أبو
جمال ..!
محمود
العمر
الحوار
الودي والعبارات الدبلوماسية
المتبادلة بين السيد علي صدر
الدين البيانو ني والسيد عبد
الحليم خدام على قناة المستقلة
أثارت لدى المهتمين بالشأن
السوري ردود فعل متباينة بين
فريق مؤيد لهذا التقارب على أنه
يصب في مصلحة المعارضة ويقويها
و يساعد على التعجيل في نهاية
النظام , وفريق حذر وخائف من
سرعة هذا التقارب لأن عهود
السياسيين غير موثقة ولا تطول
فسرعان ما ينقلبون ويتحولون من
رفقاء إلى فرقاء
, وإظهار المودة لهم قد تضع حركة
الإخوان في مواقف محرجة في
المستقبل , وفريق آخر رافض
مستنكر لهذا التقارب بناء على
خلفية خدام السياسية .
لاشك
بأنه لكل فريق قناعاته ومبرراته
ومنطلقاته الفكرية والسياسية
وهذا أمر طبيعي بديهي , لكن هناك
أمران في غاية الأهمية لابد من
ملاحظتهما من خلال ردود الأفعال
هذه
الأول
: وضوح الخطاب السياسي لحركة
الإخوان المسلمين في سوريا
وتنامي رصيدها الشعبي جعلها
اللاعب الرئيس على الساحة
السورية بحيث لا يمكن لأي فريق
سياسي -أيا كان – أن يغفله أو
يتجاهل دوره , يؤكد ذلك اتصال
السيد عبد الحليم خدام ومشاركته
في تلك المقابلة التلفزيونية
وحرصه على مد الجسور بينه وبين
حركة الإخوان .. لذا فقد أصبح من
الطبيعي جدا أن ترصد تصريحات
قياديي الحركة وتحسب أقوالهم
وتناقش مواقفهم ..
خاصة ما يتعلق بالسيد علي صدر
الدين البيانو ني
المراقب العام للإخوان
السوريين الذي اكتسبت شخصيته
السياسية والدبلوماسية أهمية
كبيرة جدا تختلف كليا عن شخصيته
العلمية الدينية .
إن
تربية السيد علي صدر الدين
البيانوني المشيخية وانحداره
من أسرة عريقة في العلم والتدين
طبعته على الفصاحة واللباقة
واللطف في الحديث أثناء الحوار
مع الآخرين . من هذه الزاوية
يمكن فهم العبارات الودية
الحميمة ليس مع السيد عبد
الحليم خدام فقط بل مع الجميع
ومنهم أطراف المعارضة السورية
بمختلف أطيافها ومشاربها
السياسية والفكرية. لكن هذا يجب
أن يتوازى ويتوازن مع الحنكة
الدبلوماسية وحساب المصلحة
السياسية حتى لا تستغل عباراته
أو يساء فهمها أو تكون سببا في
اتهامه بالدروشة السياسية .
الثاني
: انتقال عبد الحليم خدام إلى
صفوف المعارضة زاد من فعالية
الحراك السياسي في سوريا وأضاف
زخما قويا للمعارضة ودفع
بالقضية السورية
إلى قمة الاهتمام على صعيد
الرأي العام الداخلي والعربي
والدولي .
فليس
من الممكن أو المعقول أن تدير
المعارضة ظهرها له أو أن تنصب له
محاكمة ميدانية تحاسبه من
خلالها –كما فعل مجلس
الشعب العتيد – ثم تقرر على
إثرها هل تقبله في صفوفها أم لا
؟ إن الشعب السوري هو الحكم
الفصل في هذه القضية والمواطن
هو الذي سيحاكم الجميع إن عاجلا
أم آجلا عندها يأخذ كل نصيبه ...
إن أحسن قبولا وإحسانا وإن أساء
نسيانا وخسرانا ...
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|