يازعران
العالم اتّحدوا..
لدعم
زعران الحكم في سورية..!
عبد
الله القحطاني
لم
يعد يكفي شعب سورية زعرانه
الذين يحكمونه ويسومونه سوء
العذاب..لابدّ أن يضاف إليهم
زعران جدد ! لماذ ا؟ لأنّ زعران
سورية يعانون من ضغوط شديدة ,داخليّنة
وخارجيّة.. محليّة ودوليّة :
* شعب
سورية المذبوح ، يطالب زعرانه
برفع السكين عن رقبته، وبالكفّ
عن تمزيق لحمه وتفتيت عظمه..
* وشعب
لبنان المقهور، يطالب المؤسسات
الدولية بمعرفة القتلة الذين
يعمِلون خناجرهم في صدور أحراره
، ويذبحون منه كل حين ضحيّة، دون
تمييز بين سياسي، وإعلامي،
ومفكر، ووجيه.. لأن العقوبة
تلازم الجريمة حيث كانت ! سواء
أكان المجرم وزيراً، أم صحفياً،
أم إمام مسجد ،أم رئيس وزراء ..!
والجريمة هي نقد إجرام الزعران
في دمشق .. سواء أكان النقد
شفهياً أم مكتوباً، إذاعياً أم
تلفزيونياً، إعلامياً أم
ثقافياً..! والعقوبة هي الموت،
وفاعلها (تقريراً، وتخطيطاً،
وتنفيذاً.. ) يجب أن يظلّ
مجهولاً، حتى
لو أشارت إليه أصابع الدنيا
جميعا وقالت :هوَ ذا !
* اشتدت
الضغوط على زعران السلطة في
سورية، فاستنفروا زعران العالم
صائحين بهم: يازعران العالم
اتّحدوا.." !
* وصارت
دمشق محجّاً للزعران من كل صوب ،
ومن كل جنس ولون، ومن كل عرق
ولغة..!
الهدف
العام لحجّ الزعران إلى سورية
واحد ، هو دعم زعران السلطة
فيها..
أمّا الأهداف الخاصّة بكل منهم ،
فهي متنوعة ..وربما يمكن تصنيف
الزعران حسب مجموعة من الأهداف
الخاصّة ..وتقسيمهم إلى فصائل :
أ- فصيلة
زعران الطمع المادي ..(المال
نقداً..تذاكر الطائرات والفنادق..الهدايا
والمنح..).
ب-
فصيلة زعران الحرص على
الوجاهة ، وتصدّر المجالس ،
والثرثرة فيها ..
ت-
فصيلة زعران الشعارات ،
شعارات "النضال
، والصمود ، والتصدّي ،
والتحدّي " ..التي أدمنوها
إدمان المخدرات حتى باتت تجري
في عروقهم، وطفقوا يهرولون
لاهثين، لحضور أيّ مؤتمر أو
مهرجان ، ليرددوها بالمجّان،
ولا يطلبون بها ثمناً ،فثمنها
هو منحهم فرصة ترديدها..لأنهم
بترديدها يحقّقون، ذواتهم
ويبردون حرّ صدورهم..!
ث-
فصيلة زعران الصلة " صلة
المذهب الفكريّ أو الديني " ..
ج- فصيلة
زعران الغفلة : وهؤلاء من أشدّ
الزعران تعاسة ، لأنّهم لا
يركضون وراء مال أو منصب أو مذهب
.. بل يرون الناس يحجّون إلى
سورية ، ويلتفّون حول شعارات
زعرانها .. فيقولون : لولا أنّ
هذه الشعارات صادقة ، لما تسارع
إلى تأييدها كل هؤلاء الناس ..!
وحين يتّضح زيف الشعارات ، ويعود
كلّ أزعر إلى بيته، فرِحاً بما
حصل عليه ، من مال ، أو وجاهة ،
أو رياضة حنجرة بالهتاف ، أو دعم
مذهبيّ .. حينذاك يكتشف زعران
الغفلة هؤلاء عِظم خيبتهم ،
ومرارة إحساسهم بالخديعة.. ولا
ينفعهم الندم ..! ومشكلتهم
المزمنة أنّهم لا يستطيعون
الإفادة من التجارب ، من
تجاربهم هم ، بلْهَ تجارب
الآخرين ..! ففي كلّ مرّة يكرّرون
العمليّة ذاتها ، ويقعون في
الخدعة ذاتها ، ويعانون المرارة
ذاتها .. لكن لا يستطيعون الكفّ
عن الانخداع ..لماذا ؟ لأنهم
مغفّلون .. وإلاّ فما قيمة الفرق
بين المغفّل والنبيه !؟
وإذا كان
الأزعر أو ( الزَعِِر ) في كتب
اللغة هو السيّء
الخلُق ، وموَنّثه ( زَعِِرة
..أو زَعراء ) .. فإن ثمّة سؤالاً
هامّاً يطرح نفسه هنا :
إذا كان زعران المصالح الماديّة
والمعنويّة ، وزعران الشعارات
التي أدمنوها إدمان المخدرات ،
فباتوا يُهرعون إليها حيث سمعوا
بها .. وزعران الصلات المذهبيّة
المغلقة ..
إذا كان هؤلاء جميعاً يَعرفون ما
يريدون ، ويُهرعون إلى ساحات
المؤتمرات النضاليّة في سورية ،
عن وعي وتصميم .. لممارسة خداع
واضح في أذهانهم ، وتضليل
متعمّد ، وتزييف مكشوف للوعي
الإنساني .. وبالتالي ينطبق
عليهم وصف زعران ، (
سيّـئي الخلُق ) .. إذا كان
هؤلاء كذلك ، فما ذنب الآخرين
زعران الغفلة ، ولمَ يوصَفون
بالزعران ، وربّما كان الكثيرون
منهم ، أصحابَ عِلم ، أو صلاح
ظاهريّ ، أو نيّة سليمة ، أو هدف
نبيل ..! وربّما كان بعضهم شيخاً
معمّماً ، أو أستاذ جامعيّاً ،
أو طبيباً ، أو محامياً ،أو
مهندساً ، أو إعلاميّاً ، أو
مفكّراً (قوميّاً.. أو إسلاميّاً..أو
ليبراليّاً !) ما ذنب هؤلاء ،
ليوصَفوا بالزّعارة ( باللغة
الفصيحة )..أو( الزّعرنَة )
باللغة العاميّة !؟
والجواب ـ ببساطة ـ مرتبط هنا
بتعريف سوء الخلق ..! ولن نتحدّث
عن الأصناف المعروفة من سوء
الخلق ، بل نقف عند أنواع غامضة
نسبيّاً ، يغفل عنها كثير من
الناس ، وهي ـ في كثير من
الأحيان ـ ، أخبَث
، وأخطَر، وأشدّ تدميراً،
وفتكاً بالمجتمعات الإنسانيّة (
الاجتماعيّة ..والسياسيّة ) .. من
أكثر الأصناف المعروفة لسوء
الخلق ..!
ونطرح الأمر بصيغة أسئلة قصيرة
عجلى ، ونترك الإجابات لأولي
النّهى :
* إذا
وقف رجل يرى له الناس عقلاً
وفهماً وصلاحاً ومنزلة ، في
ساحة عامّة ، إلى جانب سفّاح
مجرم ، يحمل في يديه أدوات القتل
المختلفة ، ومِن حوله عصابة
مجرمة تنفّذ أوامره .. وهو يمارس
مع عصابته قتل الأبرياء ، من
أطفال ، ونساء ، وشيوخ ، وعجزة ..
ذبحاً بالسكاكين ، أو رشّاً
بالرصاص ، أو تكسيراً وسحقاً
بالعصيّ والسياط .. والناس
تستجير منه بكل مقدّس ، وهو يسبّ
ويشتم كل مقدّس .. ويرفع في ساحة
الإجرام ، لا فتات مشحونة
بالشعارات الوطنيّة والقوميّة
، والدينيّة .. وشعارات حقوق
الإنسان .. وشعارات الصمود
والتصدّي والتحرير ، ومجابهة
الأعداء ..
وهو في الوقت ذاته ينهب أموال
الناس ، ويكدّسها لحسابه وحساب
عصابته ، في المصارف الأجنبيّة
، ويبني ببعضها القصور والحدائق
الغنّاء ، له ولعصابته ..
والناس يتضوّرون جوعاً ، وبعضهم
يتسلّل – إذا استطاع التسلّل –
إلى دول أخرى لكسب قوته وقوت
أسرته ..
وإذا كان هؤلاء الناس ، الذين
يُسامون سوء العذاب ، على يد
السفّاح وعصابته ، هم أبناء
شعبه ، الذين تَسلّط عليهم ،
ونَصّب نفسه حاكماً على بلادهم
، وصاروا – برغم عدم شرعيّة
حكمِه – أمانةً في عنقه ، أمام
الله و الناس
..
إذا كان هذا كلّه حاصلاً في ساحة
عامّة مكشوفة ، اسمها دولة أو
وطن ..ووقف هذا الرجل الذي يرى له
الناس ( عقلاً، وفهماً،
وصلاحاً، ومنزلة ) .. يثني على
هذا المجرم وعصابته ، ويكيل لهم
المديح ، ويسوّغ أفعالهم ، أو
يصرف النظر عن جرائمهم ، بمدّ
أصابعه إلى اللافتات التي
يرفعونها في الساحات العامّة
قائلاً للناس : انظروا إلى
شعارات سيّدكم ما أعظمها وما
أجلّها أيّها الناس ..! إنّه سيّد
عظيم ، لكنكّم لا تفهمون أبعاد
عظمته ، ولا تقدّرون كم يبذل من
الجهد والوقت ، في كتابة هذه
الشعارات .. فانظروا إلى الأعلى
،إلى هذه الشعارات البراقة
الزاهية ، وتأمّلوا جمالها
وروعتها، وهي ترفرف في السماء
فوق رؤوسكم، ولا تتعِبوا أنفسكم
بالنظر القاصر الكليل تحت
أرجلكم ، وتشغلوا قلوبكم بمآسٍ
آنيّة زائلة ، عن أمجاد
تاريخيّة عظيمة أبديّة رائعة...!
إذا وقف
هذا الرجل من السفاّح ، هذا
الموقف الداعم المؤيّد لما يرى
من شعاراته .. ويخدع به
وبشعاراته الناس عمّا يعيشونه،
لحظةً بلحظة، من كوارث، ومآس،
وويلات ، وخيانات للأمّة،
بأموالها، وأوطانها، وأعراضها،
وأخلاقها، ومقدّساتها...! ويخلع
عليه بركاته الدينيّة ، أو
الوطنيّة، أو القوميّة، أو
الإنسانيّة،
أو السياسيّة، أو الخلقيّة،
أو الفلسفيّة .. أو كلّ ذلك،
بالجملة ..أوالمفرّق..!
*
فماذا يمكن أن يسمّى... !؟
أوّلاً !
*
وأيّهما أشرف وأحسَن خُلقاً ـ
أو في أقلّ تقدير: أهون شرّاً
وأقلّ ضرراً ـ
هو أم اللصّ المحترف،
القاتل، المقامر، المرابي،
مهرّب المخدّرات !؟ ثانياً !
* وفي أي
تصنيف دينيّ ، أو خلقيّ ، أو
إنسانيّ .. ينبغي أن يصنّف..!؟
ثالثاً !
* وأيّة
غفلة يمكن أن يسوّغ
بها سقوطه المقيت هذا، إذا
قذفَ الله بالحقّ على الباطل
فدَمغه فإذا هو زاهق..! ووقف
الضحايا الأبرياء، يطالبونه
بدمائهم التي شارك عصابة
السفّاحين في إراقتها ظلماً
وعدواناً، حين بارك فاعلَها،
وخدع الناس به وبأفعاله
ـ سواء
أكانت هذه المطالبة في الدنيا ،
أم في الآخرة، أم فيهما معا.. ـ
( هذا إذا كان مغفّلا..لا
متغافلاً لتحقيق بعض الأهداف
المذكورة آنفاً..! )..رابعا!؟
وما واجب أولي النّهى تجاهه..!؟
خامساً !
ننتظر
الإجابة من أولي النّهى..!!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|