حدث
في عهد بشار
الدكتور
خالد الأحمد
كنت أتمنى أن يترجم
السيد الرئيس بشار الأسد خطاب
القسم إلى أفعال ، ولكن يبدو أنه
لم يستطع ، ويبدو أن المؤسسة
الأمنية المتغولة سيطرت عليه ،
والقبضة الأمنية تزداد سوءا كما
يقول القادمون من سوريا ...
وتقرأون الآن حدثاً
حصل قبل سنة ونصف ، اذكر القارئ
والكاتب السوري بما يجري في
سوريا ، على أيدي السلطات
الأمنية في ظل حكم البيت الأسدي
.
الاعتداء
بالضرب
الحوار المتمدن
23/6/2004
حسيبة عبد الرحمن (
روائية وناشطة حقوق إنسان سورية
)
العدد: 873 - 2004 / 6 / 23
السبب في الضرب هو
الدعوة إلى الاعتصام من قبل
الأحزاب السياسية السورية
العربية والكردية المعارضة،
توقيت الدعوة السادسة والنصف،
المكان ساحة عرنوس في العاصمة
السورية دمشق ، الغاية والهدف :
الاعتصام في يوم السجين السوري،
التاريخ 21/6/2004 .
وصلنا إلى مكان
التجمع المحدد أفراداً وإذ قوى
الأمن الداخلي تحيط المكان _
الساحة أو الحديقة _ من كل
الجهات ولم تُنس إغلاق مداخل
ومخارج الشوارع المحيطة
بالمكان ، ومنع المواطنين
الهاربين من قيظ الصيف الدخول
إلى الحديقة أو ساحة عرنوس بعد
أن طرد من كان منهم يجلس فوق
كرسي ويستفيء تحت الشجر أو
يتجول في الحديقة وانتقلوا إلى
إبعادنا عن المكان المحدد
وباعتبارنا مواطنين صالحين لم
نجادلهم كثيراً في الأمر خصوصاً
وكل منا يرى الشرطة المدنية
بأعدادها الكبيرة وتجهيزاتها
الحاضرة_ ما شاء الله _ ولا يمكن
لأحدنا أن ينسى الأجهزة الأمنية
المترصدة سواء ضباط كبار أو
ضباط صف اختبأوا وراء الشرطة
ينتظرون اللحظة المناسبة
لإعطاء الأوامر حسب النظام !!!
أعداد تكفي لإنذار آلاف
المتظاهرين ما بالك بمجموعة لا
تتجاوز ..._لم يعرف العدد بدقة_ من
نشطاء الأحزاب السياسية
وجمعيات حقوق الإنسان والمجتمع
المدني السوري... وهكذا أبعدنا
ولم نعتصم في الساحة واكرهنا
على المشي في الشوارع التجارية
المكتظة بالناس، والشرطة
تتتبعنا، بدأت الشرطة التفريق
بلهجة لطيفة لم تلبث وارتفعت
النبرة إلى الضرب واللكم على
الوجوه التي تتصيدها ومع ذلك لم
نقم بأي فعل سواء باليد أو
باللسان _ باعتبارنا نخب!!_ ومع
ذلك فقد استمرت قوى الأمن
بالضرب المبرح على الوجوه
بدأوها بعباس عباس_ سجين لمدة
خمسة عشر عاماً ، وشاب آخر اسمه
صلاح وانتقلت إلى الوجوه
المتفرقة عنوة وحين تدخلتُ
بجملة لم أكملها _ لماذا.....؟
جاءتني يد خلفية
وشدتني من شعري بعنف قوي ، التفت
وإذ بعميد من الشرطة ( بطل على
النساء ) ... ومعه أربعة جنود
ينهالون على وجهي بالضرب واللكم
ثم امسكوني ورموني في عرض
الشارع الرئيسي والذي كان من
الممكن أن تأتي سيارة وتضربني،
نهضت بصعوبة بسبب ألم بركبتي
وتابعت السير ،اقتربت سيارة
واعتقلت علي العبد الله ومعاذ
حمور اتبعوهما باعتقال أربعة
آخرين قيل أن الأمن غطى وجوههم
كي لا يعرفوا.
هنا بدا المشهد
واضحاً لقد قرروا ضرب النشطاء
السياسيين الذين سبق اعتقالهم
من قبل كفاتح جاموس_18سنة وعباس
عباس وأنا_ اعتقلت أربع مرات_
واعتقال النشطاء
من المجتمع المدني _ أطلق سراح
الجميع بعد ساعتين من الاعتقال .
ومن الواضح أنهم
تجنبوا ضرب كل من الأستاذ رياض
الترك والأستاذ حسن عبد العظيم
باعتبارهما من أهم الوجوه
المعروفة بنشاطها السياسي ولا
أدري إن كانوا قد راعوا سنهما .
هكذا ذهبنا لنحتج
على الاعتقال السياسي التعسفي
ونطالب بطي هذا الملف وإذ بملف
آخر يفتح، ملف ممارسة العنف
اللاقانوني في الشارع وانتهاك
كرامتنا_ والذي ظنناه شبحاً من
أشباح الماضي القريب_ ودون وجود
أسباب سوى أننا تجرأنا وحاولنا
الوقوف ...كيف لو استطعنا التجمع
في الساحة ماذا كانت السلطة
ستفعل..تطلق الحوامات مثلاً ...!!!؟؟؟
من الجلي أن صمتنا
لم يعد يجدي وعلينا فتح أبواب
المقاضاة القانونية ضد من يرتكب
بحقنا الضرب والإهانة وتحويلها
إلى قضية رأي عام كي لا تبقى هذه
الممارسات مفلوتة من عقالها ضد
كل من يعترض بالوسائل السلمية
على ممارسات السلطة أو يرفع
صوته من أجل واحترام القانون
الذي إما وضعته السلطة أو وافقت
عليه ومع ذلك فهو لا يطبق !!! .
وأخيراً نقول
بمرارة: هذه هي الحريات
الموعودة أو التي وعدنا بها،
حرية الضرب والإهانة والشتم في
الشوارع والساحات العامة دون
توفير النساء فهنيئاً لنا !!؟؟؟
و في السياق ذاته
فأني أطلب من السلطة في سوريا
إما أن ترفع الحيف عن المواطنين
السوريين وإما أن تصمت حيال ما
يرتكب في فلسكين والعراق لأن
المرتكب هناك هو الاحتلال، أما
في سوريا الضارب من الوطن
والمضروب من الوطن، المهان سوري
والذي يوجه الإهانة أيضاً سوري...!!!!.
وهكذا
مازالت السلطات الأمنية
المتغولة تضرب المواطنين ،
رجالا ونساء ، كما كانت تفعل ،
لأنهم يريدون الاعتصام ، فهل
يحق للشعب السوري الاعتصام ،
لقد سبق في عام (1964) أن اعتصم
مروان حديد يرحمه الله في مسجد
السلطان بحماة ، فهدمت الدبابات
المئذنة والمسجد فوق رأسـه ،
واعتقل وحوكم عسكريا وحكم عليه
بالاعدام كما هو معروف....
أي اعتصام في سوريا
.... التي تعتصم فيها السلطة
الأمنية وحدها ... وتريد أن
تفرغها من المواطنين ... تودع
بعضهم في السجون ... وتشرد
الآخرين يتسولون في بقاع الأرض
... وتتفرغ السلطات الأمنية
للسلب والنهب وتكديس المليارات
في حساباتها الغربية .... ثم
تصادر هذه الحسابات ويستولي
عليها أعداء العرب والمسلمين
كما جرت العادة ...
نسأل الله عزوجل أن
يعطى الشعب السوري حق الكلمة
والتعبير عن الرأي والمظاهرة
والاعتصام ،أسوة بشعوب اقريقيا
على الأقل ...
والحمد لله على كل
حال
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|