ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

اتفاق نصر الله – عون ...

وحسابات الربح والخسارة

الطاهر إبراهيم*

منذ أن تسلم السيد "حسن نصر الله" زعامة حزب الله وهو يتابع نجاحاته في قيادة الحزب على مستوى لبنان، وفي خوض غمار المعارك مع إسرائيل في جنوب لبنان. فكان يوازن كما لو أنه يمسك العصا من منتصفها لبنانيا، حتى يكاد المرء أن يقول إنه يمشي ،والتوفيق معه جنبا إلى جنب، وللناس الظاهر والله يتولى السرائر.

ولقد توج حسن نصر الله انتصاراته بانسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وهو يجر أذيال الفشل والهزيمة بعد احتلال دام أكثر من عقدين.

ولا يختلف كثير من الناس حول الاعتراف بحسن مقاربة "نصر الله" للشأن اللبناني، منذ أن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وحتى صدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 ،الذي أكد على ضرورة تحول "حزب الله" إلى حزب سياسي وحل فصائله المسلحة.فقد بدأت مقاربات "نصر الله" للشأن اللبناني، وارتفعت حدة نبراته بعد أن أُرغم النظام السوري على سحب وحداته العسكرية في 26 نيسان 2005 من لبنان،وبدأ يشعر كأن الانسحاب كان المقدمة الطبيعية لفرط الكيان العسكري ل "حزب الله".

ويحسن أن نشير إلى أن بعض المحللين يعتبر أن الشيخ "نصر الله" كان الحاكم الفعلي في لبنان في ظل الهيمنة السورية، وأنه لم يكن بحاجة إلى الاحتكاك بباقي القوى اللبنانية طالما أن ساحة الجنوب اللبناني على حزبه وبعيدة عن المساجلات الداخلية في ظل تلك الهيمنة.

بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق المرحوم "رفيق الحريري"،شعر "نصر الله" أن محيط الدائرة التي كان يتحرك داخلها بدأت تضيق. ومع أن الكثيرين ،حتى من خصومه، كانوا لا يشكّون ببراءة حزبه من دم الحريري، ولكنهم في نفس الوقت كانوا يشيرون بأصابع الاتهام إلى قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، التي يعتقد أنها تتحرك بدعم من حلفائه السوريين وممثلهم "رستم غزالي" المقيم في "مجدل عنجر" قرب الحدود السورية اللبنانية.

ولقد اعتبر البعض أن غلطة الشاطر كانت عندما تحالف الشيخ "حسن نصر الله" مع العماد "ميشيل عون"، خصوصا وأنها جاءت بعد المظاهرة التي اعتدي فيها على كنائس في حي الأشرفية وأُحرقت فيها السفارة الدانماركية.ولكن لماذا اعتُبِرَ التحالف الذي أقامه "نصر الله" مع عون غلطة شاطر؟

حتى وقت قريب، كان الذين يناصبون النظام السوري العداء في لبنان من قوى 14 آذار، ما يزالون متفقين على أن موضوع سلاح المقاومة في الجنوب هو شأن لبناني داخلي ،رغم ما جاء بشأنه في القرار 1559 . وحاول أكثر من فصيل من تلك القوى أن يفصلوا بين موقفهم من التدخل السوري في لبنان وعلاقتهم مع "حزب الله".

ولكن الأمر تغير الآن، بعد أن شعر أولئك أن هذا التحالف موجه نحوهم لإضعاف موقفهم من قضية إزاحة رئيس الجمهورية "إميل لحود" من قصر "بعبدا"، فجاء الرد سريعا عندما أعلن الناطق باسم تجمع "البريستول" أن سلاح حزب الله لم يعد يحظى بإجماع وطني.

وأنا كمراقب غير لبناني ومحايد، أعتقد أن كثيرا من قلوب قوى 14 آذار كانت حبلى، غير أنها كانت تحافظ على شعرة معاوية،فجاء تحالف "حسن نصر الله" مع "عون" ليعطيها ضوء أخضر، لتتحلل من التزامها الأدبي تجاه سلاح المقاومة. وكانت قبل ذلك لا تريد خرق شبه الإجماع الذي كان مناوئو سورية يلتزمون به تجاه هذا السلاح.

بل نستطيع أن نؤكد أن حسابات قديمة، كانت بعض مكونات الشعب اللبناني لا تريد فتحها، وكانت من قبل تعتمل في الصدور، فجاء تحالف "نصر الله" مع "عون" ليهيجها بعد أن تبين للجميع أنه لا قواسم مشتركة ،إطلاقا،تجمع بين المتحالِفَيْن إلا المصلحة الفئوية الضيقة،وأنه لا بأس على قوى 14 آذار أن تفتح صفحات مصالحها الفئوية الخاصة بها.

فما هي المصالح التي اعتقد "عون" و"نصر الله" أنه يمكن أن يجنياها من هذا التحالف في مواجهة تجمع قوى 14 آذار؟ رغم أن التناقضات التي تفرق بينهما أكثر مما تجمع،فقد أراد كلا المتحالفَيْن - كل حليف لحساباته الخاصة به في هذه القضية- حرمان الأكثرية النيابية من أكثرية الثلثين اللازمة لإخراج لحود من قصر بعبدا:    

فالجنرال "عون" كان يريد بورقة الثلثين أن يساوم عليها كي تقبل الأكثرية ترشيحه لرئاسة الجمهورية إذا ما أسقط "لحود". أما الشيخ "نصر الله" فإسقاط ورقة الثلثين تعني له أشياء كثيرة، لعل منها المناورة في أمور تتعلق بسلاح المقاومة أولا، وبحليفه "لحود" ثانيا، وقبل ذلك وبعده، ليقول للجميع: بأنه ما يزال اللاعب الأهم على الساحة اللبنانية، وفي يده الكثير ليقوله وليعمله، ومع ذلك فإنه ما يزال يتطلع إلى عودة التنسيق بين كل الكتل النيابية التي يريد منها الكثير.

ماذا خسر حسن نصر الله بهذه الخطوة ؟

إذا كان "عون" يعتقد –وهو مخطئ في اعتقاده - أنه رابح كيفما هبت الريح،فإن "نصر الله" خسر بهذه الخطوة من حيث يدري ولا يدري. فقد أضاع من يده إجماعا -ولو سكوتيا على أدنى تقدير- حول مشروعية سلاح المقاومة، مع أن حليفه السوري حتى الآن ما يزال لا يعترف بلبنانية مزارع "شبعا" التي يعتبرها "نصر الله" سببا كافيا لشرعنة هذا السلاح.

ومع أن زعيم تيار المستقبل يؤكد بأن سلاح المقاومة خيار لا يجوز المساس به، كما أشار إلى ذلك مندوب الشيخ "سعد الحريري" في المهرجان الأخير، فقد عمل "نصر الله" على تخويف الآخرين من حرب أهلية، عندما اعتبر أن "الكلمات التي قيلت يوم 14 آذار تعني أن الجميع ذاهبون إلى حرب أهلية، الجميع فيها خاسر"، وهذا تهديد مقنّع لا يمكن أن يقبله تيار المستقبل أو يسكت عنه إلى ما لا نهاية، خصوصا وأن بعض حلفائه الآخرين نفضوا أيديهم من خيار المقاومة. 

على أن الأمر اللافت للنظر أكثر من غيره في الاحتفال الذي أقامته قوى الأكثرية النيابية يوم 14 شباط "فبراير" الجاري في ذكرى استشهاد "رفيق الحريري"، كان كلمة "أسعد هرموش" ممثل "الجماعة الإسلامية" التي تمثل خط الإخوان المسلمين في لبنان. وربما لم ينتبه الكثيرون إلى هذه الكلمة،غير أن الشيخ "حسن نصر الله" لم تفته إيحاءاتها.

فإذا كان تيار "المستقبل" يمثل في شقه المسلم توجه السنة السياسي، فإن "الجماعة الإسلامية" ،أولا وأخيرا، تمثل التوجه السني المذهبي، وهو يقابل المذهب الجعفري مذهب أهل الشيعة في لبنان، ولا يخفى على أحد ما ذا يعني ذلك.

ما أردت أن أقوله هو أن نظام حافظ الأسد بعد أن كسر شوكة "حركة التوحيد" التي كان يقودها في "طرابلس" الشيخ "سعيد شعبان" التي كانت متحالفة مع الفلسطينيين بقيادة "الشهيد الفلسطيني "أبو جهاد"، فإن الجماعة الإسلامية وجدت نفسها مضطرة للتحالف القسري مع النظام السوري. ومع ذلك فقد كانت أرباح هذا التحالف تذهب كلها لصالح النظام السوري، ولا تنال الجماعة منه شيئا. وقد تمثل ذلك بأن عمل النظام السوري على إسقاط مرشحي الحركة في الانتخابات التي جرت في صيف عام 2000 .

والعالمون ببواطن الأمور هذه، يعرفون أن اللهجة المرتفعة للأستاذ "هرموش" في ذكرى استشهاد "الحريري" في 14 شباط "فبراير" كانت صدى لما كان يعتمل في صدور أعضاء الجماعة الإسلامية في لبنان، وأنها إيذان بعزم هذه الجماعة بالوقوف ضد النظام السوري، وهذا ما يعرفه الشيخ "حسن نصر الله" حق المعرفة.

ولعله من تتمة هذا الموضوع، أن وشيجة الإسلام التي تربط بين "حزب الله" وبين الجماعة الإسلامية، رغم اختلاف المذهبين، لم تحفز الشيخ "نصر الله" لكي يخفف ضغط النظام في سورية على الإخوان المسلمين السوريين أشقاء الجماعة الإسلامية ،الذين حكم عليهم "حافظ أسد" بالإعدام بموجب القانون /49/ لعام 1980 ،مع أن هذا القانون يصطدم مباشرة مع عقيدة "نصر الله". ولكن على ما يظهر أن الحلف السياسي أقوى من الوشيجة العقائدية عند كثير من الذين يرفعون راية الإسلام، إلا ما رحم ربي.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ