ستقول
السلطة ...
محمد
زهير الخطيب / كندا
كاتب هذه السطور
سوري مقيم في كندا، وكنت في حديث
مع سوري مقيم في إحدى دول اوربا
الشرقية تعرفت عليه حديثا عن
طريق الانترنت، وسألته عن وضع
الجالية السورية في بلد إقامته
فاجابني بما يلي:
"كان
لدينا رابطة للسوريين وهي الان
متوقفة لان قسما من أعضائها
القياديين أرادوا أن تكون تابعة
لاحد الاحزاب فانسحب المعترضون
... وهناك الان محاولة لتشكيل
رابطة جديدة سوف نعلن عنها
قريبا ان شاء الله. والجالية
السورية عندنا معظمها من التجار
والعاملين الذين يذهبون إلى
سورية بشكل منتظم وهم
يفضلون العمل معنا بشكل سري،
وقلة هي التي تجرؤ
على التحدي بشكل علني".
وقد أجبته بكلمات
أذكرها لكم عسى أن يكون فيها بعض
الفائدة:
أخي
الكريم، تحية وسلاما وبعد
بالنسبة لحديثك عن
نشاطات الجالية السورية في
المهجر، لي عدة ملاحظات أحب أن
أذكرها لك.
إن
أصل تجمع الجاليات الصحي أن
يكون تجمعا تغلب عليه الروح النقابية التجميعية وليس الروح الحزبية
الاديولوجية، وذلك كي يشمل جميع
الاطياف، ويضم في صفوفه كل
السوريين.
تكون
عضوية التجمع مفتوحة لكل سوري
في بلد المهجر ذكرا او انثى
مسلما او مسيحيا،
كرديا أو علويا، يساري او
يمينيا، قوميا أو اخوانيا،
المهم أن يقبل بميثاق بسيط لهذا التجمع يقوم على
العناية بالجالية السورية
وربطها بالثقافة السورية والاهتمام بملف حقوق الانسان في
سورية والاهتمام بعودة
الديمقراطية لسورية بالوسائل
السلمية العلنية التي تقرها
جميع الشرائع والقوانين الدولية ومنها
الصحافة والمؤتمرات
والاعتصامات والبيانات
وماشابهها.
لقد
تعود المواطن السوري على
الطريقة السرية في العمل
السياسي نتيجة استبداد السلطة
ومصادرة أشكال الحراك
السياسي والاستفراد
بالمعارض الضعيف تحت غطاء دولي ذي مصالح
وفي غيبة من الاعلام الحر، وقد
تغيرت كثير من هذه الظروف
اليوم، غير أن سلوك كثير من
المعارضيين السوريين لم
يتغير بعد.
نحتاج
اليوم لنقلة نوعية
حضارية تاخذ بيد السوري
المغترب من دهاليز السرية إلى
شمس الصدع بالحق والمطالبة
بالحقوق المسلوبة، وسيكون هناك بعض الضرر
وبعض الاذى يلحق بالحلقات
الضعيفة وبمن ليس عنده واسطة،
ولكن
الصبر والدأب على النهج العلني الحضاري
المغطى إعلاميا والمنسجم مع
الاعراف
والقوانين
الدولية سيجبر النظام على أن
يحترم هذا الاتجاه وينصاع إلى
مطالبه.
يجب
أن تعرف سلطة الاستبداد أن هناك
معارضين في المهجر، ويجب أن
تعرف مطالبهم السلمية
والمشروعة، ويجب أن تكون عندهم
الجرأة بأن يقدموا هذه العرائض
موقعة باسمائهم الصريحة.
نحن
لن نطالب السلطة بأكثر من تنفيذ
كثير من مشاريعها المزعومة
التي تأتي في تصريحات بعض
رموزها بين الفينة والاخرى مثل:
إلغاء
قانون الطوارئ
إصدار
قانون للاحزاب
تحقيق
الديمقراطية التي نص الدستور
عليها والتي زعم رئيس الوزراء
"العطري" أنها إحدى
أولويات وزارته
إيقاف
الفساد ونهب المال العام
والجدية في محاسبة المفسدين
فتح
حوار مع قوى المعارضة لانه أمر
مطلوب أصلا ولقطع الطريق على
القوى
الخارجية التي تحاول الاستفادة من
تناقضات الداخل.
ستقول السلطة أنتم
ضد الوطن، فقولوا
لها نحن ضد الاستبداد الذي أهان
الوطن
ستقول السلطة إن
أنتم إلا شرذمة قليلون وإنكم
لنا لغائظون، فقولوا
لها إن كل مواطن سوري خلية
ديمقراطية نائمة تنتظر رحيلكم.
ستقول السلطة أنتم
تحققون ما تريده اسرائيل، فقولوا
لها أن الكاتب الإسرائيلي "بن
دورون يمين" إعتبر أن
التخلص من النظام السوري سيعد
أكبر حماقة ترتكب في العقد
الأول من القرن الواحد والعشرين.
ستقول السلطة نحن
أو الفوضى، فقولوا لها نحن لا
نريد أمن القبور
ستقول السلطة أنتم
طائفيون، فقولوا لها إن رأس
الهرم في سلطتكم يخبرنا أنكم
أنتم الطائفيون
ستقول
السلطة أنتم على دبابة أمريكية
قادمون، فقولوا لها بل نحن من
شوارع الوطن وساحات الحرية
إليكم زاحفون.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|