أليس
فيكم رجل رشيد !!؟
د.
منير محمد الغضبان
يا خلاصة حزب البعث العربي
الاشتراكي . يا أصحاب القرار فيه
، أليس فيكم رجل رشيد .
هل وصل بكم الخطل بالرأي أن
تعلنوا الحرب على الأمة ودينها .
فتمنعوها عن أن تعبر عن
قناعاتها من خلال حزب سياسي .
وهل وصل بكم الخطل بالرأي أن
تحاربوا إخوانكم الأكراد أكبر
شركائكم على الساحة السورية
فتحرموهم من التعبير عن رأيهم
من خلال حزب سياسي ؟
إن أمريكا التي أمضت عمرها في حرب
الإسلام ، ثم رأت الإرهاب ينطلق
تحت عباءته .
وحرصا على أمنها وسلامتها . أحنت
رأسها للعاصفة . وأعلنت أنه يمكن
التعامل مع الحركات الإسلامية
بل تطالب الدول العربية
الإسلامية أن تدخلها في حركتها
السياسية . حتى لا تحول هذه
الحركات المعتدلة إلى صفة
الإرهاب حين يحرمون من وجودهم
ومن التعبير عن رأيهم .
ما بالكم يا خلاصة الحزب وصفوته .
هل قادكم حقدكم على الإخوان
المسلمين إلى إعلان حربكم على
الإسلام بمنع الحزب الديني الذي
ينادي بتحكيم شريعته .
كنا نتوقع حسب التطوير الحزبي
الذي أعلنتموه ، وحسب تغيير
موقفكم من الإسلام الذي طرحتموه
أن تمنعوا الأحزاب اللا دينية
التي تقوم على الإلحاد . احتراما
لشريعة الله .
والإسلان الذي اعتبرتموه النسيج
الباني هذه الأمة بقيمه ومبادئه
.
إذن المحظور في سورية فقط
الأحزاب الدينية . والأحزاب
العرفية
وليست الأحزاب اللا دينية
كالحزب الشيوعي مثلا محظورا على
الساحة السورية .
المحظور حزب إسلامي يعلن تبنيى
لشريعة الإسلام ، ويطالب
بتطبيقها هو من محرمات السياسة
البعثية.
أما كل حزب يعلن تبنية
لكل شيء غير الشريعة
الإسلامية فهو من الأحزاب
المرحب بها والذي تحتضنه قيادة
البعث العتيدة.
عجيب أمر هذه القيادات ، وأمر
هؤلاء الحكام . أليس فيهم رجل
رشيد يقول :
حذار من أن تحاربو الأمة في دينها
. فالدين هو حياة هذه الأمة .
والقرآن هو كتاب أكثرية هذه
الأمة . فكيف نقصون مبادئه
السياسية والاجتماعية عن
الحياة .
كل أهواء البشر ، وتخبيصات البشر
، وظلم البشر مسموح به في الحياة
السياسية السورية أما هدى الله
، أما كتاب الله ، أما شريعة
الله ، أما حكم الله الذي قال
الله تعالى فيه :
(( ومن أحسن من الله حكما لقوم
يوقنون ))هو الممنوع .
إن لم يكن فيكم عقل ، أليس فيكم
حياء ، أليس فيكم بقية من شهامة .
كل بشرعة البشر مسموح به . وما
بشرعة الله ممنوع ومحظور ومحرم .
أخاطب حميتكم الدينية كيف ترضون
والأكثرية السنية حسب
إحصاءاتكم في الحزب تتجاوز
الستين في المائة ، وترضون أن
يمنع في أرض سوريا المناداة
بالإسلام .
أخاطب حميتكم القومية عن تخليتم
عن دينكم وعن حميتكم الدينية .
هل رضيت حميتكم القومية أن يقال
لشريعة الإسلام لا . ولكل شرائع
الأرض نعم . والقومية والإسلام
كما زعمتم في تطويركم الفكري
صنوان لا يفترقان .
الصلاة والعبادات . خاصة
بالمسلمين ، وعقيدة الإسلام
خاصة بالمسلمين .
أما شريعة الإسلام التي احتكمت
إليها الأمة ما ينوف عن ألف عام .
وعاش في ظلها أبناء سوريا جميعا
بكل طوائفهم . ورأو في ظلها
العدل والرحمة والقوة
والانتصار .
أخاطب حميتكم الوطنية . إن تخليتم
عن حميتكم الدينية
. وعن حميتكم القومية . أليس
هذا الوطن هو الذي حكم الأرض
كلها بالاسلام في أزهى عصور
تاريخنا الخالد ، ألم يحمل بنو
أمية وقياداتهم الاسلام إلى
الصين والهند وروسيا وأقصى
الأرض . يحملونه شريعة .
فتفيء الأمم إليه وتدخل فيه .
أليس من حخق هذا الوطن أن يبقى
الإسلام عزيزا فيه ، وتبقى
شريعة الإسلام معلنة فيه ، إن لم
تكن تحكم فيه .
أخاطب حميتكم الديمقراطية إن
تخلينم عن حميتكم الدينية ، وعن
حميتكم القومية ، وعن حميتكم
الوطنية . أن تتركوا للشعب أن
يتخذ هذا القرار . فعندما يرفض
الشعب السوري دينه .
لا تحملوا عار حرب شريعة الاسلام
. ودعو الأمر إلى الشعب فحين لا
يوجد خمسة آلاف توقيع أو عشرون
ألف توقيع يريدونه حزبا إسلاميا
. فقولوا ما باليد حيله ، هذه
إرادة الشعب هذه مبادىء كل
الأحزاب القائمة المعلنة
والمحظورة . ليس فيها حزبا واحدا
كحمل الدعوة إلى تطبيق شريعة
الإسلام . وإذا كنتم ترون أنكم
الأكثرية الساحقة . والأمة هي
الأكثرية المسحوقة . فادعو بين
مئات الأحزاب ومئات الشرائع .
ومئات المبادىء ومئات
الإستراتيجيات صوتا واحدا يقول
: لا إله إلا الله ربا ولا إله
إلا الله حاكما ومشرعا ، وليس
ربا مرميا على الرف لا علاقة له
بحياة البشر .
أخاطب حميتكم الاشتراكية . إن
تخليتم عن حمنيتكم الدينية ،
وعم حميتكم القومية ، وعن
حميتكم الوطنية ، وعن حميتكم
الديمقراطية . ألم يكن الكفر
عندكم هو الامبرالية
والليبرالية والرأس مالية .
ألم يكن هذا عدو الاشتراكية
الأول عندكم . ما بال كل هذه
الأحزاب أصبحت مسموحة تهشون لها
وتبشون . واستبدلتم بها عداوة
الإسلام فهو المحظور الوحيد
مبدأ على الساحة السورية .
ألم تعلنو في تطويركم عظمة
مباديء الإسلام وتحقيقها
العدالة . والقوة والنصر ،
وسعيها لانقاذ الفقراء
والمستضعفين . فما بالكم ترون
اليوم في الليبرالية رحمة
وعدالة وفي الرأس مالية رحمة
وعدالة ، وفي الامبريالية رحمة
وعدالة . ولم تعد مباديء الإسلام
تحمل هذه القيم . ترى أأنتم أعلم
من الله . فيما يصلح لخلقه . كل ما
نطالبكم فيه لو تسوون بين
الإيمان والكفر . لو تتركون
الاحزاب لما يختاره والشعب لما
يختاره .
حتى هذا أصبح محرما أيها السادة
العبيد .
من تخدمون بهذا المبدأ . ومن
تخدمون بهذا الخطر
ألا ترون الصحوة الإسلامية في
سورية تسد الأفق ، ألا ترون
الشباب كله يتجه إلى الله . ألا
ترون المساجد تغمر بالشباب
الصاعد لهذه الأمة ، ألا ترون
الفتيات يتسابقن على الحجاب حتى
في أوكاركم الحزبية ومؤسساتكم
السياسية . نطالبكم فقط لو عرضتم
هذا الخطر على استفتاء جماهيري.
واستفتاء حقيقي . فأنتم غيرامنا
، على كل استفتاء . بالله عليكم
ألا يرفض سبعون بالمائة هذا
الخطر .
دعو الإخوان المسلمين جانبا .
فبيننا وبينكم كثير من جوانب
الخلاف . لكن الإسلام التيار
الإسلامي في سوريا ..العلماء
والمساجد ، بالله عليكم هل ترون
هؤلاء سوف يرقصون في الطرقات
فرحا بمنع المطالبة بشريعة
الإسلام ، وبمنع المطالبة
بتحكيم كتاب الله لهذا القرار
الحكيم ، الأخرق العجيب . وكم في
البعث من عجائب .
أخاطب فيكم حميتكم الإنسانية . إن
فقدتم حميتكم الدينية ، وحميتكم
القومية ، ، وحميتكم الوطنية ،
وحميتكم الديمقراطية ، وحميتكم
الاشتراكية . فهؤلاء أبناء
الصحوة الإسلامية الذي يملئون
فجاج سورية كلها بشر لهم رأي.
فدعوهم يعبروا عن رأيهم .
ويطرحون قناعاتهم
. من بين مئات المبادىء غير
الإسلامية التي سمحتم بها على
الساحة السورية .
هل ترون أن أمريكا وأوروبا كلهم
متخلفون . ولا يمنعون الأحزاب
الدينية ،. وأنتم وحدكم الذين
سبقتم الخلق كافة عبقرية وتقدما
وحضارة أدركتم ما لم يدركه
هؤلاء . حين لم يجعلوا نصا في
الحريات السياسية على منع
الأحزاب الدينية والعرقية ؟!
حقوق الإنسان ؛ أليس من حق كل فرد
أن يعبر عن رأيه من خلال تجمع أو
حزب يراه ، وصناديق الاقتراع
ترفضه وتقبله ؟!
هل من حق الأكثرية البعثية
الساحقة أن تمنع الأكثرية
المسلمة المسحوقة من التعبير عن
رأيها من خلال حزب سياسي تطالب
فيه بتطبيق شريعة الإسلام التي
تعتبرها جزءا من دينها؟!
أخاطب فيكم حميتكم الجاهلية إن
فقدتم حميتكم الدينية ، وفقدتم
حميتكم القومية ، وفقدتم حميتكم
الوطنية ، وفقدتم حميتكم
الديمقراطية ، وفقدتم حميتكم
الاشتراكية ، وفقدتم حميتكم
الانسانية . أخاطب حميتكم
الجاهلية فكونوا مثل أبي طالب
الذي مات على ملة عبد المطلب
وأمضى حياته في حماية ابن أخيه
الذي يحمل غير عقيدته ، ومن
ورائه كل بني هاشم . وكل بني
المطلب ، وعرضوا أنفسهم-وهم
المشركون- للموت لحماية رأي
محمد ابن عبد الله الذي يهاجم
الشرك والوثنية .
كونوا مثل الجاهليين الذين
يؤمنون بالحماية والإجارة ،
فيسمحوا لمن يخالفهم بالرأي أن
يعبر عن رأيه.ماذا أخاطب فيكم
بعد ذلك إن فقدتم حميتكم
الدينية . وحميتكم القومية ،
وحميتكم الوطنية ، وحميتكم
لديمقراطية ، وحميتم
الاشتراكية ، وحميتكم
الانسانية ، وحميتكم الجاهلية ؟!
أخاطب فيكم إن بقي عندكم مسكة من
عقل أن تمنعوا المسلمين الذين
يمثلون الأكثرية الساحقة في
الأمة من ارتفاع صوت لهم يعبر عن
قرآنهم وعن إسلامهم وعن دينهم .
وإلى أين ستقودون الأمة حين
تواجهونها في دينها وقرآنها
وشريعتها ، وتمنعونها من
التعبير عن رأيها من خلال حزب
سياسي ؟! أليس فيكم رجل رشيد ؟!
ألا تحفرون قبوركم بأيديكم حين
تعلنون حربكم على دين الأمة
وتمنعونه من أن يحكم في مجال
الحية ، أو يعلن رأيه على الأقل
في مجال الحياة ؟! إلى أين
تقودون سورية بهذا القرار
الخطير ؟!
إلا أين تقودون أمتكم حين
تحاربون أكبر أعراقها ؛
وتمنعونهم عن التعبير عن رأيهم
في حزب يمثل تطلعاتهم وآرائهم ؟!
والله لو قيل لكم اختاروا أجرم
قرار وأسوأ قرار وأحمق قرار
لتفجروا الأمة في دينها وأعراقه
، وتدمروا الأمة في خنق حريتها
لما صدر منكم غير هذا القرار .
أما نحن الإخوان المسلمون . فثقوا
أننا نتخلى عن أرواحنا وحياتنا
ودمائنا ولا نتخلى عن إسلامنا .
ونحن مع إخوتنا الأكراد في حقهم
في التعبير عن رأيهم وهم أكبر
عرق بعد العرق العربية على
الساحة السورية وهم كذلك إخوة
مسلمون أحفاد صلاح الدين المسلم
الذي أنقذ الأمة العربية
والمسلمة من براثن الإستعمار
الصليبي . والله لو كنتم تحترمون
عقولكم لما اتخذتم هذا القرار.
أليس حزب البعث ( العريبي)
الإشتراكي يقوم على أساس عرقي؟!
ألأن العرب أكبر الأعراق يحق
لهم أن يقوموا على أساس عرقس .
أوليس العرب المسلمون أكبر
الأديان يحق لهم مثل ما يحق لكم
؟!
إن كنتم صادقين في قراركم فحلوا
الحزب العرقي واجلسوا في بيوتكم
وسلموا الأمر إلى شعبكم .
فقد أثبتم أنكم فاشلون سياسيا ،
أصبح كل من حولكم ضدكم عربا
وعجما .
وفاشلون اقتصاديا فأكثر من ستين
بالمائة من شعبكم على حد الفقر
ودونه .
وفاشلون اجتماعيا حين تحاربون
الإلأكثرية المسلمة وتحاربون
الأكثرية الكردية .
فبماذا نجحتم ؟!
نجحتم بالظلم ، نجحتم بالسجون ،
نجحتم بالمقاصل ، نجحتم بذبح
شعبكم ، نجحتم بفرض وجودكم عليه
قرابة نصف قرن . وثقوا أننا مع
الله تعالى
الذي قررتم حرب شريعته ،
ومنعتموها من الوجود ، ونحن
واثقون أنكم سوف تلقون مصرعكم
كما لقي الطغاة من قبلكم
مصارعهم .
فإن الله لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء .
((
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
يتقلبون ))
* باحث إسلامي سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|