ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

فوز حماس ...

هل ينقلب السحر على الساحر.؟

محمود العمر

الانتخابات الفلسطينية والفوز الساحق لحماس أعاد إلى الأذهان التجربة الجزائرية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي عندما فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية بأغلبية ساحقة أيضا  .كلتا العمليتين الانتخابيتين جاءتا بعد فترة من حكم الحزب الواحد وكلتاهما جرتا وبقدرة قادر في جو انتخابي ديمقراطي نزيه رغم معرفة الفائز سلفا ! فهل يمكن القول بأن كل ما حدث كان محض صدفة ؟

في مطلع التسعينيات وبعد فترة من حكم جنرالات الجيش وتسلط الحزب الواحد سمح بالتعددية الحزبية في الجزائر .

وقد سبق ذلك انتخابات بلدية فاز فيها الإسلاميون وحققوا نجاحات باهرة جعلتهم محل ثقة الشعب وتقديره وأهلتهم للعب دور سياسي أكبر في إدارة شؤون البلاد . لكن أشياء كثيرة كان يتم التغاضي عنها آنذاك دون أن تجلب انتباه أحد من ذلك على سبيل المثال تعدي البلديات صلاحياتها وتدخلها في إرساء الأمن وحفظ النظام إلى درجة أن أصبح كثير من المواطنين الجزائريين يرفعون شكاواهم ومظالمهم إلى جبهة الإنقاذ بدل المحاكم ومؤسسات الدولة الرسمية .

كما سمح أو غض الطرف عن التجمعات الضخمة والمهرجانات الحاشدة التي كان الجبهة تنظمها في مختلف المناسبات والأعياد الوطنية والدينية ,حيث كان الخطباء يلقون خطبهم الحماسية النارية أمام الجموع الحاشدة الغفيرة من الشباب المتحمس وكان بعض هؤلاء الخطباء يهدد ويتوعد جنرالات الجيش والمسؤولين في الدولة بالحساب والعقاب ! لكن أحدا من هؤلاء لم يبد أي ردة فعل أو انزعاج بل ظهروا غاية في الأدب الديمقراطي !.

نصبت صناديق الاقتراع وجرت الانتخابات في عرس انتخابي بهيج ! وكما هو متوقع من قبل فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلبية ساحقة فاقت كل التكهنات ! – مثل فوز حماس - . يومها أيضا عبر المحللون السياسيون في الداخل والخارج عن مفاجأتهم ودهشتهم للنسبة العالية من الأصوات التي حصلت عليها الجبهة ... على إثرها قام الجيش وألغى الانتخابات وأمسك بزمام الأمور في البلاد واتهم جبهة الإنقاذ بتهديد أمن الوطن والسعي بالفساد وتقسيم البلاد , وأنها عدوة للديمقراطية مستشهدا بأفعال منتسبي الجبهة وأقوال خطبائهم . وبدل أن يتبوأ الناجحون في الانتخابات كراسي الحكم ومنابر الرئاسة إذ بهم في المعتقلات وغياهب السجون يلاقون أقسى صنوف التعذيب ,فما كان أمام البقية الباقية التي أفلتت من قبضة الأجهزة الأمنية سوى قمم الجبال وأدغال الغابات مصطحبين معهم –دون علم – ثلة من رجال المخابرات والأمن الخاص ومجموعات من القتلة والمجرمين و شذاذ الآفاق وقطاع الطرق ,ثم وجد الجميع أنفسهم في خضم حرب أهلية طاحنة تأكل الأخضر واليابس فتوالت التفجيرات وتعاقبت المذابح الجماعية التي تشيب من فظاعتها الولدان وتقشعر من هولها الأبدان وغرق الجميع في حمام من الدم ذهب ضحيته ما يربو على المائة ألف قتيل إضافة إلى آلاف المعتقلين والمفقودين والمشردين من خيرة شباب البلد ورجالاته .

حينها صمت الآذان وعميت الأبصار عن مرتكبي تلك الجرائم وأسبابها وأطرافها والمستفيدين منها !,وضمن خطة إعلامية مرسومة ومدروسة قدم دعاة الإسلام للدنيا بأسرها على أنهم قتلة سفاكو دماء وانتهازيون يتحينون الفرصة للامساك بزمام الأمور ثم الانقضاض على الديمقراطية وتصفية الخصوم بشكل وحشي دموي ,وبناء على ذلك فإن الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من المثل العليا لا تصلح للتطبيق في العالم الإسلامي الذي يفتقر أهله التربية الديمقراطية ولا ينضبط وتستقيم أموره إلا بالدكتاتورية والاستبداد ! هذا الزرع  أعجب الحكام نباته أيما إعجاب فالتقطته أبواقهم الإعلامية بالتعاون مع القوى الحاقدة على الإسلام وأهله ليشهروا سيوفهم وأقلامهم ووسائل دعايتهم في وجه الدعاة والمصلحين ويصوروا للرأي العام المحلي والعالمي أن مجيء الإسلاميين للسلطة يعني جزائر ثانية . مما اضطر الدعاة العاملين في الساحة الإسلامية الرجوع خطوة للوراء وبذل الكثير الوقت والجهد من أجل دحض التهم الملصقة وتبرئة الإسلام ودعاته منها .بل إن بعض هؤلاء الدعاة تراجع القهقرى وبدأ ينادي تحت - وطأة الهجوم الظالم – إلى العدول عن العمل السياسي المباشر والرجوع إلى مربع العمل الدعوي ناسيا أن من أهم خصائص الحركة الإسلامية هو دعوتها إلى عودة الإسلام ليشمل نواحي الحياة جميعها السياسي منها والاقتصادي والاجتماعي .

إن ما سبق ذكره لا يشكل إلا القليل من المصائب والويلات التي خلفها وقوع جبهة الإنقاذ في مصيدة الكيد التي نصبها لها مهندسو السياسة العالمية بدعم وتنفيذ محلي .

 فهل ستسقط حماس في شراك الكيد الصهيونية اليهودية منها والصليبية لا سمح الله ؟

لابد من الإشارة مقدما إلى أن حماس تمتاز عن غيرها من الجماعات بتركيبتها التنظيمية الدقيقة وتلاحمها الشعبي  وامتداد جذورها الإخوانية العالمية وعمقها التاريخي إضافة إلى خبرة قياداتها مما يجعلها أكثر حصانة أمام المكر اليهودي الصهيوني والكيد الصليبي العالمي الذي يهدف ترويضها ثم الإجهاز عليها .

إن سياسة العصا مع حماس لم تزدها إلا شعبية وقوة وصلابة فلتكن سياسة الجزرة هذه المرة عبر اللعبة الديمقراطية وصناديق الانتخاب . حيث مغريات الحكم وبهرجة السلطان .

إن إمساك حماس بزمام السلطتين التشريعية والتنفيذية يعني إعطاءها دورا رئيسيا في ترتيب البيت الفلسطيني المبعثر وحماس هي التي ذاقت الأمرين من جراء بعثرته وفوضاه ودفعت من فلذة أكبادها الشهداء والمعتقلين كما أغلقت كل الجمعيات والمؤسسات الرديفة والمساندة التي كانت تؤمن لها الدعم اللوجستي في صراعها مع العدو الصهيوني .

إن ترتيب البيت الفلسطيني وفق معايير العدالة و الإنصاف من شأنه أن يعطي زخما قويا للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها واتجاهاتها كما يفوت الفرصة على المنتفعين من جو الفوضى والفتن الذين يفضلون الصيد في المياه العكرة .

إن إدارة حماس للسلطة يعني ضبط الأجهزة الأمنية لتكون صمام أمن وملجأ أمان للجميع وليست مليشيات تحت تصرف البعض تدار وفق أهوائهم و تخدم طموحاتهم الشخصية ومصالحهم الفئوية وحسب.

لقد عانت حماس خلال مسيرتها النضالية الكثير من ظلم ذوي القربى -الذي هو أشد على النفس من وقع الحسام المهند- داخل فلسطين وخارجها .لكنها استطاعت دائما أن تنأى بنفسها عن الفتن والخلافات والانقسامات الداخلية بل استنفرت كل قواها وطاقاتها من أجل مواجهة العدو الصهيوني لاغير.

هذا بتقديري هو الذي جعلها تحظى دون غيرها بالقبول والتقدير لدى كافة فئات الشعب الفلسطيني ..

إن إدارة حماس للسلطة يعني ضبط المال العام ووقف التلاعب والسرقات التي أزكمت روائحها أنوف القاصي والداني حتى الأوربيون والبنك الدولي أوقفوا الكثير من المساعدات بسبب النهب والسرقات .

لكن هل ستجني كل هذه الثمار الشهية دون أن تدفع الثمن ؟

هنا بيت القصيد ومربط الفرس وهنا يبدأ الامتحان الصعب فإذا فبلت حماس تسليم سلاحها ثمنا للمشاركة السياسية حينها تكون قد وقعت في شراك المصيدة وأمضت فرمان نهايتها بيدها .وإن امتنعت عن ذلك فسيكون أمامها ضغوط عظام وتحديات جسام .

 إذا كانت السياسة هي فن الوصول إلى المستحيل وهي فن اختراع الحلول كما يقال ,فإن العملية السياسة تقتضي الأخذ والرد و دفع شيء مقابل أخذ شيء ,لكن لابد لأصحاب الأهداف السامية والقضايا المقدسة من خطوط حمراء وأمور محرم طرحها على موائد المفاوضات وكواليس السياسة .

أملنا كبير في حماس وثقتنا أكبر في قياداتها ... العبء ثقيل والمعين من الناس قليل لكن الله هو المستعان وهو القائل  ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) صدق الله العظيم .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ