يا
أبقار الدانمارك المتحضّرة ..
لكِ
حريّتك ولنا حريّتنا..
عبد
الله القحطاني
تحتجّون بحرية الرأي ياقوم ،
لتتطاولوا على نبّينا الكريم،
الذي بعثه الله رحمة مهداة
للعالمين، ونحسبكم منهم ـ أو
نتوهّم أنكم منهم ـ!
لا بأسَ.. مارِسوا حريتكم
البقَريّة هذه كما يحلو لكم..!
وكما تمليه عليكم حضارتكم
الرائعة هذه ، حضارة اللقطاء
والشواذ..!
لكنا سنمارس حريتنا كذلك ، إزاء
حريتكم هذه ، بالطريقة التي
تريحنا، وبالأسلوب الذي يناسب
ديننا وحضارتنا وشرف أمتنا..!
لن نقول لكم :إنّ محمّداً الذي
يتطاول عليه سفهاؤكم ـ وكلّكم
فيما يبدو سفهاء، لأنكم ناصرتم
السفهاء باسم حرية الرأي
والتعبير.. وهذا ما أثبتته
استطلاعات الرأي عندكم؛ إذ
أظهرت أكثريتَكم الساحقة من
طينة واحدة ـ..!
لن نقول لكم: إن محمّداً والكتاب
الذي أنزل عليه من رب السموات
والأرض، هما معاً، حجّة الله
الخالدة عليكم في الدنيا
والآخرة..! فلستم ممن يخاطَب
بمثل هذا الكلام، وقد نزلتم
بأنفسكم إلى هذا الدرك الهابط
من الدونيّة والهوان..!
ولن نقول لكم: إنّ قلامة ظفر محمد
تشرّف حضارتكم هذه ، من منبعها
إلى مصبها، ومن أول جيل في أمتكم
إلى آخر جيل.. وإلى أبد الدهر..!(
ولو كان فيكم رجل رشيد، لعرف كيف
ينبغي أن تتعاملوا مع الأمم
والشعوب ، حين تتحدثون عن
أنبيائها.. حتى لو لم يعرف
محمّداً بأخلاقه، ومنزلته عند
ربه ، ومقامه في عقول أمته،
وقلوبها، وحضارتها، وتاريخها،
وخلجات ضمائرها.. من يوم بعثِته
إلى يوم الحشر..!)
حسبُنا
أن نقول لكم : إننا سنمارس
حريتنا ـ إزاء حريتكم هذه التي
تصرّون على ممارستها بالطريقة
التي تمارسونها فيها.. ـ
بالأساليب الواضحة التالية:
1ـ سنقاطع منتجاتكم كلّها مقاطعة
تامّة.
2ـ سنَحمل لكم في عقولنا وقلوبنا
من المقت والازدراء ما يناسب
سفاهتكم المتدنية هذه، وسننقل
مَقتنا وازدراءنا لكم ، إلى
أولادنا وأحفادنا ، ونرضعهم
مشاعرنا هذه تجاهكم مع الحليب ..
حليب الأمهات الحرائر، لا حليب
الأبقار الذي ترضعون منه
أبناءكم..!
3ـ لن تمارس شعوبنا الإسلامية
العنف ضد مواطنيكم ، إذا زاروا
بلادنا ، أو مرّوا بها لسبب من
الأسباب. فقد علّمنا محمّد
قيماً وأخلاقاً لا تعرفونها،
وربّانا تربية إسلامية، لا
تحلمون بإدراكها، فضلا عن أن
تَتمثّـلوها بعقولكم وقلوبكم ،
وتنتشوا بروعتها وسموها..
لكن حبّ محمّد ، المهيمن على قلوب
أتباعه، قد يدفع بعض الشباب
المتحمسين من أبناء أمته، إلى
التعرض بالأذى أو الإهانة، لبعض
مواطنيكم الذين يمرّون في
بلادنا .. وذلك بدافع الحميّة
الإيمانيّة، أو المحبة الجارفة
لمحمد ، أو الغيرة على مقامه
الرفيع، الذي تَطاول عليه شعبكم
السفيه ، متكافلاً متضامناً مع
صحفكم البذيئة، والأوغاد
العاملين فيها..!
فإذا تعرض شباب ذوو حميّة، من
أبناء أمتنا في قطر من أقطار
الإسلام، لمواطنين قادمين من
بلادكم، بأذىً من أيّ نوع ، فلن
تجدوا من عقلاء الأمة، من يدافع
عن مواطنيكم هؤلاء، أو يحميهم،
أو ينتصر لهم.. بل سيمارس كل
مواطن يرى هذا الأذى، حريته في
أن يدير ظهره للأمر، ويمضي غير
مبالٍ ! وربّما تمتم بعضهم لنفسه
قائلا: مَن يدري!؟ لعلّ هذا
المعتدى عليه، هو من أولئك
المجرمين الذين تطاولوا على
رسول الله في بلادهم ..!
ولو عرفتم أخلاقنا الإسلامية
لعرفتم أن هذا السلوك ( ترك
إنسان يؤذى في الشارع دون
حمايته أو نصرته) هو من أشقّ
الأمور على النفس وأقساها! ولا
يقسو المرء على نفسه، فيعطّل
مروءته ونجدَته في حماية
المظلومين في الشارع ، إلا لسبب
خاص جداً أو نادر! والسبب هنا
معروف، هو معرفة المواطن
المتفرج غير المبالي، بأن
المعتدى عليه في الشارع، هو فرد
يمارس حريّة التطاول على محمّد..!(
حتّى لو كان هذا الفرد بذاته
لايمارس هذا النوع من الحرية
ولا يؤمن بها ، لكنه من قوم يؤمن
أكثرهم بها، ويمارسونها تحدّيا
واستفزازاً لأمة تعدادها مليار
من البشر..!)
أما القانون الذي يحمي الناس في
بلادنا وبلادكم، فيأتي متأخّرا
كالعادة ! وحتى لو طبّق على
المعتدي ، فسينال عقوبته
مسروراً، لأنه انتصر لمحمد، حتى
لو عوقب بالسجن أو الموت..!
لا تظنّوا هذا تهديداً لكم ، فما
زلنا في بلادنا نرضع أولادنا من
حليب أمهاتهم، ولم تتغلغل في
أبداننا ونفوسنا أرواح البقر..
وبالتالي لم نتعلم النطح
العشوائي، الذي تعلمتموه
وأدمنتموه فصار جبلة لكم..!
فهل نظلمكم ياقوم ، إذا مارسنا
هذه البنود الثلاثة من حريتنا،
إزاء ما تمارسونه من حريتكم،
أيها الأحرار النبلاء ، الذين
يرتجف أحدهم ذعراً، إذا فكّر
مجرّد تفكير، بينه وبين نفسه،
متسائلاً: هل عدد
الضحايا اليهود ، على أيدي
النازية ، هو ستة ملايين تامّة،
أم خمسة ملايين ونصف !؟ لأن
التفكير في نقص العدد يقود إلى
السجن ! وليحيَ الأحرار،عشاق
حرية التعبير النبلاء..!
ملحوظة: هل يتكرم الفضلاء
الذين يتقنون اللغات الأجنبية ـ
بترجمتها (ولو إلى لغة واحدة) ،
وإرسالها إلى الروابط المثبتة
على شبكة الإنترنت؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|