و
يحكـى أنّ – 4-
د/ محمد الحكيم
و يحكى أنه في بلد
كان اسمه سوريا ، عندما تُوفي
رئيس الجمهورية المنتخب
لعدة دورات ، و على عدة
مراحل ، الرئيس المرحوم / شكري
بن محمود القوتلي ، في (30 حزيران1967م
، بعد أن اشتدت القرحة عليه و
نزفت و انتهت بوفاته ، إثر سماعه
خبر هزيمة – عفواً بل نكسة -
حزيران ؟؟.. )، نُقل جثمانه من
بيروت حيث كان يعيش بعد انقلاب (
عذراً لهذا الخطأ المطبعي
المقصود ) بل ثورة آذار المجيدة
إلى دمشق حيث دفن في مقبرة الباب
الصغير ، لم يجدوا من ماله ما
يكفي لدفنه رحمه الله ، رغم أنه
بقي على رأس الكتلة الوطنية
لسنوات طويلة ،( ترأس الكتلة
الوطنية بعد المرحوم الثائر
إبراهيم هنانو) كما أصبح رئيساً
للبلاد لعدة دورات ( كان أخرها
عام 1958م عندما تنازل عن الحكم
طواعية لصالح الوحدة و هي مطلب
الشعب و نواب الشعب )، فجمع له
أهل الخير من التجار و
الصناعيين و ما أكثرهم في تلك
الأيام ، ليتموا عملية الدفن ، و
يسددوا ما عليه من ديون . و يبدوا
أنه لم يكن (فهلوياً) و لا (حدقاً)
و لا (حوتاً) و لا (يعرف كيف يدبر
راسه) و لم يدرس في مدارس البعث
النموذجية الخاصة لتأهيل
المسؤولين (دراسات عليا في
الشفط و البلع و خفة اليد و
النزع و
وضع اليد و ليّ الشرع و الطرق
المثلى لتدبير المناقصات و فض
المزايدات وأسهل و أسرع الطرق
للوصول إلى أعلى الهرم المالي و
ذروة البرج الاقتصادي
و تبيض الأموال و جيوب الشعب
بدون جهد ولا تعب و لا جد و لا
نصب) ، لكان قد تخرج و هو يملك
المليارات ، فعندما تُوفي ابن
رئيس لاحق لسوريا مثلاً إثر
حادث غامض (و لن أتكلم عما حصل
عندما توفي الرئيس نفسه بعد ذلك
)، و كان عمره 32 عاماً فقط ، كان
له رصيد نقدي ( كاش مَني ) في أحد
بنوك سويسرا مبلغ ضخم جداً
بمليارات الدولارات و ليس
الليرات ، رغم أن جده كان فلاحاً
بسيطاً في بلدته الصغيرة
الوادعة الفقيرة / قرداحة (مبلغ
لا تستطيع شفطه كل شفاطات هوفر و
مولينكس وغيرها من الشفاطات
الآلية الموجودة في سوريا كلها)
- هذا بالنسبة لأملاكه
النقدية أما الأملاك العينية و
الشركات و الأراضي و المزارع و
الشاليهات و الأبراج و المطاعم
و الفنادق و الحانات و الموانئ و
السفن و اليختات و القصور و
الخيول العربية الأصيلة و
الطائرات و السيارات الأجنبية
المهجنة و المصفحات !!؟ و غير ذلك
فحدث و لا حرج - و مع كل هذه
الأملاك و الممتلكات ، و حتى بعد
وفاته ، صُرف على مقامه الكريم و
مزاره الشريف الذي تم نصبه فوق
جسده الطاهر ( قدّس الله سره !!)
ملايين الدولارات من الخزينة
العامة ، و من ممتلكات الدولة و
الشركات و الدوائر و جيوب الشعب
الجائع و المطيع و المطواع و
الطائع ، و كانت أشجار النخيل و
السرو و غيرها تشحن جاهزة بعد
استيرادها بالعملة الصعبة من
الخارج لتنتصب حول المقام
المبارك و حول الشوارع الممتدة
– التي تم رصفها و تعبيدها
بفترة زمنية قياسية و بجودة
عالية لا تتحقق في أغنى الدول
المتقدمة - التي تؤدي إليه من كل
حدب و صوب ، حتى لتبدو تلك
الأشجار و كأنها موجودة منذ
عشرات السنين في مكانها الذي
وضعت فيه ، هذا عدا الرخام
الإيطالي و الأسباني و الأمريكي
و الإمبريالي ، بمختلف الألوان
و الأحجام ،الذي أحاط بالمقام
المقدس ، أما أشجار الزينة و
الأزهار فقد كُلفت لجان شراء
وطنية خاصة باستيرادها من
هولندا و بلجيكا و الدول
الأوربية الأخرى على متن طائرات
خاصة لتصل على أحسن منظر ، و
أبهى مظهر، فالحمد لله بلدنا
غني بثرواته الطبيعية ، و
إمكانياته الزراعية و الصناعية
و التجارية و كلها في خدمة
الراحل و أقرانه من أبناء
الطبقة الغير كادحة ( الغير هذه
زائدة لا محل لها من الإعراب )،
فلدينا الذهب الأسود و الأبيض و
الأصفر و من كل الألوان في خدمة
العائلة المالكة لسوريا ، و
حاشيتها من أبناء الأخوال (
مخلوف أخوان ) و الأعمام و
أبنائهم ( رفعت و جميل و بقية شلة
آل الأسد أخوان ) و أبناء العمة (
تشاليش أخوان ) ،و أنسابهم من آل
شوكت و آل سقا و آل جدعان و الخدم
و الحشم من آل دوبا و آل حيدر و
آل فياض و آل خدام و آل طلاس إلى
آخر آلات الشفط و النهب و السلب
، و ليسامحني من لم أذكرهم
لضيق الوقت ، و ليس إنقاصاً من
مقامهم المحفوظ في ذاكرة كل
أبناء الشعب السوري الذي لا
ينسى ...
ثم يتباكى بعضهم و
يقول : أن أكثر الشعب السوري
يعيش على القمامة.. !!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|