إلى
الذي يدعم الاستبداد في (البيان)
الإماراتية و(الرأي)
الأردنية
.. وإلى الذين يسلكون مَسلكه
سورية
لنا ولشعبنا
وليست
لبشار الأسد وعصابته الطائفية
المجرمة
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، يا مَن
تطعنون شعبنا، لصالح عصابة
السفّاحين الذين أحالوا سورية
خراباً وقاعاً صفصفاً!..
فقد صبرنا طويلاً وتحاملنا
على جراحنا التي زدتموها ألماً،
وعلى نفوسنا المقهورة التي
زدتموها مرارةً وحسرة، لأن ما
تمارسونه من سلوك الممالأة
للنظام المستبدّ باسم الإسلام..
لهو أبعد عن أي معنىً من معاني
الإسلام، الذي يدعو إلى العفّة
والطهارة وإحقاق الحق وإبطال
الباطل، وعدم التدليس في عَرض
الحقائق وتشويهها !..
بعد فاجعة العراق، رأيتم بأمهات أعينكم أنّ
الأنظمة المستبدة لا تدافع عن
الأوطان، ولا تضحي في سبيل
الشعب والأمة، ولا تحمي عِرضاً
ولا أرضاً.. بل تكون في أول صفوف
الفارّين من أمام العدو.. واليوم
تُعيدون الكرّة في بلدنا سورية
دون أن يرفّ لكم جِفن !..
اليوم تهاجموننا ونحن إخوانكم على دينكم في
كل أمر، تهاجموننا لحساب الحاكم
العلويّ البعثيّ، ولسواد عيون
العصابة الطائفية المجرمة التي
أهلكت الحرث والنسل، فقتلت
شعباً، واغتالت وطناً، ومزّقت
أمةً مسلمة !..
اليوم يا سادة، تطعنون شعباً سورياً
مسلماً، بكل آلامه ومعاناته
وجراحاته وقهره.. في سبيل تبييض
الوجه مع حاكمٍ وارثٍ وطناً
وشعباً، حوّلهما الطائفيون
القتلة إلى مزرعةٍ وعبيد !..
اليوم تتشدّقون بكل ما يزيد من محنة شعبنا،
وبكل ما يدعّم بنيان الطائفيين
الذين يحكمون بالحديد والنار
وقوانين الطوارئ والأحكام
العُرفية.. وقانون القتل رقم 49
لعام 1980م، الذي يحكم بالإعدام
على مجرد الانتساب إلى تنظيمٍ
إسلاميٍ هو شقيق مظلوم من
أشقائكم !..
اليوم يا فرسان التنظير، تلقون علينا
مواعظكم لتعلّمونا كيف نلتف حول
قاتلنا وجلادنا، وقاتل أهلنا
ومُنتهكِ عِرضنا، ومُهجّرنا،
وسفّاحنا، وسارقنا وسارق وطننا..
بحجّةٍ انطلت عليكم كما تنطلي
الأمور على البسطاء، هي أنّ
سورية معرَّضة للخطر الخارجي..
تقفزون بذلك على الحقيقة،
فتتبنّون تضليلات النظام
الآثم، بأنّ سورية هي النظام
المستبد، وأن النظام القمعيّ
الطائفيّ هو سورية !..
اليوم تستهينون بعبرات حرائرنا، وقلق
أطفالنا، وعويل نسائنا، ودماء
شبابنا، وغُصَصِ انتظار شيوخنا
للفرج.. فتهذرون وتهذون في حلقات
سيرك النظام، وتتبجّحون حلفاء
للمتكبّرين الجبّارين المجرمين
!..
اليوم يا أصحاب الذاكرة المثقوبة
كالغربال، تتفلسفون لتزاودوا
علينا، ولتدلّسوا على حساب
شعبنا !..
اليوم يا أصحاب الضمائر العجيبة، تروّجون
لمقولات نظامٍ طائفيٍ سفّاح،
ضحك وما يزال يضحك على ذقونكم،
بأسلوبه الباطني المعهود،
وأنتم لا تزالون ماضين في غيّكم
وتخبّطكم !..
تا الله إنّ عبد الحليم خدام، الذي
تهاجمونه اليوم بأشدّ مما
يهاجمه النظام المجرم، وكنتم
بالأمس تجتمعون به وتعانقونه
وتتسامرون معه، حينما كنتم
تحجّون إلى دمشق.. تا الله لقد
أثبت أنه أعقل منكم، فقد غادر
العصابة في نفس الوقت الذي صرتم
أعضاء فخريين فيها، واعترف
بذنبه في الوقت الذي تُصرّون
على اقترافكم الذنوب بحق أهلنا
ووطننا وشعبنا الحر، الذي لن
ينسى فعالكم التي تصبّ في
مجالات المشاركة في الجريمة
والتشجيع عليها!..
أتستنكرون حدثاً عارضاً في بلدكم أو
بلدانكم، يتعارض مع مثقال حريةٍ
أو حقٍ إنسانيّ.. ثم تباركون
قتلنا بعشرات الآلاف، وتهجيرنا
بالملايين، وضياع أوطاننا على
أيدي عصابة العهر الطائفيّ
الأسديّ، وفقدان شبابنا
وأطفالنا ونسائنا بالألوف
المؤلّفة، لا يعرف إلا الله
مصيرهم، وهل هم في عِداد
الأحياء أم الأموات؟!..
هل لكم أن تفسّروا لنا ما علاقة اضطهاد
طفلةٍ عمرها أحد عشر عاماً
حافظةٍ للقرآن الكريم، أنزلها
طغاة سورية منازل المجرمين،
وأنفاق المعذَّبين في سجن
دمشقيٍ سموه : سجن فلسطين.. ما
علاقة ذلك بصمود سورية وتصدّيها
للهجمة الأميركية الإمبريالية
الصهيونية.. إلى آخر السيمفونية
العلوية البعثية الممجوجة؟!..
هل لكم يا رواد التنظير الفارغ، أن تفسّروا
لنا لماذا يسجن حلفاؤكم الذين
تروّجون لهم، مجموعةً من أبناء
سورية وفلسطين في : سجن فلسطين،
ويعذبونهم أشد مما يعذِّبون
الآخرين، لأنهم كانوا يعملون
على دعم الانتفاضة الفلسطينية؟!..
أنسيتم أيها المندفعون.. مجازر تل الزعتر
والمخيمات وطرابلس والكرنتينا
وغيرها؟!..
كبف يمكن لمن ذبح أربعين ألفاً في حماة،
وعشرين ألفاً في السجون
الصحراوية، وألفاً أو يزيد في
سجن تدمر، وآلافاً هنا وهناك في
ربوع سورية.. كيف يمكن له أن
يحميَ وطناً وشعباً ويكون
حريصاً على الوحدة الوطنية؟!..
أنسيتم أبناء المسلمين الفلسطينيين في
المخيمات التي حاصرتها قوى
الظلام الأسديّ الطائفيّ
وزبانيته في لبنان، إلى الدرجة
التي جعلت أولئكَ الأبناء
الأبرياء يطالبون بفتوى تُبيح
أكل لحوم الفئران والجرذان؟!..
أنسيتم مصافحة حليفكم الطائفيّ الجديد
رئيسَ الكيان الصهيوني عند
الفاتيكان في جنازة البابا، على
الهواء مباشرةً بلا تضليل ولا
تزييف؟!..
أنسيتم الجولان التي سلّمها حلفاؤكم
الطائفيون المستبدّون الجدد
للعدو الصهيوني، ونالوا على ذلك
الأوسمة والترفيعات، ثم نالوا
عرش الحكم في سورية؟!.. الجولان
التي لم تنطلق إليها طلقة واحدة
منذ ثلث قرن؟!..
أنسيتم أنّ شارون قد صرّح بلا مواربةٍ ولا
مجاملة، بأن هذا النظام الطائفي
المجرم الذي تمالئونه اليوم على
حساب شعبنا.. هو أفضل لإسرائيل
من أي نظامٍ قادمٍ آخر، وهو يدفع
أميركة للمحافظة عليه؟!..
أنسيتم أنّ النظام السفّاح الباطنيّ نفسه
الذي تدينون له بالولاء.. قد
صرّح بأنه اعتقل ألفاً وست مئة
مجاهدٍ كانوا ماضين لجهاد
أميركة في العراق.. العراق الذي
تتباكون عليه اليوم؟!..
أنسيتم مئات المعتقلين الأردنيين
والفلسطينيين في سجون النظام
الطائفيّ الذي تتسابقون لمدّه
بأسباب الحياة والبقاء
والقوّة؟!..
لئن كنتم نسيتم، فنحن ما نسينا، ولن ننسى..
لن ننسى كذلك مواقفكم المخزية
هذه، التي لا تنسجم مع أي مبدأٍ
من مبادئ الإسلام الذي يدعوكم
للتصدي لطغاة العصر ونصرة شعبٍ
مسلم، فتمالِئون كل مجرمٍ خائنٍ
ساخرٍ من عقولكم ونفوسكم!..
نحن لا غيرنا، الذين سندافع عن وطننا
وشعبنا، بالدم والروح والمال
والولد.. ضد أي عدوانٍ لا سمح
الله، ونحن الذين نعرف كيف نرد
أي حملةٍ على أعقابها.. وليس
حليفكم المتعفّن الجبان!..
أيها السادة : أعوان الظلمة، كلاب جهنّم!..
يا حلفاء الاستبداد : ارفعوا أيديكم عن
وطننا، وكفّوا هذيانكم عن
شعبنا، وابتلعوا ألسنتكم
الحِداد السالقة عنا.. ولا
تتدخلوا بشؤوننا، فيكفي الأمة
هذا الخراب الذي تشجّعونه،
ويسبّبه جهلكم وتجاهلكم
وتضليلكم ومغالطاتكم
وعنجهيّتكم الفارغة!..
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى
كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281)
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|