الغضبة
السورية، حقيقة أم تهريج؟!
تاصر
المؤيد
جميل جداً أن يغضب الناس في سورية
الحضارة، وأن يخرجوا في تظاهرة
حاشدة احتجاجاً على الرسوم
المسيئة، فهذا يؤكد على هوية
البلد الحضارية.. ولكن المرفوض
أن يكون في تلك التظاهرة مالا
يتفق في كثير أو قليل مع أخلاق
الرسول العظيم، ونعني به إحراق
السفارتين الدنماركية
والنرويجية بدمشق... على أن ذلك
كله يضعف أمام مفارقات وتساؤلات
مشروعة:
1. هل كانت
التظاهرة شعبية عفوية؟! وهل
يمكن لمثل هذا العمل أن يكون في
سوريا، من غير معرفة أجهزة
الأمن وموافقتها؟!
2. من هي
الجهة المنظمة للتظاهرة؟! من
المعلوم أنه لا توجد في سوريا
تجليات للمجتمع المدني؟! هل
المنظم وزارة الأوقاف مثلاًَ!؟
نستبعد ذلك... هل خرجت الجموع
بشكل عفوي، من غير موعد، ولا
تنظيم، ولا قيادة؟! نستبعد ذلك
أيضاً... هل هناك يد للنظام، نرجح
ذلك... هل غضبة النظام كانت غيرة
على الدين أم عملاً سياسياً
يحمل رسائل معينة إلى الداخل
والخارج؟! نستبعد الاحتمال
الأول...
3. هل سلطات
الأمن أصبحت عاجزة عن ردع بعض
المتظاهرين ومنعهم من إحراق
السفارتين؟! إذن هناك تطور هائل
في البلد...
4. هل يظن
النظام الذي يريد ركوب الموجة،
أن الشعب السوري نسي قضية نزع
الحجاب عن بعض المسلمات في قلب
العاصمة دمشق؟! أو نسي كيف داس
جنوده المصاحف في مساجد حلب
وحماة وغيرهما!؟ ولماذا لم
يتظاهر الناس حينذاك؟!
5. إذا كان
النظام قد أصبح بمثل هذه
الوداعة، أو أن الشعب قد أصبح
بمثل هذه الشجاعة، فهل يمكن لنا
أن نرى قريباً تظاهرة تطالب
بمعرفة مصير 17 ألف مفقود في
السجون السورية، وعودة أكثر من
عشرين ألف منفي..؟! فإذا خرج عن
كل سجين أو منفي خمسة أشخاص فقط
من (الأم ـ الأب ـ الزوجة ـ
الأبناء ـ الإخوة... الأقارب...
الأصدقاء... إلخ) فهذا يعني أننا
سنشهد قريباً تظاهرة تضم حوالي
مائتي ألف مواطن في شوارع
العاصمة دمشق... وإلا فإن
التظاهرة التي رأيناها لن تكون
أكثر من تهريج، دأب النظام على
إدمانه.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|