيقول: ذاك
وقع لأنه جاء من البحر، أما أنا
فأسلك طريق البر أو الجو .. أو إ ن
ذاك وقع بخطأ من أحد رجاله، أما
أنا فقد عملت حسابي جيداً..
ليفكر القارئ معي، وليحاول أن
يتذكر إن كان يعرف مجرماً قد
اعتبر بمجرم!؟ ذلك لأن للإجرام
فلسفة تبدو لصاحبها متماسكة،
هذا عدا عن المنافقين
والانتهازيين والمغفلين الذين
يزينون للمجرم ضلاله وفساده.
لم يعتبر النظام السوري بمصير
صدام، ولن يعتبر.. إنه يراهن على
أن أمريكا عاجزة عن التدخل
العسكري المباشر لإسقاطه، بعد
ورطتها الكبرى في العراق، كما
يراهن على ضعف الداخل وضعف
المعارضة التي كان يجتث أزهارها
أولاً بأول، على طريقة فرعون في
قتل أبناء بني إسرائيل، خشية
على عرشه...
بناء على ذلك، فإن النظام ظل
ممعناً في طغيانه وفساده لا
يخشى خالقاً ولا مخلوقاً، لكنه
الآن في ورطة كبرى كونه المتهم
الأول في اغتيال الحريري،
والعالم كله يقف اليوم بانتظار
نتائج التحقيق.
ومن الأعاجيب المعجزة قوله تعالى:
(( ويضل الله الظالمين، ويفعل
الله ما يشاء)) .. يضلهم فلا
يهديهم، حتى يردوا هلاكهم، وتلك
عقوبة دنيوية، أي دفعة على
الحساب، أما العقوبة الأخروية ((
ويوم القيامة ادخلوا آل فرعون
أشد العذاب)) ليتحقق العدل
الإلهي في فرعون موسى، وفي كل
فرعون يأتي بعده..
لنلاحظ أيضاً قوله تعالى ((كذلك
زُين لفرعونَ سوء عمله وصد عن
السبيل)) .. فمن الذي زين له سوء
عمله!؟ لعلهم المنافقون
المرتزقة الانتهازيون، حتى إنه
رأى البحر ينشق أمامه فلم يتأمل
ولم يتفكر لعل موسى أن يكون
نبياً صادقاً، بل تبعه وجنوده
فغرق في اليم..
أما آخر ما هو جدير بالتأمل، فهو
إصرار النظام على ظلمه وفساده
حتى آخر لحظة، ومباهاته بقبائح
أعماله.. إنه حتى اليوم لم يتكرم
بحل بعض قضايا أبناء شعبه،
القضايا الإنسانية، التي لا
يكلف حلها إلا كلمة، بينما يكلف
بقاؤها الكثير... حتى يذهب، وهو
ذاهب عاجلاً أم آجلاً، وليس له
من يأسى عليه، أو يذكره بخير..
إننا نكتب هذه الكلمات للذين
يبحثون عن الحق إضاءة لبصائرهم،
أما الطغاة وأذنابهم فهم غير
معنيين البتة، لأنهم (( صم بكم
عمي فهم لا يعقلون ))
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|