دعوة
للتضامن مع آصف شوكت
مواطن
مقهور
في الثلاثين من
شهر كانون الأول من العام 2005
والذي لا تفصلنا عنه سوى عدة
أسابيع فجر نائب الرئيس السوري
عبد الحليم خدام قنبلة سياسية
تلاها في اليوم التالي انتفاضة
لمجلس الشعب السوري أتحف
الملايين عبر بث حي ومباشر
وعبّر بصدق وبإخلاص عما يجول في
قلب وضمير كل مواطن سوري
بالإجماع وبدون استثناء عن
حقدهم ومفاجأتهم تجاه خدام الذي
باع نفسه رخيصاً لأعداء الوطن
وجنّد نفسه خادماً لهم كما أوضح
السادة الأعضاء ، وكان الشيء
الأكثر إيلاماً للشعب السوري هو
كشف فساد هذا الرجل الذي بقي في
دائرة صنع القرار لأكثر من
ثلاثة عقود ، ومن ثم تم تشكيل
لجنة من قبل الحكومة الرشيدة
أدامها الله وأطال بعمرها للكشف
عن أملاك خدام المنقولة وغير
المنقولة التي جمعها خلال
العقود التي أمضاها في الحكم
مستغلاً الثقة المطلقة به ليجمع
مئات الملايين الدولارات والتي
وصلت حسب إحصائية لأحد المواقع
الإلكترونية المقربة من السلطة
إلى ما يقارب المليار ومائتي
مليون دولار ، وقد وردت بعض
المعلومات أن قسماً لا يستهان
به من أملاكه كقصره في باريس
ويختين يملكهما وغير ذلك تم
تقديمها لها من قبل الرئيس
الراحل رفيق الحريري !!! .
في الحقيقة
المشكلة لا تكمن في الأموال
التي أخذها السيد خدام من الوطن
فهذه مسألة يمكن تعويضها وعلى
الأقل فالعوض على الله ، ولكن
المصيبة الكبرى تتلخص في نقطتين
رئيسيتين تم كشفهما لنا خلال
الأيام التي تلت ظهوره على قناة
العبرية ( حسب كلام عدد من أشاوس
مجلس الشعب السوري وهي لاشك
تستحق أكثر من هكذا تسمية لأنه
لا يجدر بمحطة تحمل اسم العربية
أن تذيع أي شيء يتعارض ومصالح الدول
العربية ) ، الأولى أن خدام هو
رأس الفساد في سوريا وأنه هو من
كان يعيق عملية الإصلاح
الاقتصادي وتحديداً خلال
السنوات الخمس الأخيرة
وبالتالي لولا هذا الفاسد لكانت
أحوال المواطن السوري بأفضل من
الآن بمرات عدة ، أما الأمر
الثاني والذي شكل صدمة من جهة
وفرحة عارمة من جهة أخرى فهو
تصريح السيد رئيس الوزراء بعد
ذلك اليوم الخدامي المشؤوم
بأيام قليلة وهو أن خدام كان
يعيق مسيرة ( الإصلاح
والديمقراطية ) فلأول مرة في
تاريخ سورية يتم كشف هذا المجرم
المتخفي خلال كل تلك السنين
المنصرمة الذي كان يعيق ويمنع
بقواه الخفية تطبيق
الديمقراطية في سوريا ويمارس
سحراً عجيباً بقواه الخارقة
التي جعلت فروع الأمن التي جاوز
عددها الأربعة عشر فرعاً تقيد
حرية الناس وتغلق المنتديات
وتحارب كل صاحب رأي وقمعت وعذبت
وسجنت و .... .الآلاف من أبناء هذا
الوطن والذين ارتكبوا ذنباً
أكبر من الظلم الذي لحق بهم من
خلال توجيه الاتهامات
والإدانات لكل رجالات وعناصر
الأمن والذين لم يكونوا في
الحقيقة سوى أشخاص مسحورين
مسلوبي الإدارة ينفذون ما كان
يوجههم به عدو الديمقراطية
والحرية الأول في سوريا والذي
انكشف أمره أخيراً وظهر الفارق
بين الأمس واليوم فلم تمض أيام
عدة وبمجرد أن ذهبت سكرة خدام
وعادت الصحوة حتى تم الإفراج عن
كل المعتقلين السياسيين وأعيد
فتح المنتديات في كل المحافظات
ولم يبق هناك من شيء سوى قانون
الأحزاب الذي ستصدر المسودة
الخاصة به خلال أيام قليلة
ويقال أنه سيكون قانوناً عصرياً
بامتياز سيسمح للجميع بالعمل
ودون استثناء لأحد ، بل وستكون
هناك حالة جديدة لم تسبقنا
إليها أية دولة في العالم وهي
إمكانية إنشاء حزب لكل مواطن !!!!
.
حقيقة أود أن
أعتذر لكوني ذهبت بعيداً في
أوهامي وأثقلت عليكم ولكن الذي
دفعني لذلك هو الخبر الذي
تناقلته وكالات الأنباء حول
استنكار سوريا لتجميد أموال
اللواء آصف شوكت من قبل الإدارة
الأمريكية وهذا ما دفعني إلى
طرح التساؤلات المشروعة
التالية ، تساؤلات تحمل في
طيّاتها شيئاً من رائحة طائفية
على الرغم من إدانتي سلفاً لأي
طرح يصب في إثارة أي نعرات
طائفية
1- لماذا تم تحميل محمود الزعبي مسؤولية
الفساد عن السنوات التي سبقت
انتحاره حسب الرواية الرسمية (
نحره في الواقع ) وكأنه رقم مجرد
معزول عن محيطه وبأنه الفاسد
الأول والأوحد والمسبب للفساد
في سوريا حتى مقتله ؟! .
2- لماذا لم نسمع أي كلام عن فساد وزير
الداخلية المنتحر أيضاً بحسب
رواية النظام والمشكوك
بصدقيتها ؟! بل لقد وصلت الوقاحة
لتصويره بهيئة البطل والشهيد
وغير ذلك حسب تعبيرات بعض
الأكثر نفاقاً في هذا الوطن !!! .
3- لماذا أعيد تكرار نفس الحالة تجاه خدام
وتصويره بأنه رأس الفساد في
سوريا وأنه كان المعيق لتطبيق
مسيرة الإصلاح والديمقراطية
على حد تعبير رئيس الوزراء
الحالي وكأنه ليس جزءً من نظام
يتحمل بكامله ما يتحمل أي جزء
منه ؟! وتم تشكيل لجنة حكومية
لتحديد أملاك خدام التي يُتهم
بسرقتها على الرغم من أنني قد
أجد مبرراً لوجود هذه الثروة
التي يملكها وهو الذي أمضى ما
يقارب الأربعة عقود في قلب
الحكم (طبعاً ليس من موقع الدفاع
عنه وإنما من موقع المنطق و
العقلانية ) .
4- لماذا لم يتم التساؤل عن الملياري
دولار التي شحنها رامي مخلوف
منذ أشهر قليلة إلى دولة
الإمارات العربية وسؤال
حكومتها للحكومة السورية عن وضع
هذا المبلغ الكبير فتم إبلاغهم
بأنه حقه ؟! علماً رامي لم يبلغ
الأربعين من عمره !!! .
5- لماذا لم يتم بحث قضية الأربع مليارات
دولار التي كانت سبباً في خلاف
نشأ بين أولاد جميل الأسد
ومطلقته ومن أين جاءت هذه
الأموال ؟! .
هذه ليست إلا بعض
الأسئلة من أسئلة كثيرة من حق كل
منطقي وعقلاني أن يطرحها وبشكل
مجرد وعلني لكشف زيف هذا الخطاب
الذي يمارسه هذا النظام وبكل
وقاحة ، حيث أن استنكاره لتجميد
أموال اللواء آصف شوكت ينطوي
على علامة استفهام كبيرة وهي
الإقرار بأنه يملك مبالغ في
أمريكا ( وللعلم فقط فإن آصف
شوكت ينحدر من عائلة فلاحية
فقيرة جداً وتطوع في الجيش
العقائدي في نهاية السبعينيات
واليوم هو برتبة لواء ولا يعرف
حجم ثروته !!!!!!!! ) .
ولكن وبسبب ما
يتعرض له الوطن من مخاطر تحدق به
من كل الجهات ولأن هذه الأخطار
تهدد النظام وهو أهم من أي شيء
لأنه إن سقط فسيسقط الوطن كله
وبسبب هذا القرار الجائر بحق
أحد أهم أركان هذا النظام فإنني
أوجه دعوة إلى جميع أبناء الوطن
لتحديد يوم تضامن مع آصف شوكت
وجمع التبرعات لتعويضه ولو جزءً
مما استولى عليه أعداء الوطن
ولتكون هذه بمثابة الرسالة
الواضحة على أن مثل هكذا
إجراءات لن تؤثر على عزيمتنا
ولن تزيدنا إلا التفافاً حول
قيادتنا الحكيمة وعاشت إلى
الأبد .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|