في
زمان اللاديمقراطية
المحامي
شادي جبارين / فلسطين
تطالبنا الدول
الغربية بأن نلتزم
بالديمقراطية ، وتتعالى
أصواتهم علينا واصفة إيانا بدول
العالم الثالث ، ويصرحون
بتخلفنا ، ويعلموننا ماذا تعني
الديمقراطية ، تلك الديمقراطية
التي تفسر على أهوائهم وآرائهم
، ولماذا لا أفهم .. على حد قولهم
هم دول التقدم والحضارة ونحن
دول العالم الثالث المتخلف .
صور مسيئة لأعظم
بني البشر وسيد بني آدم ، وإذا
كان هذا ليس رأي الناشر لتلك
الصور ، فهو شخص يتبعه أكثر من
مليار مسلم في جميع أنحاء
العالم وله تاريخ امتد أكثر من
ألف وخمسمائة عام دون أن يظلم
أحداً لا بحياته ولا بعد مماته ،
مما وضع لنا من أسس محبة وإخاء .
بأبي أنت وأمي يا
رسول الله ...... لست أعلم هل كنت
مقصودا بذاتك الشريفة أم أننا
كنا المقصودين بذلك لأننا
أتباعك وأنصارك ..... مهما كان
السبب ومهما كان الهدف فقد
شعرنا بالإهانة فما أصابك فقد
أصابنا ....
صلوات الله وسلامه
عليك .....
لست أعلم إذا كانت
– اليوم - الإساءة للعظماء حرية
تعبير ...... وأي حرية تعبير تلك
التي تطلق دون قيد أو شرط .... وهل
لي أن أهين من أريد تحت اسم حرية
التعبير .
هل هذه القواعد
التي أرساها مؤتمر الأمم
المتحدة في جنيف عام 1948 والذي
دعا فيها الحكومات إلى عدم
اتخاذ إجراءات تحد من حرية
الإعلام والصحافة إلا في الظروف
القاهرة وإلى الحد الذي يفرضه
القانون ؟ أليست الإساءة لسيد
الخلق ظرف قاهر يؤجج نفوس جميع
المسلمين من أقصى الشرق إلى
أقصى الغرب .
أليست من بنوده
دعوة أجهزة الأمم المتحدة إلى
النظر في التدابير والإجراءات
التي من شأنها تفادي ما يلحق
بالتفاهم الدولي من أضرار بسبب
نشر معلومات كاذبة أو مشوهة
أليست الإساءة لمشاعر المسلمين
تشويها وانتهاكا لحرماتهم ؟.
أين دور الاتفاقية
الدولية بشأن الحقوق المدنية
والسياسية في مفهوم المادة 19
حيث حرية التعبير دون تدخل من
أحد ألم تنص الفقرة 3 من ذات
المادة على خضوع هذه الحرية إلى
قيود معينة استنادا إلى نصوص
القانون من أجل احترام حقوق أو
سمعة الآخرين .
ومع أنني لم أطلع
على نصوص القانون الدانماركي
إلا أنني لا أتوقع أن يكون بهذا
التخلف ليسمح التعرض لسمعة
الآخرين تحت بنود حرية التعبير
وعناوينها , الم تنص المادة 20 من
ذات الاتفاقية في فقرتها 2 على
منع الدعوى للكراهية القومية أو
العنصرية أو الدينية والتي من
شأنها أن تشكل تحريضا على
التحريض أو المعاداة أو العنف .
وإذا كان هذا من
وجهة نظر القانون الدولي فهل في
قوانينكم الداخلية ما يسمح
بالإساءة للآخرين تحت ستار حرية
التعبير ؟!.
هل تعبير (حرية
التعبير) خاص فقط بالإساءة
للعرب والمسلمين ......لماذا لا
تكون حرية التعبير ضد أولئك
الذين يقتلون أبناءنا وينتهكون
كل الحرمات ويحرمونا من حقنا
حتى في إقامة دولتنا ...... أين
حرية التعبير في كشف كذب
التاريخ الذي وضعوه هم من أجل
إقامة دولتهم على أرض فلسطين ؟!
....... أين حرية التعبير في الدفاع
عن أسرى الحرية في فلسطين ؟! ....
وأين حرية التعبير في الدفاع عن
حقنا في التنقل بين مدن فلسطين ؟!
حيث أصبحت كل مدينة سجن صغير
نخرج منه أو ندخل إليه وفق أهواء
ضابط الدورية الموجود على مدخل
المدينة !!.
لماذا لا يكتب في
ذلك ؟! هل حرية التعبير فقط
بالإساءة للرسول الكريم (صلى
الله عليه وسلم)؟!.
لست أدري هل نحن في
عصر الديمقراطية أم عصر
اللاديمقراطية أم هو عصر
الديمقراطية التي تفصل وفق
الأهواء والآراء .
يا أبناء العالم :
محمد صلى الله عليه
وسلم رسول المسلمين ونبي الأمة
ليس من حقكم الإساءة إليه وليس
من حقكم أن تحتجوا بكل قوانينكم
والتي يجب أن تدرسوها جيدا لكي
تتعلموا أنه حتى في حرية
التعبير بقوانينكم لا يوجد ما
يسمح بالإساءة للآخرين وتشويه
سمعتهم ....
وإن كانت موجودة
فسحقاً لقانون يسمح بإهانة
البشر وسحقا لقانون يسمح
بالتطاول على رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) تباً لحريات
التعبير إن طالت سادة الأمة ....ولا
نستطيع التمسك بها لكتابة مقال
صغير يتحدث في تاريخ المحتلين
لأرض فلسطين ..
آسف يا رسول الله
..... آسف يا حبيب الله ويا سيد
الخلق ... آسف يا من علمت العالم
حرية التعبير فلم يفهموها
فطالتك يا سيدي .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|