ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من مهازل مؤتمر اتحاد المحامين العرب

 في دمشق

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

رَحِمَ الله (الخليل بن أحمد)، الذي صنّف الرجال إلى أربعة، وأفاد بأنّ رابعهم هو : (رجل لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري..) !..

تذكّرت هذا الصنف من الرجال، لدى مشاهدتي السيد (سامح عاشور) رئيس مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي انعقد في دمشق في 21/1/2006م، وكان عاشور يتلو البيان الختامي للمؤتمر ويخرج عن النص أحياناً، ليضفي بعض أنفاسه (المباركة)، مقترحاً إضافة فقرةٍ هنا ولمسةٍ هناك في البيان، والحقيقة أنّ كل ما كان يقترحه عاشور -من غير أن يدري- كان يدين النظام السوري الحاكم، الذي صفّقت له جوقة المؤتمر طويلاً، بقيادة (عاشور) الذي كان يتصرف تصرفاتٍ استعراضيةٍ سيركيةٍ أمام رئيس العصابة الحاكمة : بشار الأسد!..

لقد طالب عاشور الأنظمة العربية (ما عدا نظام دمشق) أن تقوم بإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العُرفية !.. وكذلك أن تدعم (حزب الله) في لبنان، إذ كان الحزب حاضراً بقوةٍ مع عَلَمِهِ الحزبيّ في قاعة المؤتمر، لأن لبنان هو حزب الله عند سورية الأسد، وعَلَمُه ينوب عن عَلَم الأرز اللبناني الرسمي، تماماً مثل سورية، التي هي حزب البعث، وحزب البعث هو سورية !.. كما طالب السيد (عاشور) أن يُدين المؤتمر تعاون الأنظمة العربية (لا النظام السوري) مع الاستخبارات الأميركية، التي ترسل بعض المعتقلين العرب والمسلمين إلى بلدان هذه الأنظمة، للتحقيق معهم وتعذيبهم وانتزاع الاعترافات منهم لصالح أميركة.. وباعتبار أنّ هذه القضية حقوقية.. فقد تحمّس لها السيد عاشور، لإحقاق الحق وإزهاق الباطل !..

من المضحك حقاً، أن يتجاهل السيد (عاشور) ومؤتمره البهلواني حقيقة النظام السوري حاضن المؤتمر العتيد.. فهو لم يسمع بقوانين الطوارئ المفروضة على الشعب السوري منذ أكثر من أربعين سنة.. وهو كذلك لم يسمع بمئات الآلاف من المعذَّبين السوريين، المتوزعين ما بين سجينٍ ومفقودٍ ومهجَّرٍ محرومٍ من كل حقوقه المدنية التي كفلتها له قوانين حقوق الإنسان.. أما الذي لم يسمع به هذا السيد رئيس جوقة الهتّافين القادمين من العصور الغابرة.. فهو أنّ نظام العصابة الحاكمة التي هتف أعضاء المؤتمر لها طويلاً في دمشق.. هي من أبرز العصابات التي تتعامل مع الاستخبارات الأميركية في قضايا تعذيب معتقلين لصالح أميركة !..

حادثة واحدة فقط، نذكرها للسيد عاشور وجوقته، وقعت وتناقلتها وسائل الإعلام من أقصى الأرض إلى أقصاها، تفضح نظام القتلة في دمشق، كما تفضح عاشوراً وجوقته المكشوفة :

ورد في جريدة (القدس العربي) في لندن، أنّ السيد (ماهر عرار) شخص كنديّ الجنسية سوريّ الأصل، اختطفته المخابرات الأميركية واتهمته بالإرهاب وبالعلاقة مع تنظيم القاعدة، ثم سلّمته سراً إلى السلطات السورية، بعد أن أهانته وأذلّته وأوثقت يديه وقدميه، وأجبرته على التوقيع على اتهاماتٍ ووثائق من غير أن يطّلع على محتواها، ورفضت طلبه المتكرر بتوكيل محامٍ يدافع عنه !.. ويقول السيد (عرار) في مؤتمره الصحفيّ بعد الإفراج عنه وثبوت بطلان الاتهامات الملفّقة ضده : (إنّ المسؤولين الأميركيين عاملوني بطريقةٍ مُهينةٍ جداً، ثم تعرّضتُ لإهانةٍ أشدّ في سورية، مع تعذيبٍ مستمرٍ طوال عشرة أشهر، وُضِعتُ خلالها في إحدى الزنزانات المظلمة الضيقة كالقبر) !..

ويعلّق مسؤول أميركي على الحادثة بقوله إلى صحيفة (الواشنطن بوست) : (إنّ حالة عرار تشير إلى ما يُعرَف بعمليةٍ سرّيةٍ للمخابرات الأميركية، التي تقوم فيها بتسليم مشتَبَهٍ بعلاقته مع تنظيم القاعدة، لدولٍ معروفةٍ باستخدام التعذيب في سجونها، للحصول بهذه الطريقة على المعلومات، ضمن اتفاقات التعاون بين الولايات المتحدة وبعض الدول، مثل سورية) !..

أما المدافعون عن حقوق الإنسان في كندا، فقد انتقدوا أخلاقية أميركة بقولهم : (إنّ أميركة قامت بنقل شخصٍ لدولةٍ يمارَس فيها التعذيب (سورية)، لتستفيد من نتائج هذا التعذيب) !.. وتساءلوا عن (السبب الذي يجعل أميركة لا تُرَحّل مواطناً كندياً إلى بلده الحاليّ كندا، بل ترحّله إلى سورية) !..

لكنّ مسؤولاً أميركياً أمنياً دافع عن سلوك السلطات الأميركية بقوله : (إنّ سياسة السلطات الأميركية، بتسليم أشخاصٍ إلى دولٍ معروفةٍ بممارسة التعذيب، أثبتت أنها على الدوام سياسة ناجعة وذات نتائج جيدة) !..

بينما قال مسؤول أميركي آخر يعمل في مجال مكافحة ما يسمى بالإرهاب : (إنّ سورية قدّمت في السابق معلوماتٍ جيدةً عن القاعدة، ونحن نتعاون معها في مجال مكافحة الإرهاب) !..

بعد كل ذلك، هل نحن بحاجةٍ لإدراج الاستنتاجات الدامغة، حول تواطؤ النظام السوري مع أميركة سراً وعلناً، في انتهاك حقوق الإنسان بأبشع صورة، وانتهاك القواعد الديمقراطية بأشد الأساليب ظلاميةً وتخلّفاً، وانتهاك حرية الإنسان والأخلاق الإنسانية السويّة بأفظع طريقةٍ وأكثرها نذالةً وانحطاطاً؟!..

ثم بعد ذلك كله، هل يحق للسيد (عاشور) وجوقة مؤتمره الاستعراضي السخيف.. أن يحاضِر علينا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويُلقي علينا مواعظه، المستهلَكَة في أقبية صناديد الأجهزة الأمنية السورية (الديمقراطية جداً) ؟!.. ثم يزاود علينا وعلى الشعب السوري والعالَم كله، بإدانة البلدان (خارج الدائرة السورية الدكتاتورية) المتواطئة مع الاستخبارات الأميركية، بينما الطغمة الحاكمة التي يصفّق لها ويدعمها ويحلف برأسها، هي التي تنتهك الإنسان وحقوقه بشكلٍ صارخ، وبالتعاون الوثيق مع أميركة، التي يزعم النظام الباطني (بالعلن) التصدي لها والصمود بوجهها، بينما هو يتحالف معها ويتواطأ (من تحت الطاولة)، فمَن يضحك على مَن ؟!.. ومَن يستغفل مَن يا سيد عاشور وجوقته البهلوانية الصاخبة ؟!..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ